يديعوت : نخوض حرباً في لبنان لتحقيق “هذيانات توراتية”
جو 24 :
ترجمات - كتب أسا كيشر* - الأنباء الأولية، التي لفتت الانتباه، بعد أن بدأت المناورة البرية في لبنان، كانت البشائر المريرة عن سقوط تسعة جنود، والتي وصلت عشية رأس السنة. قصة كل واحد منهم تمزق القلب.
يثير سقوط جنود في الحرب السؤال الواجب بشأن المبرر الأخلاقي للقرار بإرسالهم للقتال، والذي هو قرار فرض واجب العمل عليهم في أوضاع يوجد فيها خطر كبير على حياتهم وسلامتهم.
مجرد حقيقة أنه اتخذ قرار كهذا في محفل حكومي ما لا تعطيه مكانة أخلاقية.
منذ فترة طويلة لا يوجد مفعول أخلاقي لرئيس الحكومة ووزرائها ممن أعفوا أنفسهم من المهمة العليا لإعادة المخطوفين والمخطوفات لدى «حماس» في غزة ومن مبادئ النظام الديمقراطي أيضا. لو كانت اعتباراتهم تستوفي الاختبارات الأخلاقية لما كان لديهم أي إعفاء كهذا. وعليه فإن التقدير الأخلاقي لاستخدام الجنود يقف على المبررات التي يطلقها الناطق العسكري والتي تعبر عن مواقف جهاز الأمن، كما يديره وزير الدفاع.
المبررات الأولية لاستخدام الجنود مقنع. منذ أشهر طويلة يهاجم «حزب الله» الدولة ومواطنيها، وأساسا في شمال الجليل.
ومنذ زمن طويل يُجري استعدادات عملية لاحتلال الجليل في صيغة احتلال «حماس» لغلاف غزة. استخدام الجنود ضد «حزب الله» عمل صريح للدفاع عن النفس، وكذا في جهود الإحباط المتواصلة للهجمات الكثيرة التي تجري والتدمير المنهاجي لبنية «حزب الله»، من الأنفاق وحتى القيادة. هذه الجهود مبررة واستخدام الجنود في مهام خطيرة لتنفيذها مبرر بشكل أخلاقي.
هنا يجب أن نذكر موقف قادة الجنود من المهام الخطيرة الملقاة عليهم. لا شك لدي في الجودة الأخلاقية الواضحة لهذا الموقف. فكل قائد يعرف جيداً قيمة «حياة الإنسان» التي في «روح الجيش الإسرائيلي» ويعرف أن مهمته مزدوجة دوماً: تنفيذ المهمة التي كلف بها بوساطة جنوده واستخدام أفضل قدراته المهنية لإعادتهم إلى الديار بسلام. في هذا أنا مستعد لأثق بالقادة.
لو كنا دولة ديمقراطية سليمة، طبيعية، يمكن أن ينتهي هنا التقدير الأخلاقي الأولي بشأن مجرد استخدام الجنود في حرب مفعمة بأوضاع خطيرة.
غير أننا لسنا دولة كهذه، لا ديمقراطية، ولا سليمة، ولا طبيعية، وعلينا أن نتصدى لمخاطر محتملة من غير الجدير وضع حياة الجنود وسلامتهم فيها.
في الفترة الحالية، في حكم الحكومة الفئوية، التي تخضع لتأثير سياسة مسيحانية مليئة بالهذيان وانعدام المسؤولية بلا حدود، فإن هذا خطر حقيقي وفوري.
هكذا كتب الحاخام إسحق غينزبرغ في فتواه الأخيره: «لبنان جزء من بلاد إسرائيل يعود لشعب إسرائيل، هدية الرب كما كتب في التوراة، «بلاد كنعان ولبنان حتى النهر الكبير نهر الفرات».
في جيلنا، يعطينا الرب تعالى اسمه القدرة على أن نتلقى الهدية من جديد: «بعد احتلال وطرد السكان المعادين، يجب إقامة استيطان يهودي وهكذا استكمال النصر».
صاغ هذا الحاخام كراس «تبارك البطل»، في الثناء على باروخ غولدشتاين، قاتل الـ 29 مسلماً في صلاة الفجر في رمضان في مذبحة «مغارة الماكفيلا» في شباط 1994.
في كتاباته «قومي أوري» و»وليمة المسيح»، و»أمر الساعة – معالجة جذرية» وفي ختام كتاب «توراة الملك» أعطى تعبيراً عن عنصرية متطرفة وخطيرة.
في العام 2019 عندما منحته جمعية في جفعات شموئيل جائزة هنأه وزير التعليم بيرتس ووزير المواصلات سموتريتش بالفوز.
في الساعة ذاتها بدا الحدث اندلاعاً لهذيان نبت في أصص اليمين المتطرف وحظي بمباركة سياسيين يجمعون التأييد في صناديق الاقتراع.
اليوم حدث كهذا يعكس موقفاً بارزاً في الحكومة الفئوية. اليوم «فتوى غينزبرغ» تدخل الخطط السياسية التي توجه الجهود.
ليس وارداً إرسال جندي إلى مهمة خطيرة هدفها تحقيق خطة لاحتلال لبنان، وطرد سكانه، وإقامة استيطان يهودي.
بلغة كاتب أميركي شهير، كل جندي يسقط في مثل هذه الحرب سيكون حجة مظفرة ضد الحرب. فحرب من أجل تحقيق خطة غينزبرغ وشركائه هي حرب مرفوضة من ناحية أخلاقية، حرب «خيار» صريحة.
كل حرب كهذه مرفوضة، في غزة، في لبنان، وفي مناطق «يهودا» و»السامرة».
من المحظور السماح للحرب الحالية بالانزلاق إلى ما وراء حدود حرب «الخيار»، الأخلاقية بالتأكيد، والتي هي حرب لحماية المواطنين ودولتهم.
*بروفيسور في الأخلاقيات المهنية والفلسفة وباحث كبير في معهد بحوث الأمن القومي وحاصل على جائزة إسرائيل في الفلسفة وجائزة إسحق سديه في الأدبيات العسكرية.
عن يديعوت احرونوت - ترجمات