المتحدث باسم حكومة الاحتلال يكذب كما يتنفس ..والوزير الصفدي يبدد ادعاءات العدو ويكشف اهدافهم من الحرب

كتب أحمد الحراسيس - نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إلى جانب رئيس الوزراء القطري، هما الوحيدان اللذان تحدثا عن العدوان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة بعبارات واضحة غير ملتبسة، وقد نجح بشكل استثنائي من خلال زياراته المكوكية لمختلف العواصم الغربية بالتعبير الصادق عن الموقف الأردني والعربي والاسلامي، والتأثير على عواصم القرار المهمة لصالح تراجعها عن الدعم المطلق وغير المشروط لحكومة الاحتلال .

الوزير الصفدي أكد في غير مناسبة أن "الاحتلال هو أساس الشر" وأن ما يمارسه الاحتلال اليوم بحقّ الأهل في غزة هي "إبادة جماعية" وأن مقاومة الاحتلال ليست ارهابا، وأن "لا حقّ لمحتلّ في الدفاع عن النفس"، وإن الاحتلال يستهدف خلق الظروف التي تستحيل معها الحياة في قطاع غزة والتي ستكون نتيجتها الطبيعية والحتمية هي تهجير الفلسطينيين من بلادهم.

في مقابل تلك المواقف الصادقة والدقيقة التي عبّر عنها الوزير الصفدي، لعلّ كلّ صاحب ضمير وعقل ومنطق، رأى ولمس حجم كذب الصهاينة في كلّ مراحل حرب الإبادة على قطاع غزة؛ ففي السابع من اكتوبر كذب الاحتلال بالقول إن "حماس قطعت رؤوس الأطفال" وقامت بحرقهم، ليتبين في اليوم التالي أن الصور التي روّجها قادة الاحتلال هي صور معالجة ببرمجيات الذكاء الاصطناعي، مرورا بمتوالية من الأكاذيب الفجّة، منها القول إن قوات الاحتلال تستهدف المقاومة وهي في الحقيقة تستهدف الأطفال والنساء وكبار السن والمستشفيات والكوادر الصحية والصحفية والمدارس والمساجد والكنائس ، ثمّ كذبة المستشفى المعمداني ومحاولة الصاق التهمة بحركة الجهاد الاسلامي لتثبت كلّ التحقيقات الصحفية أن الاحتلال هو من قصف المستشفى وارتكب مجزرة قتل فيها (500) شهيد، وكذبة الممرات الانسانية الآمنة، وكذبة "نفق حماس أسفل مستشفى الشفاء الطبي" التي كشفها رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق ايهود باراك بتأكيده أن اسرائيل أنشأت ذلك النفق إبان احتلالها قطاع غزة.

نسوق هذه المقدّمة تعليقا على وصف متحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي تصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بـ"السافرة والكاذبة".

المسؤول الصهيوني، رفض قول الصفدي إن "الاحتلال ينفذ سياسة ممنهجة لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة"، وهنا نسأل؛ ماذا يمكن تسمية تسوية مدينة غزة بالأرض وعمليات الاجهاز المنظّمة على بنيتها التحتية ومنع وسائل الحياة واستهداف مراكز الايواء والنازحين غير أنها محاولة لدفع النازحين خارج بلادهم؟!

كيف يستقيم ارتكاب الاحتلال جرائم إبادة جماعية، وفرض حصار مطبق على قطاع غزة، ومنع وصول الماء والغذاء والدواء والوقود مع ما يطلقونه من تصريحات تنفي نيتهم تهجير أبناء غزة ؟!

الحقيقة أن العالم كلّه كشف اليوم حجم الكذب الذي قام به الكيان الصهيوني، وكلّ محاولات تزييف الوقائع والبروباغندا الإعلامية لم تعد تنطلي على أحد، وهذا ما تكشفه شوارع واشنطن ولندن وباريس التي تهبّ كلّ أسبوع رفضا لموقف بلادها من العدوان على غزة..

وكان الوزير أيمن الصفدي، قد قال الأحد، إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإفراغ قطاع غزة من سكانه، من خلال حرب ذكر أنه ينطبق عليها "التعريف القانوني للإبادة الجماعية".

وقال الصفدي أيضاً، إن إسرائيل خلقت قدراً كبيراً من الكراهية سيطارد المنطقة لأجيال قادمة، وأضاف: "ما نراه في غزة ليس مجرد قتل للأبرياء وتدمير لحياتهم من إسرائيل لكنه مجهود ممنهج لإفراغ قطاع غزة من سكانه".

وأضاف الصفدي: "لم نرَ العالم يصل بعد إلى المكان الذي ينبغي أن نصل إليه… مطلب لا لبس فيه بإنهاء الحرب، حرب ينطبق عليها تعريف الإبادة الجماعية".

وتابع أن حجم الدمار والقصف العشوائي لآلاف المدنيين يكذب هدف إسرائيل المعلن المتمثل في السعي للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال الصفدي أيضاً إن خلافات كبيرة ظهرت على السطح في المحادثات بين وفد من الوزراء العرب ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن، الجمعة الماضي، حول الدعم العسكري الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل ورفضها الدعوة إلى وقف إطلاق النار.