رحل العيد وبقي الكسل!
ماجدة ابو طير - تمر اجازة العيد ويبدأ الناس بالتكيف مع الراحة، وعدم وجود مواعيد للعمل وانتظام في تقسيم اليوم الى عدة اجزاء، وبعد انتهاء اجازة العيد التي قد تجاوزت عند بعض الاشخاص ثلاثة ايام، فان معظم العائلات ترى في اول يوم دواما ثقيلا في الالتزام، وهنالك من يتجاوز الساعة المحددة للدوام ويقرر ان يأخذ اجازة يوما واحدا ليعدل برنامجه، ومع عدم تغيير التوقيت والبقاء على التوقيت الصيفي في الفصل الشتوي، فان هذا التوحيد للتوقيت خلق الكثير من المشاكل وخصوصاً في اوقات دوام المدارس وغيرها من المؤسسات.
سارة خالد وهي ام لاربعة اطفال تقول :"المشكلة الحقيقة ليست في اجازة العيد وصعوبة استيقاظ الاطفال، بل ان التوقيت الموحد اصبح حقاً مزعجا، وخاصة ان اطفالي يذهب جزء منهم الى المدرسة في الفترة الثانية لمدارس الوكالة، ولذلك سيعودون وقد اقتربنا من فترة المغيب، فكيف لهم ان يدرسوا وحتى وصولهم الى المدرسة ليس بالسهل كون الشمس غائبة، ويصبح الجو العام معتماً بشكل سريع".
وتضيف سارة: "كل ام تفكر بشكل رئيسي كيف انها سوف تستيقظ في اليوم الاول بعد العيد، لان النوم قد يأخذها دون وعي وتذهب على اطفالها مواعيد الدوام، لاننا اعتدنا ايام الاجازة؛ كنا كعائلة ان نستيقظ الساعة العاشرة صباحاً، لهذا فان اول يوم دوام يعتبر مجهدا جدا على الام والاب وايضاً الاطفال، لو انهم منحوا الطلاب خصوصاً ساعة اضافية للدوام، وبعد يوم اعادوا الدوام كما كان لكان الدوام اليوم الاول اسهل".
الانتاج قليل
الموظف سامر حسن: "من الصعب حقاً ان استيقظ اول يوم بعد العيد لاذهب الى دوامي، ولقد جربت هذه المحاولة في الاعياد السابقة، في عيد الفطر، كان اول يوم دوام غير مريح ابداً، اذا امضيت نصف دوامي وعدم التركيز يطاردني، ومعظم الزملاء هكذا، ولكن يوجد اعمال يجب ان ننجزها، ولا نستطيع التكاسل واخذ اجازة في يوم اضافي، هنالك الكثير من الموظفين لا يأتون الى الدوام في اليوم الاول، ولكن بحسب رأيي ان هذه الاجازة غير مفيدة كونها لن تغير امراً يجب ان نواجهه".
لا يوجد حل لهذه المشكلة، وسيكون اليوم الثاني من الدوام افضل بكثير من اليوم الاول، كما بين سامر: "ان هذه المشكلة تواجه الجميع كونهم اعتادوا على النوم والراحة في ايام العيد، الا ان الحل الوحيد لها هو الدوام اليوم الاول حتى يعتادوا على الدوام".
شعور الام تجاه اطفالها
اصعب امر في هذا الدوام الذي يأتي بعد اجازة طويله هو الصداع الذي يصيب رأس نهال محمد، تقول نهال: "انني لا استطيع التركيز في عملي لانني اعتدت ان استيقظ متأخراً، والاستيقاظ المبكر يجعل رأسي متصدعاً، حتى انني لا استطيع رؤية من حولي ، لذلك يعد اول يوم دوام يوما طويلا ولا فائدة منه، الانتاج في هذا اليوم قليل، فالكل يشعر بالتعب وعدم التركيز، واكثر شيء مزعج في صباح هذا اليوم ان الجميع يخرج متأخراً من منزله صباحاً ومن ثم جميع المواطنين يجدون انفسهم في شوارع مزدحمة، ولذلك فأننا نتأخر اكثر لاننا نفكر جميعاً بنفس الطريقة".
وتضيف نهال: "ان اكثر ما يزعجني ايضاً هو ايقاظ طفلي محمد حتى اوصله الى الحضانة، لانه طوال الايام الاربع اعتدنا ان ننام الى وقت متأخر، اشعر بالحزن الحقيقي كوني سأترك محمدا في الحضانة، مجرد ان تواجدنا مع بعضنا البعض خلال الاربعة ايام، تحسنت صحته و ظهر على وجهه السعادة، الان سأبدأ بالمعاناة من جديد من خلال ايقاظه صباحا الى احضاره من الحضانه، هذه معاناة كل ام لديها ابناء بالحضانة".
مشكلة حقيقة
من يعمل بعيداً عن مكان عمله وخاصة ان كان يقطن احدى المحافظات وعمله في العاصمة، فانه سيواجه مشكله حقيقة في التوقيت الصيفي الذي تم اعتماده في الشتاء، يقول راجي مساعدة: "اضطررت ان اخرج من منزلي والشمس لم تظهر بعد، حتى اصل عملي بالوقت المناسب، هذا الامر يشكل ارهاقا حقيقيا، وعندما اقروا توحيد التوقيت لم يأخذوا بعين الاعتبار الاشخاص الذين يعملون في اماكن بعيدة، حتى ان هذه المشكلة لم تعد حصرية على الموظفين بل ايضا الاطفال الملتزمين في مدارس يضطرون ان يستيقظوا مبكرا ليصلوا المدرسة في موعد الدوام وان لا يتأخروا على الحصص الاولى".
الساعة البيولوجية
الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي تقول: من الطبيعي ان يشعر المواطنون انهم في حالة اضطراب، كونهم اعتادوا على برنامج محدد خلال العطلة، وفي اول يوم دوام تضطرب مواعيدهم، لذلك فان افضل حل يلجأ له الكثير من الناس هو ان اليوم الذي يأتي قبل يوم الدوام يستيقظون بنفس موعد الدوام، لذلك فان يوم الدوام لا يجدون مشكلة، في الحقيقة اننا نستاء كثيراً نتيجة عدم تعودنا على التغيير في اوقاتنا، اليوم الاول من الدوام اغلبية الافراد لا تضطرب فقط مواعيدهم، بل ايضاً تضطرب نفسيتهم، فالساعة البيولوجية للانسان ليس من السهل ان تتغير، لذلك عليهم بالصبر من اجل ان تتعدل ساعتهم البيولوجية. وتضيف الحاج علي: معظم المؤسسات في اليوم الاول بعد العيد، تسجل ضعف الانتاجية من قبل موظفيها ، الا ان اليوم الثاني تعود الامور الى ما كانت عليه، ولهذا يفضل الشخص ان يعود نفسه على دوام العمل من قبل يوم حتى لا يواجه مشاكل.
(الدستور)
