jo24_banner
jo24_banner

قراءة حول تداعيات رؤية الصين 2035 في مجال العلوم والتكنولوجيا، مع التركيز على الأردن

عائده المصري
جو 24 :



خطة الصين الطموحة لتصبح رائدة عالميًا في مجال العلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2035، - كما أوضحها الرئيس شي جين بينغ في خطابه يوم 24 حزيران 2024 في اجتماع جمع بين المؤتمر الوطني للعلوم والتكنولوجيا، ومؤتمر جوائز العلوم والتكنولوجيا الوطنية، والجمعيات العامة لأعضاء الأكاديمية الصينية للعلوم والأكاديمية الصينية للهندسة لها تداعيات كبيرة ليس فقط على الصين ولكن أيضًا على الدول النامية حول العالم. هذه الرؤية، التي تركز على الاعتماد على الذات، والابتكار، والتعاون العالمي، تقدم فرصًا وتحديات للدول مثل الأردن.
 

ومن اهم ما دعا اليه الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه اعلاه هو ضرورة اتخاذ خطوات لدفع تكامل الابتكار التكنولوجي والصناعي لتعزيز تطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة"، مشددًا ايضا على أهمية "توليد صناعات ناشئة ومستقبلية واستخدام التقنيات الجديدة بنشاط لترقية الصناعات التقليدية". وأكد شي على ضرورة "تدريب المهندسين المتميزين والحرفيين المهرة والأفراد ذوي المهارات العالية، مع تعزيز تدريب المواهب العلمية والتكنولوجية الشابة". كما أشار الرئيس إلى أن "الصين يجب أن تمارس مفهوم بناء مجتمع بمستقبل مشترك للبشرية وتحقيق الاعتماد على الذات والتحسين الذاتي في قطاع العلوم والتكنولوجيا من خلال التعاون المفتوح". وأكد على أن "كلما تعقد المشهد العالمي، أصبح من الأهمية بمكان أن نتبنى الانفتاح والشمولية، مع تنسيق الانفتاح والأمن". وفي سياق تعزيز التعاون الدولي، قال شي: "من خلال الانخراط في التعاون المفتوح، يمكننا دفع الاعتماد على الذات والتقدم"، مشيرًا إلى أن الصين ستوسع قنوات التبادل والتعاون على المستويات الرسمية والشعبية، وستستفيد من منصات مثل مبادرة الحزام والطريق، وستدعم جهود البحث المشتركة من قبل العلماء من مختلف البلدان.

تجلى أهمية رؤية الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا بشكل أكبر عند النظر في مبادرة الحزام والطريق، التي تعد واحدة من أكبر مشاريع البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في العالم. الأردن، كواحد من الدول المشاركة في هذه المبادرة، يمكنه الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه الشراكة لتعزيز قدراته التكنولوجية والعلمية. من خلال التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، يمكن للأردن الوصول إلى التمويل والتكنولوجيا والخبرات الصينية، مما يعزز من قدرته على تنفيذ مشاريعه التنموية وتحقيق أهدافه الاقتصادية. هذا التعاون يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به للدول النامية الأخرى التي تسعى للاستفادة من الشراكات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة.

وأرى بأن هذه التصريحات تعكس رؤية الصين الطموحة لتعزيز الابتكار التكنولوجي والصناعي، وتقديم فرص جديدة للتعاون الدولي، مما يجعلها محط اهتمام القراء السياسيين والاقتصاديين الذين يتطلعون إلى فهم تأثير هذه السياسات على الاقتصاد العالمي والتعاون الدولي، ومنها المجتمع الاردني. وأدناه اعرض أهم نقاط الفرص والتحديات والتوصيات التي أدعو المعنيين والمهتمين للاخذ بها في هذا الشأن:

الفرص للأردن

-نقل التكنولوجيا والتعاون، واحدة من الفوائد المباشرة للأردن يمكن أن تكون فرصة نقل التكنولوجيا والتعاون. التزام الصين بالتعاون العالمي واستعدادها للمشاركة في جهود البحث المشتركة يمكن أن يوفر للعلماء والباحثين الأردنيين الوصول إلى تقنيات ومنهجيات متقدمة. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، والزراعة، حيث يمتلك الأردن احتياجات كبيرة وإمكانيات للنمو.

