الأمريكيون قادوا عملية الهجوم وتحرير الأسرى الإسرائيليين.. ولننتظر المقاومة!
عدنان الروسان
جو 24 :
- الميناء الأمريكي العائم مقابل غزة ، قاعدة استخبارية أمريكية و ليس لإدخال المساعدات
- الصفقة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي كانت للتغطية على عملية الهجوم
- انتظروا رد المقاومة ... ليس تعليلا للنفس بالأمال ، بل رد المقاومة قادم باذن الله و تذكروا
حالة من الحزن و الوجوم المشوب بالقلق تسود المزاج العربي الشعبي العام بعد اعلان اسرائيل عن " تحرير" أربعة اسرى اسرائيليين بالقوة من بين يدي حركة المقاومة الفلسطينية في غزة ، و الناس معذورون في شعورهم لأنه شعور المتعلق بأطراف أول انتصار عسكري عربي على العدو الصهيوني على الإطلاق ، و هو نصر رائع و لكن بسعر عال تماما و الإنتصارات الحقيقية باهظة الثمن .
و لكن هناك حقائق لابد من مواجهتها..
في الحرب عليك ان تصمد حينما يتمكن العدو من ايذائك في جولة من جولات القتال و لا يمكن أن تكون الحرب دون تضحيات ، و بالتالي فان الإنتصار الجزئي التكتيكي الذي حققه العدو اليوم في وسط قطاع غزة و تمكنه من استنقاذ اربعة من الأسرى شيء متوقع و لا يشكل حالة انكسار في تيار المقاومة بل قد يكون حافزا قويا لدى قوى المقاومة لاتخاذ قرارات جريئة و لإعادة قراءة المشهد الغزي و الإقليمي و الدولي بصورة أخرى مختلفة قليلا..
العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ستعلن عنها ح م ا س بالتفصيل و لكنني ساستبق ذلك بقرائتي للموقف و الحدث كما يراه كثير من المراقبين مستعينا بالتسريبات الغربية و التفاصيل التي نسمعها و بتسريبات لصحافيين اوروبيين..
الذي قام بالعملية هي الولايات المتحدة الأمريكية ، تخطيطا و تحضيرا و تجهيزا و تنفيذا و الجيش الإسرائيلي كان مشاركا تحت قيادة أمريكية ميدانية ، و العملية تمت اليوم و لكن التحضير لها بدأ منذ أكثر من شهر ، و اعلان الرئيس الأمريكي عن المقترح الإسرائيلي لعقد صفقة تبادل و وقف لإطلاق النار كان جزءا من الخطة و تمهيدا لها بينما كان الإستعداد للخطة العسكرية للهجوم و تحرير الرهائن في الميدان تجري على قدم و ساق ، و المقترح كان لإيهام ح م ا س بأن امريكا تسعى لإنهاء الحرب و انها ستجبر اسرائيل على القبول بالصفقة رغم أن الرئيس يقول انها صفقة اسرائيلية و مع هذا اسرائيل ترفضها ، ثم كانت مسرحية جانتس الذي كان سيعلن اليوم ( سبحان الله ) عن استقالته و في نفس اليوم حدثت العملية و الغى جانتس استقالته و مؤتمره الصحافي ..
ليس هذا فقط ، الميناء العائم الذي بنته الولايات المتحدة قبالة قطاع غزة و بالضبط مقابل مسرح عملية اليوم ، هل أدخلت بواسطته اي مساعدات و مواد اغاثة للفلسطينيين ، بالطبع كلا ما عدا في بدايات الإعلان عنه بعض المساعدات للتغطية على الدور الحقيقي لهذا الميناء ، الميناء يشكل قاعدة عسكرية للإستخبارات الأمريكية و هو مليء بالتجهيزات الإلكترونية الإستخبارية التي تقوم بعمليات تنصت و متابعة و تشويش و مراقبة حثيثة لغزة فوق الأرض و تحتها ما أمكن ذلك ، و لن تسمح الولايات المتحدة لأي فريق اعلامي محايد بزيارة للميناء و تفقد منشئاته على السطح و تحت البحر و ( لتنتبه ح م ا س لهذا التفصيل و لا أظن انه فاتها و لكنني انبه أن تولي كل الإهتمام للميناء العائم لأنه قد يحمل في طياته فوق البحر و خاصة تحت البحر شرا مستطيرا ) ..
الولايات المتحدة بعد أن أدركت بما لا يدع مجالا للشك ان اسرائيل عاجزة عن تحقيق اي انتصار في غزة و أن نتنياهو يسعى باستمرار لشراء الوقت لادامة أمد الحرب الى ما لا نهاية اذا لزم الأمر قررت أن تقوم هي مباشرة بجهد استخباري و عسكري مباشر و لكن دون اعلام و اعلان عن ذلك و أن تجعل العمل الميداني للقوات الإسرائيلية تحت قيادتها و ادارتها و هناك ضباط و قادة ميدانيون أمريكيون في الميناء و في محيط قطاع غزة ، و أود أن الفت نظر السيدات و السادة القراء و نظر المقاومة التي لا أظن انها بحاجة الى رأيي فهي تقرأ المشهد افضل مما أقرؤه انا ، الفت النظر الى أن وليام بيرنز الذي لا يتوقف عن السفر ذهابا و ايابا بين المنطقة و امريكا لا يقوم بذلك لوجه الله و من أجل السلام ، و ليس من عادة مدراء وكالة المخابرات الأمريكية ال CIA ان يقوموا بجهود سياسية و دبلوماسية بهذه الكثافة فعملهم ان يجلسوا في مكاتبهم في لينغلي بالقرب من واشنطن و أن يديروا المشهد من هناك ، لكن يبدو أن الرؤية الأمريكية الجديدة لغزة تستدعي ان يكون مدير الوكالة في عين الحدث و بالقرب منه و ان يدير المشهد الأمني متدثرا بغطاء المساعدة في اتمام صفقة سياسية لإنهاء الحرب في غزة.
انتظروا و ستجدون أن وليام بيرنز سيتوقف عن الحضور في الفترة القادمة و الله أعلم ، و أن امريكا ستكثف من تواجدها في الجغرافيا المحيطة بغزة و أن الصفقة لن تمر بسبب التعنت الإسرائيلي و ان الإحتفالات ستعم اسرائيل ابتهاجا بتحرير أربعة من الأسرى و سيستخدمون ذلك لتدمير الروح المعنوية المناصرة للمقاومة في العالم الغربي و فلسطين ..
شيء أخير ... انتظروا المقاومة ، ليست اماني فقط بل حقيقة ، انتظروا المقاومة و سياتيكم الجواب
و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون
adnanrusan@yahoo.com