شركات تركية وأردنية صدرّت 55% منها.. أرقام رسمية إسرائيلية تكشف الجهات التي تزود تل أبيب بالخضار
جو 24 :
تظهر بيانات رسمية من وزارة الزراعة الإسرائيلية، قائمة الدول التي واصلت تصّدير الخضار والفواكه إلى الكيان الصهيوني، منذ بدء الحرب على غزة، طبقاً لتقرير الوزارة الصادر عن الفترة المُحددة من 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 11 فبراير/شباط 2024، وكشفت البيانات أن شركات من تركيا والأردن هي أكثر من صدّر هذه المنتجات للكيان الصهيوني.
كما تُظهر وثائق رسمية أردنية، إخفاء اسم "إسرائيل" في قائمة الجهات التي تستقبل صادرات من المملكة، وسط تصاعد الغضب الشعبي من استمرار تزويد الاحتلال بالمنتجات خلال فترة الحرب.
ويبلغ عدد الدول التي زودت شركاتها الكيان الصهيوني بالخضار والفواكه منذ بدء الحرب الصهيونية على غزة، 24 دولة، وساهمت الشركات بتوفير حل لأزمة العدوّ الصهيوني المرتبطة بالأمن الغذائي الزراعي، والتي نجمت عن تضرر الزراعة بمستوطنات غلاف غزة التي أخلاها الاحتلال عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخروج آلاف الأيدي العاملة عن العمل، فضلاً عن مساهمتها في تخفيف وطأة ارتفاع الأسعار الناجم عن نقص المنتجات.
ويُقدر عميت يفراح، رئيس اتحاد المزارعين الصهاينة، بأن 75% من الخضروات المستهلكة في الكيان الصهيوني كانت تأتي من غلاف غزة، إضافة إلى 20% من الفاكهة.
نصف صادرات الخضار للكيان الصهيوني من شركات تركية وأردنية
الأرقام الإسرائيلية الرسمية، تبيّن أن شركات من تركيا والأردن مجتمعة، صدّرت من الخضار والفواكه للكيان الصهيوني، ضعف ما صدرته شركات بقية الدول الـ22 الواردة بقاعدة بيانات وزارة الزراعة الإسرائيلية، وبلغت نسبة ما صدّرته شركات الدولتين 54.66%.
يأتي تصدير الكميات الضخمة للمنتجات من شركات تركية وأردنية، فيما يشهد البلدان على المستوى الشعبي حملات مقاطعة واسعة للبضائع الإسرائيلية والعلامات التجارية الداعمة للاحتلال، إضافة لاحتجاجات على الحرب الصهيونية على غزة. كما أكدت حكومتا البلدين أن تصدير المنتجات من أراضيهما يتم عبر شركات خاصة وليست حكومية، وتُشير أيضاً إلى أن صادرتها يذهب جزء منها للفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة.
ومنذ يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى 11 فبراير/شباط 2024، بلغ عدد أطنان صادرات الفواكه والخضراوات الواصلة للكيان الصهيوني، 119.715 طناً، من بينها 65.410 أطنان، بلد المنشأ لها تركيا والأردن، وتفوق كمية تصدير الخضار للكيان الصهيوني من شركات الدولتين، ما تم تصديره من دول مثل أمريكا، وإيطاليا، وهولندا، والصين، إلى الكيان الصهيوني.
وصدّرت شركات تركية لوحدها 39.713 طناً من الخضراوات والتفاح، فيما صدّرت شركات أردنية 25.697 طناً من أنواع مختلفة من الخضراوات، وتظهر البيانات أن أكثر 6 دول صدّرت هذه المنتجات للكيان الصهيوني منذ بدء الحرب هي: تركيا، والأردن، وهولندا، وإيطاليا، وفرنسا، والصين.
ومن خلال الصور أدناه، يمكنكم معرفة مقدار ما صدرته كل دولة من خضراوات وفواكه للكيان الصهيوني.
تضاعف كمية الصادرات الأردنية للكيان الصهيوني
ويشير تحليل بيانات وزارة الزراعة الإسرائيلية، إلى أن الصادرات من الشركات التركية سجلت ارتفاعاً طفيفاً في معدل التصدير الشهري للكيان الصهيوني، خلال الأشهر من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى فبراير/شباط 2024.
