jo24_banner
jo24_banner

تشريع صهيوني بتهويد الأقصى!

حلمي الأسمر
جو 24 : بعد أن ملأنا الدنيا صراخا وعويلا استنهاضا لجثث هامدة، كي تتحرك لإنقاذ الأقصى، ها هي عصابات الاحتلال الصهيوني تتحول من مرحلة الاعتداءات الممنهجة المتدرجة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي للسيطرة على ثالث الحرمين الشريفين، ومن يقرأ بتمعن ما يجري على الأرض الفلسطينية يدرك أن الأمر جد لا هزل فيه، وأن ما لحق بالحرم الإبراهيمي بدأ يلحق بالحرم القدسي!
تفاصيل خطة التقسيم «الزماني والمكاني» للأقصى وصلت إلى مرحلة متقدمة من حيث التخطيط والتنفيذ وحتى «التشريع القانوني»، وقد سارعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أخيرا إلى نشر وثيقة وخارطة تتناول مقترح مشروع لوضع قوانين ولوائح نُظم لتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود زمانيا ومكانياً، المقترح أعد من قبل نشطاء من حزب الليكود يطلقون على انفسهم اسم «منهيجوت يهوديت « (قيادة يهودية) ، ويتزعمهم نائب رئيس الكنيست موشيه فيغلين، وأصبح على طاولة وزير الأديان، تحت اسم «مشروع قانون ونُظم للمحافظة على جبل الهيكل- كمكان مقدس». وأعلنوا أنهم سيعملون على إقراره في الكنيست والحكومة الإسرائيلية قريباً بالتعاون والتنسيق مع لجنة الداخلية التابعة للكنيست!
مؤسسة (الأقصى للوقف والتراث) كانت أعلنت في وقت سابق عن تفاصيل أخرى، حيث يتضمن
«تخصيص مساحة في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، تشكل خمس مساحة (جبل الهيكل) – المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى – تمتد من محاذاة مدخل المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من الأقصى مرورا بمنطقة باب الرحمة وانتهاء عند باب الأسباط – أقصى الجهة الشرقية الشمالية من الأقصى.
ووفق المخطط، تكون هذه المساحة بمثابة كنيس يهودي، توزع فيها مساحات لإقامة الصلوات اليهودية الفردية وأخرى للجماعية، وهي المساحة القريبة والتي تحوي منطقة باب الرحمة، وفق أوقات زمانية محددة متوزعة على أيام الأسبوع وأخرى على مواسم الأعياد والمناسبات اليهودية. وحسب المخطط، يقوم بالصلوات الفردية فرد واحد فقط، بصوت منخفض يسمع نفسه بشفتيه دون أن يحمل الكتب والأدوات المقدسة، أما الصلوات الجماعية فتكون لعشرة أفراد أو أكثر. ووفق ما تم الكشف عنه، يسمح في الصلاة الجماعية باستعمال التوراة والكتب والأدوات (المقدسة!) في الأوقات والأيام التالية (يوم الاثنين، يوم الخميس، يوم السبت، اليوم الأول من كل شهر عبري وفي الأعياد والمواسم اليهودية). كما يبين المقترح بالتفصيل الأيام التي سيتم فيها إقامة الطقوس اليهودية، ومنها رأس السنة ويوم الغفران وعيد العرش ويوم المساخر، وعيد الفصح العبري، ويوم (الاستقلال!) ويوم القدس، وصيام التاسع من آب العبري، وغيرها!
يعني، كل شيء تم تجهيزه، لوجستيا وتشريعيا، ولم يبق إلا التطبيق المفصل، وإن جرت «بروفات» متكررة لجس نبض أهل القدس والعروبة والإسلام، وكما بدا، لم يتحرك أحد بشكل فعلي للتصدي للعصابات اليهودية المهووسة إلا سكان بيت المقدس وأكنافه من أهل فلسطين المحتلة عام 1948، وسوى ذلك فأقصى ما خرج نصرة للأقصى فتافيت بيانات وتصريحات خجولة دفنت بين أرتال الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام يوميا!
الأقصى لم يعد في خطر، بل إن الخطر استوطنه تماما، ولم يبق إلا أن يقص «وزير الأديان» الصهيوني شريط تدشين تهود قبلة المسلمين الأولى، وكل عام وأنتم بألف ألف خير!
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news