jo24_banner
jo24_banner

شباب الجامعات وتوجهاتهم نحو صناديق الاقتراع يوم العرس الديمقراطي

د.لؤي بواعنة
جو 24 :


كم هوضروري أن نتعرف على توجهات الشباب عن قرب نحو العملية الانتخابية التي ستجري بعد أيام في العاشر من الشهر القادم ,بعد هذا الضخ الإعلامي الكبيرالذي قامت به كل القنوات الاعلامية الرسمية محاولة منها لإشراك الشباب والعمل على زيادة انخراطهم بالعمل السياسي وجعلهم جزءا من الاصلاح السياسي الذي حدث مؤخرا ,واشراكهم بالاحزاب السياسية وخلق قانون خاص لدمجهم بالعملية السياسية , والمشاركة في الانتخابات المنتظرة على أسس واقعية واضحة أقرب للبرامجية منها لشيء آخر. خلافا للتقاليد القديمة والتي كانت متبعة في عملية الانتخاب التي كانت تترواح حوافزهم ورغبتهم للانتخاب فيها بين الفزعة العشائرية والمناطقية والصداقة وحق الجيرة والرغبة بالمنفعة والمساعدة بالوظيفة والتوسط والمال السياسي والذي يعد الأخيرمنها جزءا لا يمكن شطبه من ذاكرة بعض المرشحين مهما غلظت العقوبات ضدهم . والسؤال المطروح هل لا زالت أفكار الناس والشباب تحديدا تدور بنفس الحلقة لانتخاب من يمثلهم أم اختلفت ؟

في عينة بسيطة لطلبتي في مادة التربية الوطنية جاءت على شكل سؤال بل واجب كلفوا للقيام به ,محاولة مني لادماجهم بالحدث وجعلهم أكثر تفاعلا مع العرس الديمقراطي, بغض النظرعن قناعات البعض منهم . يضاف لذلك أن هذا العصف الذهني كان جزءا من المنهاج لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن الديمقراطية والنموذج الديمقراطي والقوانين الأخيرة الناظمة للحياة السياسية مثل قانوني الانتخاب رقم (4 ) لسنة 2022 , وقانون رقم 7 لسنة 2022. حيث طلب منهم بيان القوائم في كل دائرة انتخابية كل في منطقة سكناه أو دائرته الانتخابية والبرامج والشعارات التي اطلقها كل مرشح أو كل قائمة أو كتلة وحتى الحزبية منها ,ثم تحديد الشخص الذي ستقوم بانتخابه بناء على قناعتك ولماذا ؟ مع بيان الأسباب .

لوحظ وجود رغبة لدى بعض الشباب والشابات بالانتخاب حيث كانت العفوية في الإجابات معبرة عن واقع وعيهم السياسي ومسؤوليتهم وواجبهم بضرورة الاقتراع . فكانت رغبة البعض بانتخاب من أثبت كفاءة داخل المجلس السابق بحكم مشاركاته ودوره وتحليلاته وخاصة أؤلئك الذين أنصب عملهم في الإعلام ,فكانت كفاءتهم الإعلامية سببا في اختيارهم . بعضهم مال لانتخاب من يفكرون خارج الصندوق ولديهم أفكار ابداعية وغير تقليدية لمشاكل المواطنين الاجتماعية والاقتصادية وخاصة من يسعون لخلق فرص عمل للشباب والاهتمام بموضوع الاستثمار والعدالة الاجتماعية . وهناك من عبر عن رغبته بانتخاب مرشح لأنه يخدم المجتمع كقيامه باصلاح الطرق وتقديم وعود بتوظيف أبناء الحي من الشباب العاطلين عن العمل .

وهناك من أتجه لانتخاب من كان لديه اهتمام بالقيم الإسلامية والأخلاق في المجتمع وممن عكفوا في المجلس السابق على توجيه استجوابات للحكومة حول قضايا هامة متعلقة برواتب المسؤولين والمكافئآت في الهيئات العامة مما يعكس لديه رغبة قوية بالشفافية ومكافحة الفساد واتجهت الأصابع هنا حول أعضاء جبهة العمل الإسلامي .

قسم من الشباب واعتقد أن توجهاتهم كانت عشائرية بحيث كانواعلى وعي بما يحدث بمناطق سكناهم من متابعة وتحسين لواقع الخدمات المقدمة لهم من قبل من مثلوا مناطقهم وبلدياتهم من قبل. فكان التوجه نحوالرجل الميداني دون مواربه,لأنه بنظرهم الأقدرعلى السعي لاستصدار تشريعات يمكن أن تخدم مصالهم وحصولهم على خدمات حكومية أفضل في حال وصل ممثلهم لقبة البرلمان .وعبروا باللغة الشعبية " زلمة بيخدم " . فهناك الكثير ممن مال للعمل الخدمي واللجان المحلية واللامركزية حيث الاستماع لشكاوي المواطنين وحلها . علما أن هذه ليست الوظيفة الأساسية للنائب أو النائب الذي نريد . ويبدو أن جزءا ممن مارس الانتخابات البلدية واللامركزية لديه حظ أوفر ممن لم يمارسه سابقا ,لأن لديه رصيدا من قبل من وجهة نظري .

قسم ثالث ركزعلى خدمة المجتمع المحلي ولكن بطريقة ثانية من خلال تركيزه على جانب المبادرات ودعم الشباب من خلال إنشاء المبادرات التكافلية والاهتمام بالفقراء واقامة الموائد في شهر رمضان ودعم المباريات الشبابية والاهتمام بدورالقرآن الكريم . والبعض يريد أن يختار من أهل الشهرة ممن يقدموا خدمات شبه مجانية مثل أطباء يقومون بمعالجة الناس مجتنا مثل " طبيب الفقراء ",أو من يدرس طلبة في الجامعات مما يعني أن النائب في هذه الحالة ما زال نائبا اجتماعيا . واعتقد هنا أننا لا زلنا في الأردن نحوم حول المال ودوره في وصول المرشح ,فمن يقدم أكثر بغض النظرعن الاسلوب والطريقة , له فرصة أكثر .

