jo24_banner
jo24_banner

هوامش على دفتر «الأعيان»

حلمي الأسمر
جو 24 : اشتعلت صالونات عمان خلال عطلة نهاية الأسبوع بقراءة واستبطان تشكيلة مجلس الأعيان، محاولة تفسير الرسائل التي حملتها خريطة المجلس الجديدة، واجتهد كثير من المراقبين في استعراض «عضلاتهم» المعرفية الدالة على «سعة اطلاعهم» عبر نشر سلسلسة من السيناريوهات التي سبقت وتلت مرحلة إعلان أسماء الأعيان الجدد.. على هامش الحدث ثمة جملة من الملحوظات بالوسع إجمالها على النحو التالي..
أولا/ أي تشكيلة للمجلس مهما كان نوعها، كانت ستثير جدلا مماثلا، مع تفاوت في «الحرارة» كون مثل هذه الأحدات تفتح شهية الصالونات السياسية وكتاب الأعمدة والمراقبين، ناهيك عن المتطلعين الكثر لحمل لقب «عين» إذْ ينشط هؤلاء تحديدا في تحريك الواسطات ومراكز القوى والتأثير في صنع القرار، لدفع أسمائهم إلى طاولة صاحب الشأن، كي يكونوا جزءا من هذه المنظومة، وهذا تقليد أردني يعرفه المشتغلون بالمطبخ المحلي والقريبون منه الذين أدمنوا «شمشمة» الروائح المنبعثة من هذا المطبخ، لمعرفة ماذا يجري فيه!
ثانيا/ هناك عدد متزايد من أعضاء طبقة «النخبة» الأردنية يتطلعون لمنصب ما، مهما كان، وهؤلاء في تزايد مستمر، واي حركة تعيينات في المناصب العليا تثير حفيظتهم إن لم يكونوا جزءا منها، فالوطن بالنسبة لهم كعكة كيك، وهم يعتقدون أن من حقهم الظفر بقطعة منه، ولذا حين تخلو أي حركة تعيينات من أسمائهم يبدؤون بالطخ والمشاغبة بذرائع شتى وملتبسة، وهم يتجنبون إشهار نواياهم الحقيقية من كل هذا، مع أنها متمحورة حول السؤال المختبئ داخل شغبهم وهو: ليش مش أنا!
ثالثا/ ومع كل ما سبق، ثمة دلائل ورسائل فعلا يحملها أي تشكيل، ومنها في حالتنا هذه، وأهم هذه الرسائل، ليس تغييب رئيس المجلس الحالي بقدر تعيين الرئيس الجديد، وفي هذا حديث طويل وأقاويل ايضا، حفلت بها الصحف العربية العابرة للحدود، فضلا عن بعض صحفنا الإلكترونية والورقية، والحقيقة أن «قراء» المشهد أسرفوا في استبطان هذه الرسالة، ودلالتها، لكن ما هو مهم هنا، أننا اعتدنا بين مرحلة وأخرى على «إعادة انتشار» لرجالات الحكم وفق مقتضيات كل مرحلة، ووفق استحقاقات داخلية وخارجية..
رابعا/ رغم كل ما قيل، نعتقد أن كثيرا مما يجري في بلادنا يتم تحميله تأويلات وتفسيرات أكثر مما ينبغي، وربما لا يكون كل ما يقال حاضرا في ذهن صاحب القرار، إضافة إلى هذا، تعكس حالة التأويل والتفسير المحمومة نوعا من البؤس السياسي، إذْ تكشف النخب عن مدى انسلاخها عما يعانيه الناس في «قاع المدينة» من معاناة وعنت بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، حتى أنهم لا يعرفون وليسوا معنيين كثيرا بمعرفة من يأتي ومن يذهب، فهمّ رغيف الخبز عندهم يطغى على كل همّ!
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news