وزير الخارجية: اعلان الحرب من جهة الاردن ليس السبيل لوقف الحرب على غزة.. والقادم اسوأ
جو 24 :
قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن العالم يشهد اليوم مزيدا من الصراع والقتل والدمار، بشكل مرفوض على جميع المستويات (سياسية، انسانية، أخلاقية، قانونية)، مشيرا إلى أن اليأس يتمدد في هذه المنطقة التي عانت كثيرا
وأضاف الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية، الخميس، أن "أولويتنا هي وقف الحرب فورا، وإذا ما استعرضنا الأرقام نجد أن 3785 فلسطينيا قتلوا في هذه الحرب، بينهم 853 طفلا، و12 ألف مصاب فلسطيني، و12 صحفيا قتلوا في غزة، وأكثر من مليون شخص جرى تهجيرهم. بالمقابل جرى قتل (1400) اسرائيلي. الحرب لا تولّد غير الموت والبؤس واليأس والفقر".
وتابع الصفدي: "الأولوية الأخرى هي إدخال المساعدات إلى غزة فورا، لا شيء يبرر حرمان الأبرياء (أطفال وشيوخ ونساء) فهذه جريمة حرب، ولا شيء يبرر حرمان العلاج عن الجرحى والمرضى"، مجددا التأكيد أن "الأولوية هي حماية المدنيين، المدنيون من الجانبين يجب أن تتوفر لهم الحماية انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة، ولا فرق بين ضحية وضحية وفقا للجنسية".
وقال الصفدي: "الأمور لا يبدو أنها ذاهبة باتجاه التهدئة رغم كل ما نقوم به من جهود مع كلّ المجتمع الدولي، والحرب سيكون لها تبعات كبيرة، فالعنف لا يبرر العنف، وكل يوم يمضي تزداد صعوبة تحقيق الأمن والاستقرار.
وشدد الصفدي على أنه "لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية، ولا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حلّ القضية الفلسطينية، نريد الأمن لكلّ شعوب المنطقة".
وأضاف الصفدي: "نحن مصممون على أن نمضي معا لإنهاء هذه الكارثة، وحماية المنطقة من الخطر الحقيقي بتوسّع الحرب، وقف الحرب يجب أن يكون هدفا تتكاتف من أجله كلّ الجهود الدولية. وبعد أن نوقف الحرب نتحرك فورا لنعالج أساس الصراع، فإذا استمرت الحرب فسنكون أمام مزيد من القتل والدمار".
وقال الصفدي: "نحن نخشى الأسوأ، وكلّ المؤشرات أن الأسوأ قادم، ثمة بصيص أمل هو بداية اتفاق على تسيير قوافل مساعدات عبر معبر رفح إلى غزة، ونأمل أن لا يكون ذلك ليوم أو يومين"، مشيرا إلى أن طائرة مساعدات أردنية ثانية ستغادر غدا الجمعة إلى مصر من أجل ايصالها إلى غزة.
وتابع: "نحتاج إلى تعريف الدفاع عن النفس، هل قتل (4) آلاف فلسطيني، وتدمير (98) ألف بيت هو دفاع عن النفس؟ هل قتل الفلسطينيين سيعيد الاسرائيليين الذين قُتلوا، كان هناك صدمة مما حدث على المجتمع الاسرائيلي، لكن هناك صدمة أكبر مما يقع على المجتمع الفلسطيني. هل مستقبل المنطقة تحكمه المشاعر، أم علينا أن نقول كفى قتلا ولنبني مستقبل أفضل؟".
وأكد الصفدي ضرورة أن تكون القيم الإنسانية واحدة، والقانون الدولي ساريا على الجميع، مشيرا إلى أن المواطنين العرب جميعا يسألون؛ لماذا منع الغذاء والدواء عن الاوكرانيين جريمة حرب ومنع الغذاء والدواء عن الفلسطينيين ليس جريمة حرب؟
وأضاف الصفدي: "أقول للصحفيين الأردنيين، لا يتوقع من الأردن وحده أن ينهي هذه الحرب، نحن نقوم بكلّ جهود نستطيعه، لكننا لا نملك قرار الحرب، وعلينا أن نحافظ على الأردن قويّا ومستقلّا".
وجدد الصفدي تأكيده على أن "تهجير المواطنين من منطقة محتلة تعتبر جريمة حرب، ونحن لن نقبل بالتهجير، وهو خطّ أحمر سنتصدى له بكلّ الامكانيات، ولن نسمح بترحيل أزمة صنعها أو فاقمها الاحتلال".
وقال الصفدي: "قرار وقف الحرب عند اسرائيل وليس الأردن، ولا أرى أن إعلان حرب من جهة الأردن سبيل إلى وقف الحرب، هل من مصلحة الأردن أو فلسطين أو العرب أن ندخل في حرب مع اسرائيل؟ هل توسعة رقعة الحرب يخدم الفلسطينيين؟ خياراتنا أن نعمل بكلّ الوسائل السلمية الدبلوماسية، لأن توسعة الحرب سيكون أثره أكثر دمارية على الفلسطينيين والمنطقة، وأقول لمن يريد أن نذهب إلى حرب مع اسرائيل، هل الأردن سيكون قادرا على أن ينهي هذه الحرب إذا دخل حربا الآن وفق الموازين التي يعرفها الجميع؟".
وتابع الصفدي: "اللحظة تتطلب منا مواقف وعمل، وأسهل شيء أن أعطيكم شعارات، لكن الشعارات لن تحلّ الصراع ولن تحمي الفلسطينيين، صحيح أن هذا الكلام لا يخاطب العواطف، لكن الواجب يفرض أن نكون صريحين، ولكم منا أن نقدّم كلّ طاقتنا، وهذا موقف وتاريخ الأردن، وعندما كان الزمن زمن حرب، شهداء الأردن على كلّ بقعة من ثرى فلسطين، دماء شهدائنا روت كلّ ثرى فلسطين".