دولة الرئيس الشاب؛ هلّا كَفَفْتَ عن إحالة الشباب على التقاعد المبكر.!
جو 24 :
كتب موسى الصبيحي - يقول رئيس الوزراء الشاب الدكتور بشر الخصاونة بأن سن الشباب يصل إلى الرابعة والخمسين، وأنا أتفق معه في ذلك تماماً، فهو السن الذي تنضج فيه خبرات الشباب وتتعمق معارفهم ويصبح الشاب أكثر حكمة وحنكة، وأكثر قدرة على العطاء والإبداع من ذي قبل.
وفي الوقت نفسه فإنني أسأل دولة الرئيس إذا كان هذا شعورك بأن الشباب يمتد حتى سن (54) وهي سنّك الآن أطال الله ُ عمرك في الحكومة وفي الحياة، فإنني أستغرب كيف تقوم حكومتك بإحالة آلاف الموظفين العموميين على التقاعد المبكر ومعظمهم لم يصل السن المذكورة بعد، والغالبية منهم في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من العمر.. أي أن بينهم وبين التقاعد على السن القانونية أو ما يُعرف بتقاعد الشيخوخة أكثر من (10) سنوات..!
حكومتك دولة الرئيس والحكومة التي سبقتها أحالتا حوالي (17) ألف موظف عام على التقاعد المبكر، ومعظمهم دون طلب منهم ولا رغبة، حتى بلغت نسبة متقاعدي المبكر المحالين من القطاع العام حوالي (37%) من العدد التراكمي لمتقاعدي المبكر في الضمان، بعدد وصل إلى حوالي (55) ألف متقاعد مبكر من القطاع العام وحده..!
الفارق بين بشر الخصاونة رئيس الوزراء وبين هؤلاء أل (17) ألفاً المحالين على التقاعد المبكر خلال السنوات الخمس الأخيرة أن "بِشراً" عندما يُحال على التقاعد المدني كرئيس لن يجلس كثيراً في بيته بل سرعان ما سيعود للعمل في منصب آخر ولن يُحجَب عنه راتبه التقاعدي أو الراتب الأعلى وقد يستمر متنقلاً من منصب إلى آخر لما بعد سن السبعين أو الثمانين، في حين أن أولئك المحالين على تقاعد الضمان المبكر لن يستطيعوا العودة إلى العمل بسهولة وستُحجَب رواتب العائدين منهم إلى العمل من جديد..!
فيا دولة الرئيس الشاب؛ أنت تُلحِق الضرر بالشباب عبر انتهاج هذه السياسة، كما تُلحق الضرر بالمركز المالي للضمان، فهلّا كففتَ عن إحالة الشباب على التقاعد المبكر بعد اليوم..؟!