أول حب .. وآخره أيضا!
حلمي الأسمر
جو 24 : كلما استبد بك الحنين لملاذ آمن أبدي ، قفزت من عينك دمعة بريئة حنينا لأول حب،.تwwشرع في البحث عن كلمات كتبتها ذات يوم، وانت تمر في حالة مشابهة لما أنت عليه الآن، فتجدها في ملف منسي، علاه غبار النسيان، فتنفض عنها غلالة رقيقة من الإهمال، وتنتصب أمامك بقسوة ذكرى بائسة!
فجأة تشعر أنك بحاجة لأن تعود إلى حضنها الدافىء ، أول الأحضان وأكثرها أمنا ، حضن تلك الختيارة التي كانت تداري وجهها حينما تضحك بـ»الخرقة» أو غطاء رأسها الفلاحي ، كأن الضحكة غريبة عن محياها ذي الحزن المقيم ، حينما تشعر أنك برسم الغرق ، تتطلع إلى تلك اليد المعرورقة بينابيع الحب وهي تمسح حبات العرق عن جبين غض رهيف منذ ما يزيد عن نصف القرن ، أيكون حضن تلك الختيارة التي كانت تعتذر عن ضحكتها فتداريها هي الملاذ الذي تحن إليه أبدا؟ ويحك، وأين تجد ذلك الدفء الشفيف وقد توارت الختيارة عن الدنيا كلها فنامت في سريرها الترابي منذ أعوام وأعوام؟ هل هو حنين إلى الرحيل الأبدي إذن؟.
ها أنت تختصر حكاية الملاذ كلها بيد معرورقة ، وكذا الحب، الذي كلما نويت الكتابة فيه ، لم يقفز إلى ذهنك إلا تلك اليد، الممتدة من بين التراب والتراب: إما منادية لك وداعية للالتحاق بحضنها ، أو ربما تكون معلما من معالم الطريق الذي يتوجب عليك سلوكه ، لا تدري،.
تلك اليد المعرورقة المشعة بوهج الأمومة والحنو ، هي أول حرف في أبجدية كتاب الحب ، وآخر حرف أيضا ، فنحن نزداد حبا بنسائنا حين يتماهين مع أمهاتنا في فتح باب الحدب والحنو بلا انتظار لأي مقابل ، ونحن نقترب أكثر من بناتنا ونتحد معهن، كلما حملن ملامح من أمهاتنا، وحتى طبيخ الزوجات يصبح أطيب وأزكى كلما كان أقرب لأول لقمة حملتها اليد المعرورقة إلى أفواهنا بعد الفطام.
كنت أنوي الكتابة عن الحب ، فإذا بي أذوب كقطعة سكر في فم الذكرى الدفينة ، ذكرى أول همسة وقرصة ودعابة وكركرة، وأول قبلة تطبع على الجبين الخارج للتو من البيت الأول: الرحم، أيكون عبثا أن يسمى رحما؟ هل ثمة رحمة أكثر من دفئه وحنانه واحتضانه؟ أين هو الرحم البديل الذي يلم شعثك ونثارك وقد دببت بتؤدة ووقار مشوبا بالرعونة والولدنة الشيخوخة المبكرة؟ مَن مًن نساء الأرض تمتلك رحما يتسع لكل هذه الكينونة المركبة المتسربلة بالمزاجية والتقلب والإيمان والضلالات الصغيرة والكر والفر والأرق والقلق والحنين المزمن الأبدي إلى حضن أمه؟ ويحك أيها الباحث عن الملاذات الآمنة ، وسط غابة من الأشواك ، ألا ثَمّ حضن يتسع لك غير حضن تلك الختيارة الحنون؟.
إلى أين سحبتك الكلمات؟ أإلى بوح لا تستطيع الدفاع عنه، وأنت الطفل الكهل المتهم أبدا بأنك «تنتظر» امرأة ذات يد معرورقة ، تحملك في رحمها مرة أخرى ، لتولد من جديد على يديها ، تحتويك وتحتفظ بك ، فلا تدفعك إلى حافة الهاوية ، وتطعمك أول لقمة وربما آخر لقمة ، وأنت على بوابة الأبدية ، في نقطة التقاء برزخي ، بين نصف قرن ونيف مضى.. وسنوات أو أيام أو ساعات تنتظر مضيها ، مسكونة بذلك الموال الكوني الذي يقطر دمعا ودما وندى وحياة لم تعشها بعد وربما لن!!.
