عمليات نوعية على الحدود الشمالية
منير دية
جو 24 :
خلال أسبوع واحد نفذ جيشنا العربي أربع عمليات نوعية على الحدود الشمالية والشرقية للملكة وذلك ضد عصابات ومليشيات تهريب المخدرات والتي استغلت انشغال العالم بما يجري من عدوان همجي على قطاع غزة والظروف الجوية السائدة والتي أدت إلى تشكل الضباب وانعدام الرؤية فكثفت تلك العصابات عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن وبكميات كبيرة وبطرق مختلفة .
حرس الحدود الأردني كان لهم في المرصاد وعلى جهوزية عالية وبما يمتلك من إمكانيات حديثة ومتطورة في عمليات الرصد والمراقبة فأحبط تهريب كميات ضخمة من المخدرات وقتل عدد من المهربين ضمن عمليات اشتباك مسلح والذي اسفر أيضاً عن ارتقاء الشهيد اياد النعيمي من مرتبات حرس الحدود الأردني والذي قدم روحه دفاعاً عن وطنه وامته وحماية لأمن واستقرار الأردن .
حرب الكبتاجون مستمرة ولا زالت الحدود الشمالية مع سوريا تشكل تهديداً حقيقياً لأمننا واقتصادنا الوطني وتحدياً كبيراً لمستقبل شبابنا وأمننا الاجتماعي ونزيفاً لمقدراتنا والتي أصبحت تشكل عبئاً على موازنة الدولة الأردنية وذلك لدعم قواتنا المسلحة بالأجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة لمراقبة الحدود ومنع تسلل عصابات تهريب المخدرات والسلاح والتي أصبحت تستخدم وسائل جديدة للتهريب ومنها الطائرات المسيرة.
٣٧٥ كم طول الحدود الأردنية مع سوريا وهذه الحدود تحتاج إلى مراقبة ومتابعة وأجهزة وكاميرات نهارية وليلية ومعدات ومناظير ومركبات حديثة لمواكبة التضاريس الوعرة لتلك الحدود وبقاء قوات حرس الحدود الأردنية في حالة تأهب قصوى للتعامل مع تلك العصابات التي اتخذت من الجنوب السوري مقراً لها وتشكل تهديداً مباشراً للأردن ودول الخليج .
وبالرغم من كل الجهود التي يبذلها حرس الحدود الأردني والأجهزة الأمنية إلا ان ثلث محاولات تهريب المخدرات تنجح بالدخول بحسب تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي والذي اكد ان عمليات التهريب زادت بعد الحوار مع الحكومة السورية والذي اعتبر تلك العمليات تهديدا لأمن دول المنطقة جميعاً .
ولقد حذر جلالة الملك في خطابه الأخير امام الجمعية العامة للأمم المتحدة من خطورة تلك العصابات وتهديدها المستمر لأمن الأردن وقال صراحة اننا " سنحمي بلدنا من أي تهديدات مستقبلية تمس امننا الوطني جراء الأزمة السورية '
وهذا قد يدفع الأردن إلى امكانية تطور قواعد الاشتباك إلى مواجهة شاملة لردع تلك العصابات والقضاء عليها.