غزة تفضح أكذوبة القيم الغربية.. الغرب المتصهين يغذّي العداء الإسلامي والصراع الحضاري يحتدم
ايهاب سلامة
جو 24 :
تعرت حقيقة الدول والأنظمة الغربية الإرهابية الدموية المتواطئة والمشاركة بأفظع الجرائم دموية في العصر الحديث، وسقطت جميع مفاهيمها الإنسانية والحقوقية الكاذبة، ونحن نراها اليوم تشارك كيان الإجرام الصهيوني في ارتكاب إبادة بشرية علنية في قطاع غزة، على مرأى ومسمع العالم بأسره.
أيادي قادة الغرب ملطخة بدماء أطفال غزة. تماماً كأيدي قيادات الإحتلال وجنوده القتلة، من بايدن لسوناك لشولتس لماكرون لميلوني وغيرهم، لقيادات بلادهم السياسية والعسكرية، التي أعطت عصابات الإحتلال الضوء الأخضر لارتكاب حرب إبادة مسعورة بحق الشعب الفلسطيني، وقدمت له جميع أدوات الجريمة، العسكرية والمالية والسياسية، وشاركته في التنفيذ مع سبق الإصرار والترصد.
الإبادة التي ترتكب بإمضاء دموي غربي، وسعّت الهوة الحضارية بين الشرق والغرب بشكل غير مسبوق، وغذّت حالة العداء الشعبي الشرقي والإسلامي للدول الغربية المتصهينة، التي تدعم وتساند وتشارك ترسانة الإرهاب الاسرائيلية في جرائمها بكل صلافة ووقاحة، وسرّعت من وتيرة الصدام الحضاري المحتوم إلى الذروة، ولم يعد يقف في وجه هذا التصادم سوى نظم شرقية وإسلامية، تخدم المشروع الغربي المتصهين، وتناوىء رغبات شعوبها واراداتها، وبات وجودها يشكل عبئاً وخطراً وجودياً على الأمة ومستقبلها ومصيرها.
لقد كشفت غزة أكذوبة الحضارة الغربية، وفضحت زيف القيم والاخلاقيات والحقوق والمبادىء التي تتبجح بها، فهي التي أوجدت هذا الورم السرطاني الصهيوني في قلب المشرق العربي، وهي أول من هبّت لنجدته، واستماتت في الدفاع عنه، وشاركته في ارتكاب مجازره ومذابحه.
السقوط الحضاري والأخلاقي للغرب، تعدى دوله وأنظمته المتصهينة، وشمل أذرعه اللوجستية من هيئات استعمارية ظلت تتسلل إلى دول العالم الثالث من باب الإنسانية وحقوقها.
فها هي هيئات حقوق الإنسان الغربية التي تتبجح أنها حامية الحريات، وحارسها، ورأس حربتها، تراقب المجازر التي ترتكب في غزة على مدار الساعة، ولا نسمع لها همسا.
وها هي مؤسسات حقوق الطفل الدولية، تشاهد أطفال غزة الذين تحولهم صواريخ الإجرام الصهيوني إلى كتل لحم متفحمة، ولا نسمع لها همسا.
وها منظمات حقوق المرأة، و"النسويات" الفارغات اللواتي اشبعننا خطباً في حفلاتهن الباذخة، وهن يثرن على امرأة ترتدي على رأسها حجاباً، يشاهدن بأعينهن اليوم رؤوس نساء غزة تقطع بقصف القنابل الفسفورية، ولا يصدر عنهن بياناً ولو من باب الخجل والمجاملة، ولم نسمع لهن أيضاً همسا.
إن الحضارة الغربية تقف أمامنا اليوم عارية بكل قبحها ودمويتها وزيفها، وفي أصدق تجلياتها، بعد أن أسقطت غزة ورقة القيم الكاذبة عن سوءاتها، وكشفت عورات وحشيتها وعدائها العلني المفرط للشعوب الإسلامية.
في الجهة الشرقية من العالم، لم يعد التقاعس المخزي على هذه العصابة العالمية الإرهابية الدموية القذرة، التي أوغلت في ذبح شعب عربي مسلم مقبولاً للشعوب العربية والإسلامية الساخطة المتحفزة، التي تراقب عجز أنظمتها ودولها، دون قيامها برد فعل موازٍ لحجم الجريمة الفظيعة المرتكبة.
ذات الشعوب المحتقنة التي استلهمت سبل التحرر والتحرير من المقاومة الفلسطينية الباسلة، تجلس الآن على فوهة بركان آيل للانفجار في أية لحظة، وهي تراقب غاضبة مقهورة تخاذل دولها، وعجز أنظمتها، وتشاهد في كل لحظة أشلاء الأطفال في غزة، ولسان حالهم يعاتب "أعمامهم" ويقول:
وظُلمُ ذوي القربى أشد مضاضةً .. على المرء من وقع الحسامِ المهنّدِ!