الدستور
فجأة تشعر أنك بحاجة لأن تعود إلى حضنها الدافىء ، أول الأحضان وأكثرها أمنا ، حضن تلك الختيارة التي كانت تداري وجهها حينما تضحك بـ»الخرقة» أو غطاء رأسها الفلاحي ، كأن الضحكة غريبة عن محياها ذي الحزن المقيم ، حينما تشعر أنك برسم الغرق ، تتطلع إلى تلك اليد المعرورقة بينابيع الحب وهي تمسح حبات العرق عن جبين غض رهيف منذ ما يزيد عن نصف القرن ، أيكون حضن تلك الختيارة التي كانت تعتذر عن ضحكتها فتداريها هي الملاذ الذي تحن إليه أبدا؟ ويحك، وأين تجد ذلك الدفء الشفيف وقد توارت الختيارة عن الدنيا كلها فنامت في سريرها الترابي منذ أعوام وأعوام؟ هل هو حنين إلى الرحيل الأبدي إذن؟.
ها أنت تختصر حكاية الملاذ كلها بيد معرورقة ، وكذا الحب، الذي كلما نويت الكتابة فيه ، لم يقفز إلى ذهنك إلا تلك اليد، الممتدة من بين التراب والتراب: إما منادية لك وداعية للالتحاق بحضنها ، أو ربما تكون معلما من معالم الطريق الذي يتوجب عليك سلوكه ، لا تدري،.
تلك اليد المعرورقة المشعة بوهج الأمومة والحنو ، هي أول حرف في أبجدية كتاب الحب ، وآخر حرف أيضا ، فنحن نزداد حبا بنسائنا حين يتماهين مع أمهاتنا في فتح باب الحدب والحنو بلا انتظار لأي مقابل ، ونحن نقترب أكثر من بناتنا ونتحد معهن، كلما حملن ملامح من أمهاتنا، وحتى طبيخ الزوجات يصبح أطيب وأزكى كلما كان أقرب لأول لقمة حملتها اليد المعرورقة إلى أفواهنا بعد الفطام.
كنت أنوي الكتابة عن الحب ، فإذا بي أذوب كقطعة سكر في فم الذكرى الدفينة ، ذكرى أول همسة وقرصة ودعابة وكركرة، وأول قبلة تطبع على الجبين الخارج للتو من البيت الأول: الرحم، أيكون عبثا أن يسمى رحما؟ هل ثمة رحمة أكثر من دفئه وحنانه واحتضانه؟ أين هو الرحم البديل الذي يلم شعثك ونثارك وقد دببت بتؤدة ووقار مشوبا بالرعونة والولدنة الشيخوخة المبكرة؟ مَن مًن نساء الأرض تمتلك رحما يتسع لكل هذه الكينونة المركبة المتسربلة بالمزاجية والتقلب والإيمان والضلالات الصغيرة والكر والفر والأرق والقلق والحنين المزمن الأبدي إلى حضن أمه؟ ويحك أيها الباحث عن الملاذات الآمنة ، وسط غابة من الأشواك ، ألا ثَمّ حضن يتسع لك غير حضن تلك الختيارة الحنون؟.
إلى أين سحبتك الكلمات؟ أإلى بوح لا تستطيع الدفاع عنه، وأنت الطفل الكهل المتهم أبدا بأنك «تنتظر» امرأة ذات يد معرورقة ، تحملك في رحمها مرة أخرى ، لتولد من جديد على يديها ، تحتويك وتحتفظ بك ، فلا تدفعك إلى حافة الهاوية ، وتطعمك أول لقمة وربما آخر لقمة ، وأنت على بوابة الأبدية ، في نقطة التقاء برزخي ، بين نصف قرن ونيف مضى.. وسنوات أو أيام أو ساعات تنتظر مضيها ، مسكونة بذلك الموال الكوني الذي يقطر دمعا ودما وندى وحياة لم تعشها بعد وربما لن!!.
الدستور