- البرامج التعليمية والتدريبية :تركيز الصين على تطوير رأس المال البشري، خاصة تدريب الشباب على المهارات العلمية والتكنولوجية، يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به للأردن. البرامج التعليمية التعاونية، والمنح الدراسية، والمبادرات التبادلية يمكن أن تساعد الطلاب والمحترفين الأردنيين في اكتساب مهارات ومعرفة قيمة. هذا يمكن أن يعزز قدرة الأردن على الابتكار والتقدم التكنولوجي.

- النمو الاقتصادي من خلال الابتكار: من خلال دمج الابتكار التكنولوجي والصناعي، يمكن للأردن تعزيز نموه الاقتصادي. تجربة الصين في خلق قوى إنتاجية جديدة من خلال الابتكار يمكن أن توفر دروسًا قيمة للصناعات الأردنية وخاصة الصناعات الغذائية تعزيزاً للامن الغذائي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تطوير منتجات وخدمات تكنولوجية عالية الجودة، مما يزيد من تنافسية الأردن في السوق العالمية.

- مواجهة التحديات العالمية : تركيز الصين على استخدام العلوم والتكنولوجيا لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، والقضايا الصحية، والأمن الغذائي يتماشى مع أولويات الأردن. الجهود التعاونية في هذه المجالات يمكن أن تؤدي إلى تطوير حلول مستدامة تفيد كلا البلدين. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد البحث المشترك في تقنيات إدارة المياه الأردن في معالجة مشاكله المزمنة في ندرة المياه.

التحديات والتوصيات

1.بينما يعتبر نموذج الصين في موازنة الاعتماد على الذات والانفتاح جديرًا بالثناء، يجب على الأردن أن يتنقل بحذر في هذا المسار. الاعتماد المفرط على الدعم التكنولوجي الخارجي يمكن أن يعيق تطوير القدرات المحلية. لذلك، يجب على الأردن أن يسعى لبناء قاعدته العلمية والتكنولوجية الخاصة به مع الانخراط في التعاون الدولي.

2.تنفيذ رؤية مماثلة يتطلب استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، والتعليم، والبنية التحتية. يجب على الأردن، بموارده المحدودة، أن يحدد الأولويات ويخصص الأموال بكفاءة للمجالات ذات الإمكانيات الأعلى للتأثير. يمكن أن تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص والتمويل الدولي دورًا حاسمًا في هذا الصدد.

3.لتعزيز الابتكار، يحتاج الأردن إلى إطار سياسي وتنظيمي داعم. يشمل ذلك حماية حقوق الملكية الفكرية، والحوافز للبحث والتطوير، وبيئة مواتية للشركات الناشئة ورواد الأعمال. يمكن أن يساعد التعلم من المبادرات السياسية للصين الأردن في إنشاء نظام بيئي قوي للابتكار.

4.بناء دولة قوية في مجال العلوم والتكنولوجيا يتطلب التغلب على الحواجز الثقافية والمؤسسية. تشجيع ثقافة الابتكار، والمخاطرة، والتعلم المستمر أمر ضروري. يجب على الأردن أيضًا تعزيز مؤسساته لدعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.

وفي الختام، تقدم رؤية الصين لتصبح دولة رائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2035 رؤى وفرصًا قيمة للدول النامية مثل الأردن. من خلال الاستفادة من نقل التكنولوجيا، والتعاون التعليمي، والمبادرات البحثية المشتركة، يمكن للأردن تعزيز قدراته العلمية والتكنولوجية. ومع ذلك، يتطلب ذلك تخطيطًا دقيقًا، وتخصيصًا فعالًا للموارد، وإنشاء بيئة سياسية داعمة. من خلال التعلم من تجربة الصين وتكييفها مع سياقها الخاص في رحلتها نحو التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي من خلال الابتكار.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير