2024-06-17 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

منتدى الإعلام الرقمي وجاري أبو أحمد!

ايهاب سلامة
جو 24 :
 
تابعت حالة الجدل التي أثيرت حول منتدى الإعلام والاتصال الرقمي، الذي أقيم في العاصمة عمان، والتي ستخبو سريعًا، وتذوب وتذوي، كقطعة سكر في قاع كوب من الشاي، كالعادة.

أكثر ما لفت انتباهي، أن المنتدى، استطاع تحريك العديد من الأصابع المتشنجة التي غابت عن قضايا وطنية وقومية، أهم وأكبر، واستفاقت على منتدى إعلامي، نحمد الله أن حرك ساكنها!

لا أخفي بأن الأمر اختلج قليلًا في صدري، رغم أن الاختلاف صحيّ للغاية، وضروري. وشخصيًا، أحترم الآراء التي انتقدت، وشخوصها، مثلما أحترم الآراء التي أشادت، وشخوصها كذلك.

غضبة البعض، ربما كان مردّها عدم توجيه دعوات لهم لحضور المؤتمر، رغم تورية جهرهم بالسبب ذاته، وأتفهم الأمر وأستسيغه، خاصة أن منهم زملاء مخضرمين، ربما يحق لهم العتب والغضب، مثلما تداعت غضبة أخرى، على تفاصيل تنظيمية، رافقت انعقاد المؤتمر، أستسيغها أيضًا، حال غالبية المؤتمرات الإعلامية وغيرها، التي يَردُ فيها بعض الأخطاء رغم الاجتهاد، أحبذ شخصيًا التجاوز عنها، ما دامت الغاية سليمة، والنوايا من ورائها، لا نحكم عليها جزافًا، سوى أنها سليمة أيضًا.

عمومًا، إرضاء الإعلاميين تحديدًا، غاية لا تدرك!، فشهية النقد مفتوحة عندهم دومًا، حتى على النقد ذاته، ولا غضاضة عندي فيه مطلقًا، وأحبذه.

على هامش المؤتمر، لفت انتباهي مشهد أحترمته، تجسد بقيام أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، بتنظيم زيارة لعشرات الإعلاميين والاعلاميات العرب المشاركين في المؤتمر، إلى إقليم البترا ومدينة الكرك، ورأيت صورًا للرجل، وقد ارتدى لباسًا "كاجوال" ، وأخذ يجول بهم في مناطق أثرية وسياحية أردنية جنوبية، تستحق اقتناص الفرصة للترويج الإعلامي، بالحنكة ذاتها.

أما على هامش هذياني هذا، فثمة ملاحظة عابرة جدًا، ربما أكتبها زيادة على النص، فحواها:

أنني العبد الفقير إلى الله، من أوائل الصحفيين الذين عملوا وأسّسوا الإعلام الرقمي في المملكة، مع زملاء آخرين أكبر قدرًا ومقامًا، وتشرفت كذلك، بتدريب العديد من الزملاء في المجال ذاته، وحاضرت وكتبت "طحشة" من المقالات حوله، ورأست تحرير العديد من مواقعه وصحفه الإلكترونية، لسني طويلة، بحلوها وقرفها ومرّها، وطالمَا دافعت بشراسة عن الحرّيات العامة، والإعلامية خصوصًا، وأزعم في ختام هذياني، أنني دفعت الثمن، مثلي، مثل غيري، جراء مواقف لم تعجب بعض من كانت تغيظهم مواقفي/نا.

الحاصل، أنني كنت من الأشخاص الذين لم يتلقوا دعوة لحضور المؤتمر أيضًا، حال زملاء ممن أجلّ وأحترم، أتجاوز ذكر اسمائهم، وكنت أسطع هنا، تجاهل ذكر عدم دعوتي أيضًا مثلهم، لكن الأمر لا يستحق التعتيم والتهويل، ولم يشغلني البتة، وأتقبله ببساطة، واستماحة عذر مسبق مغلف بورق من السلوفان، وانتهينا. ربما، لأنني كبرت على كثير من الصغائر، وأصبحت أحبذ الانطواء، وصادقت خلال وحدتي، وحدتي، ووقعت في غرام فنجان جميل للقهوة، مرسوم عليه عينان ورمشان أكحلان، وقلب قان أحمر أهدتنيه زوجتي، كما تعرفت على نوع جديد من السجائر، ترافقني، حيثما تفودني خطاي، وصاحبت ريحانة مخضوضرة في قوارة من القرميد على شرفة منزلي، أغازل براعمها العابقة كلما اعتراني الحنين، ورافقت جارًا عجوزًا مثلي اسمه أبو أحمد، يكره السياسة والساسة، أسامره، يسامرني، وطلقت قناعاتي الإعلامية الجينية المتوارثة بالثلاث، بعد أن بلغت يقينًا، أن القربة التي نفخت فيها ثلاثة عقود في مهنة كانت تسمى "صاحبة الجلالة"، مثقوبة، ومعطوبة، ولن تفلح جميع عمليات الترقيع والتجميل في إخراجها من غرفة الإنعاش، بعد أن توقفت وظائفها الحيوية عن العمل، ووضعت على أجهزة التنفس الصناعي، وأصبحت تستخدم الفوط الصحية.

الأهم، أن "زملاء الغفلة" الجدد، من عوالم تيك توك، وانستا.. الذين استغلوا الحالة الصحية الحرجة للاعلام والصحافة، وأخذوها على حين غرة، وباغتوها وهي منشغلة بتربية الحمام الزاجل، وداهموا قاعات تحريرها وهي منكبة على كتابة نعي للمرحوم أحمد سعيد، وتصليح راديو صوت العرب، لبث العزيمة بعد الهزيمة، فنجح الملاعين بانقلابهم، وسيطروا على عقول الجماهير وقدودهم، نظراً لوفرة الامكانات "البارزة"، ومهارات الاستربتيز الإعلامي، التي أجهلها وزملائي الهرمون جميعنا، ولا نصلح لها، بعد أن وهن العظم منا، واشتعلت رؤوسنا شيبا، وعاش العمر معنا شقيا!

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news