الموساد وحزب الله والاعتراف بفشل استراتيجي واستعادة الهيبة
باسم سكجها
جو 24 :
تغرقنا الفضائيات بالتحليلات حول طريقة تنفيذ الموساد عمليته التاريخية، ونتابع محللين تقنيين وسياسيين واستمعنا إلى بيانين من حزب الله، ولكنّنا لم نستمع إلى أحد يقول إنّ ما حصل فشل استراتيجي، وخسارة تاريخية في أيام مواجهة كبرى.
لن نخوض في التفاصيل، فلسنا كغيرنا مؤهلين لها، ولكنّنا نثير سؤالاً واحدًا هو الأهمّ في تقديرنا: كيف يمكن أن يصل نحو خمسة آلاف جهاز إلى كوادر حزب الله، في خنادقهم وبيوتهم، دون فحصه المؤكد قبل تعميمه على هؤلاء.
ثلاثة آلاف كانوا بين شهيد وجريح، وشاهدنا الفيديوهات الكاسرة التي تؤشر إلى نوعية الجراح، وجغرافية المعركة التي كانت من طرف واحد وبكبسة زرّ، وبالتأكيد فهناك فرح غامر في تل أبيب، وهناك حزن وحسرة في لبنان، وكلّ أنحاء العالم العربي المؤيد للمقاومة، ونحن منهم بالتأكيد.
إسرائيل "علّمت" على الذراع المهمّ من المقاومة الآن، بما لا يحمل الشكّ، والموساد أعاد إنتاج صورته المتفوّقة، دون أدنى شكّ، والمحزن أكثر أنّ عدد الشهداء قد يزيد، والمحزن أكثر وأكثر أنّ إسرائيل رصدت كلّ ما جرى بعد العملية، بما فيها من مواقع عسكرية، لأنّ الجرحى كانوا يذهبون إلى المستشفيات،
عشرون غراماً من المتفجرات كانت ضمن كلّ واحد من الأجهزة التي يفترض أنها ضمانة أمن الاتصال، وصارت الكمين الذي وقع فيه حزب الله، وهذا درس قدّمه لنا الموساد، ينبغي التعلّم منه!
وليسمح لنا حزب الله أن نقول: تأخّرك في الردّ الماضي سمح لهم بذلك، وقلّة فعله وتأثيره، وردّ إيران المعطوب المؤجّل إلى ما شاء الله أعطاهم الفرصة، وليس هناك من فُرصة لاستعادة الهيبة سوى الردّ القاسي، ولو لم تكن لديكم وسائل تقنية جديدة تُشابه ما فعله الموساد، فلديكم وسائل غيرها وهي كثيرة كما تقولون، ونحن في إنتظار، وللحديث بقية!