على النقيض من تركيا، فإن الشركات الأردنية بدأ معدل صادراتها بمستوى منخفض مع بدء الحرب على غزة، وتصاعد بمعدل الضعف من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى فبراير/شباط 2024، على الرغم من حملات المقاطعة والاحتجاجات ضد الحرب على غزة.
وقبل بدء الحرب، أكدت تصريحات رسمية أردنية، أن إجمالي صادرات الأردن من الخضار إلى الكيان الصهيوني يبلغ نحو 1300 طن شهرياً، وتشير الأرقام الرسمية الإسرائيلية، إلى أن هذه الكمية تزايدت أضعاف ما كانت عليه، خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى فبراير/شباط 2024.
ما الذي صدّرته الشركات للكيان الصهيوني؟
تُشير الأرقام الرسمية الإسرائيلية، إلى أن تل أبيب استوردت 25 نوعاً من الخضراوات والفواكه، من الدول الـ24، وأكثر ما تم استيراده الطماطم (29117 طناً)، ثم البصل (22561 طناً)، يليهما التفاح (17328 طناً)، والبطاطا (15124 طناً)، والخيار (12401 طن).
وجميع صادرات الطماطم التي وصلت إلى الكيان الصهيوني منذ بدء الحرب، مصدرها الأراضي التركية والأردنية، حيث صدّرت شركات تركية 18004 أطنان من الطماطم، فيما صدّرت شركات أردنية 11113 طناً.
كذلك فإن المصدر الوحيد لصادرات الخيار التي وصلت للكيان الصهيوني منذ بدء الحرب هي شركات تركية وأردنية، وتظهر البيانات أن الشركات الأردنية لوحدها صدّرت 9975 طناً (80.4% من المجموع الكلي لصادرات الخيار)، في حين صدّرت الشركات التركية 2425 طناً.
أيضاً كانت الشركات التركية والأردنية المصدر الوحيد لخضراوات أخرى وصلت للكيان الصهيوني، مثل الكوسا، والفلفل.
استبدال اسم "إسرائيل" في الوثائق الرسمية
وبحسب وثائق رسمية تعود لوزارة الزراعة الأردنية، يظهر جانب من تفاصيل الصادرات من الأردن إلى للكيان الصهيوني، وبعد مقارنة الأرقام الصادرة رسمياً عن الأردن، وتلك الصادرة رسمياً عن الكيان الصهيوني، يظهر تقارب كبير في الأرقام المتعلقة بالصادرات الأردنية للكيان الصهيوني خلال الحرب.
أظهرت الوثائق، أنّ هناك نموذجين لتوثيق الصادرات صادرين عن وزارة الزراعة الأردنية، الأول قبل بدء الحرب على غزة، والثاني بعدها، وفي النموذج الأول (وثائق تعود لشهر فبراير/شباط 2022)، كانت الوزارة تكتب كلمة "إسرائيل" ضمن الجهات التي تُصدّر إليها المنتجات الأردنية. لكنها في وثائق النموذج الثاني وتعود لشهري 11 و12 من عام 2023، وشهر 1 من عام 2024، استبدلت الوزارة كلمة "إسرائيل"، بكلمة "أُخرى".
تُظهر وثيقة من وزارة الزراعة الأردنية، أن مجموع ما تم تصديره من الأراضي الأردنية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى الجهة المُسماة "أخرى"، 6632 طناً عبر مركز زراعي المعبر الشمالي، والمنتجات المُصدرة 6، وهي الباذنجان، والطماطم، والخيار، والفلفل، والكوسا، واليقطين.
عند النظر إلى قاعدة البيانات الرسمية الإسرائيلية، فإن العدوّ الصهيوني استورد من الأردن خلال ديسمبر/كانون الأول 2023، 6554 طناً، وما استوردته كان الأنواع الستة المذكورة في الوثيقة الرسمية الأردنية.
لننظر إلى الوثيقة (المنشورة أدناه) ومصدرها وزارة الزراعة الأردنية، والتي تتحدث عن صادرات الأردن في شهر 12 من عام 2023، وتذكر الوثيقة أنه تم تصدير 63 طناً من الباذنجان إلى جهة مُسماة "أخرى"، وبالنظر إلى قاعدة البيانات الرسمية الإسرائيلية، نجد أن العدوّ الصهيوني استورد 65 طناً من الباذنجان من الأردن، في الفترة بين 10 ديسمبر/كانون الأول 2023 و3 يناير/كانون الثاني 2024.
كذلك تذكر وثيقة وزارة الزراعة الأردنية، أن صادرات الخيار خلال شهر 12 من عام 2023 إلى الجهة المُسماة "أخرى" وصلت إلى 3095 طناً، وفي قاعدة البيانات الإسرائيلية الرسمية، فإن ما استورده الكيان الصهيوني من الخيار من الأراضي الأردنية خلال شهر 12 من عام 2023، هو 3172 طناً.
وبحسب مصدر في وزارة الزراعة الأردنية -طلب عدم ذكر اسمه- فإن هناك نحو 200 جهة تعمل في استيراد وتصدير الخضراوات والفواكه من وإلى السوق الأردنية، فيما تبرز أسماء 4 شركات في مجال تصدير الخضار للكيان الصهيوني.
وكانت حسابات إسرائيلية قد نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي في ديسمبر/كانون الأول 2023، صوراً أظهرت صناديق من الكوسا القادمة إلى الكيان الصهيوني من الأردن، وتظهر على الصناديق ملصقات تُشير إلى اسم مؤسسة (..) التجارية. ولم تعلّق المؤسسة على الصور التي نشرها مستوطنون صهاينة.
ومنذ بدء الحرب على غزة، شهدت كل من تركيا والأردن مطالبات واسعة بوقف العلاقات الاقتصادية مع الكيان الصهيوني، وشهد البلدان في مرات عدة احتجاجات واسعة منددة بالاحتلال ومناصرة لغزة، إضافة لحملات مقاطعة واسعة.
وأمام موجة غضب شعبي، صدرت مواقف رسمية علّقت على التجارة المستمرة بين الدولتين والكيان الصهيوني خلال الحرب، فوزير الزراعة الأردني، خالد الحنيفات، قال إن "موضوع تصدير الخضار والفواكه من الأردن إلى الكيان الصهيوني يعود للقطاع الخاص وليس مرتبطاً بالقطاع العام، وليس للحكومة أي مكنة قانونية عليه"، بحسب تعبيره.
كذلك أشار الحنيفات، في تصريحات بثها تلفزيون المملكة، إلى أنّ وزارة الزراعة "لا تشجع على التصدير للكيان الصهيوني، لكنّها في الوقت نفسه لا يمكنها منع القطاع الخاص".
تواصل "عربي بوست" مع الأمين العام لوزير الزراعة محمد الحياري، وبعد سؤاله: لماذا لم توقف الوزارة الشركات التي تصدّر للكيان الصهيوني؟ ولماذا لم توقف العمل باتفاقية زيادة الصادرات من الخضراوات إلى الكيان الصهيوني؟ ليجيب بالقول: "تصريحات وزير الزراعة غطت هذه التفاصيل".
على المستوى التركي، أعلن وزير التجارة التركي عمر بولاط، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن انخفاض التبادل التجاري بين بلاده والكيان الصهيوني إلى أكثر من 50% منذ بدء هجمات العدوّ على قطاع غزة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي يناير/كانون الثاني 2024، أزالت تركيا "إسرائيل" من قائمتها للجهات المستهدفة للتصدير، وقالت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، إن "تركيا بهذا القرار ستتوقف عن دعم الشركات التي تعمل مع الكيان الصهيوني، وإن القرار يبعث، كذلك، برسالة إلى الشركات التركية مفادها أنها إذا تاجرت مع الكيان الصهيوني، فإن الدولة لن تساعدها، كما أن القرار يعني توقف دعم وزارة التجارة التركية للمؤتمرات المشتركة مع الكيان الصهيوني".
على الرغم من هذا الموقف الرسمي التركي، إلا أن بيانات وزارة الزراعة الإسرائيلية تؤكد أن شركات في تركيا أرسلت شحنة من الخضراوات إلى الكيان الصهيوني، بتاريخ 8 فبراير/شباط 2024.
وفيما تتوافد منتجات الخضار والفواكه إلى الكيان الصهيوني من دول عدة حول العالم، تزداد معاناة السكان في غزة من المجاعة التي تنتشر بين سكانها، بسبب حصار الاحتلال للقطاع، وإدخال كميات قليلة للغاية من المساعدات.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تسببت الحرب الصهيونية على غزة، باستشهاد أكثر من 29 ألف شخص، وإصابة ما لا يقل عن 69 ألف شخص.
(عربي بوست)
* وثائق وصور أسفل المساحة الإعلانية..