اللواء فايز الدويري: هكذا خدعت المقاومة جيش الاحتلال بعملية معقدة في المغراقة
جو 24 :
علّق الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، اللواء المتقاعد فايز الدويري، على عملية المغراقة التي نفّذتها كتائب الشهيد عزّ الدين القسام / الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في منطقة المغراقة يوم أمس الأحد، وأسفرت عن مقتل وجرح (14) جنديا صهيونيا على الأقل -حسب وسائل الإعلام العبرية-.
وقال الدويري في تحليل عبر فضائية "الجزيرة" إن منطقة المغراقة تقع في وادي غزة، وهذه المنطقة يُطلق عليها حسب القراءات العسكرية وصف "المناطق الرخوة"، لكن الحقيقة أنه وخلال هذه المعركة تبيّن أنها مناطق صلبة وليست رخوة، وجحر الديك أكبر مثال على ذلك.
وأوضح الدويري: "ما جرى في المغراقة كان عملية مركّبة معقّدة، ولكنّ هذه العملية تتطلب وقتا واجراءات وميكانيكيات معيّنة، تستند أولا إلى عملية استخبارية واسعةوجمع معلومات وتوظيفها من أجل تنفيذ عملية خداع تكتيكي يتم من خلالها استدراج قوات جيش الاحتلال إلى منطقة تقتيل، وهو ما جرى".
وتابع الدويري: "تمّ رصد المنطقة وتحديد مواقع جيش الاحتلال وبناء خطة بآلية الاستدراج وتحضير منطقة التقتيل من خلال الامكانيات المتاحة ومن ضمنها قنابل ألقتها طائرات "F16"، ربما كان من بينها قنبلة "MK84" لأن تأثير التفجير كان كبيرا، ومن ثمّ تنفيذ عملية الاستدراج".
وأشار الدويري إلى أن هذا العمل لم يأتِ منفردا، بل ضمن إطار عمل أوسع، حيث تمّ استخدام قذائف الهاون التي أُطلقت باتجاه مقرّ القيادة، واطلاق صواريخ الكاتيوشا 107 إلى مناطق أخرى، فكانت هناك عملية تضليل وخداع.
ولفت الدويري إلى أن عملية الخداع التي جرت هي عملية تشتيت انتباه وإشغال للقوات، ومن خلال إرسال بعض المقاتلين الذين اشتبكوا مع قوات جيش الاحتلال وانكفوا إلى الخلف وانسحبوا أمام تقدّم القوات، وبالتالي تم استدراج القوات مع هذا الشارع إلى نقطة التقتيل وكانت المنطقة معدّة سواء بالحشوات الرعدية أو التلفزيونية وإحدى القنابل الصهيونية التي لم تنفجر، لتتمّ عملية فكّ الفيوز ووضع حشوة ناسفة تنفجر عن بُعد، مشيرا إلى أن هذه العملية ليست الأولى التي يتمّ فيها استخدام مخلّفات القصف الجويّ لجيش الاحتلال.
وتوقّع الدويري أن يقوم جيش الاحتلال بسحب ألوية الاحتياط التي أرسلها قبل ثلاثة أيام بدلا من لواء ناحال.