البعض فضل الذهاب لاختيار حزب جبهة العمل الإسلامي ,الحزب الأكثر أنتشارا والأقوى تنظيما برأيهم , لأنه ركن من أركان المعارضة المجتمعية الحزب المعارض للحكومة. وبعضهم ربط أختياره للمرشحين لموقفهم من الحرب في غزة والقيام بالاعتصامات وتعريض نفسه للتوقيف أو الاعتقال مما يجعل منه مبررا وجيها لانتخابه من وجهة نظره . فهذه الحرب على أهلنا في غزة ومواقف الجبهة من الحدث الهام زادت من فرص حزب جبهة العمل الإسلامي في حصاد عدد كبير من أعضاء البرلمان .

هناك بعض الشباب من ذهب لمقارنة البرامج الانتخابية للقوائم أو لبعض المرشحين منفردين ,وهذا تقدم كبير في مستوى الوعي عند الشباب الجامعي ليصل لهذا المستوى .مثل أهتمام البعض بالعملية التعليمة نتيجة تراجعها في بلادنا حيث تعتبر من القضايا التي تمس حياتنا بشكل كبير . يضاف إليها مسألة تطور الواقع الصحي الذي يحتاج لتطوير منذ زمن بعيد . وهذا جعل من المرشح الذي يريد هو من سيهتم بهذين الجانبين لأهميتهما أكثر من غيرهما .

موضوع الكوتا ونصيب الكوتا كان بارزا سواء بين المدن أو البادية , حيث أبدت بعض الفتيات انحيازا واضحا باختيار مرشحة الدائرة عن طريق الكوتا بتبريرات مختلفة بين الاهتمام بالمرأة أو المشاريع التطوعية . والبعض نتيجة وجود أهتمامات بالثلاثي ( المرأة, الطفل ,الشباب ) حيث عضوية بعض النساء في غرف التجارة أو لجان المرأة أو سيدات الأعمال أوالتعلبم أو دعم الرياضات المختلفة, وتقديم الدعم المالي وهو الأهم . وهذا يلعب دورا كبير في استهواء الشابات . وهذا يشكل وعيا بأهمية المرأة ,وأن ما قامت به النظام السياسي من دعم للمرأة سواء من خلال مشاريع وقوانين الكوتا النسائية كان له تأثيره على توسيع المشاركة السياسية للمرأة . البعض الاخر ليس هناك سبب مقنع للانتخاب سوى أنه رجل مبادىء صادق . وهذه مبررات لا تعبرعن شيء. مما يدل على أن البعض لا يزال لا يدرك قيمة عملية الانتخاب ومعايير الانتخاب .

شخصية المرشح وصفاته نشكل دافعا قويا للانتخاب لدى البعض مثل ( أنه شخص معروف بالمنطقة , شخصيته قويه مهنم بالشباب وله نشاطات متعددة ) كلها تجعل منه نائبا في البرلمان دون أن يكون أسم العشيرة هو الأساس لدى البعض . مما يجعل التوجه نحو القناعة بالشخص أحيانا أكثر قبولا ووجاهة من الجانب المناطقي أو العشائري لدى البعض مما يجعل هناك حرية في الانتخاب لدى البعض . في حين هناك ما يزال ينتظرالأب أو الجد ليحدد له المرشح الذي يرسي عليه العطاء . وهناك قسم من الطلاب يميل للعنصر الشبابي , ويرى أنه يمثله حيث لديهم الهمم العالية فيراه ممثلا طموحه وقادر على خدمة الوطن . وهذا حق للشباب للانحياز إلى الفئة الأقدر على تمثيلهم دون أن تكون المسألة فقط هوس واعجاب بالشعارات البراقة من وجهة نظري .

والملاحظ أيضا أن توجهات الشباب لمسألة الاحزاب وخوضهم لتلك الانتخابات لا زالت دون المأمول وليست بالمسنوى المطلوب سوى عدد محدود منهم ولكن هناك تطور في قبولها .فالقليل منهم من أشار للقوائم الحزبية أو الوطنية على مستوى الوطن .مما يدل على أن فكرة الانتخاب ما زالت متركزة في أذهان الكثيرين على الدوائر المحلية ومرشحي المناطق والمحافظات ولم يتم ادراك الموضوع بعد . وربما انحصرت الإشارة من طالب واحد لوجود مرشحين حزبيين في دوائر محليه,وتمت الإشارة لتلك الاحزاب فكان النصيب الأكبر للمرشحين من نصيب حزب إرادة ب 87 مرشح يليه الميثاق ب 53 مرشح يليه تيار الاتحاد الوطني ب 48 مرشح يليه التيار الوطني الإسلامي ب 38 مرشحا يليه حزب تقدم ب 37 مرشح يليه حزب جبهة العمل الإسلامي 35 مرشح وحزب عزم ب 23 مرشح والديمقراطي الاجتماعي الأردني ب 9 مرشحين وباقي الاحزاب باعداد قليلة . مما يعني تنافس 8 احزاب كبيرة بقوة على طرح مرشحين في الدوائر المحلية لاثبات نفسها وتواجدها على الساحة السياسية ,في حين أن بعض الاحزاب ما زالت تتأرجح بين الصمود والفشل .


* الكاتب أكاديمي في جامعة البلقاء التطبيقية

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news