نيتنياهو يطلق صافرة الفوز بالكأس قبل نهاية المباراة

 

 

"طوفان الأقصى" عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على "دولة المشروع الصهيوني البريطاني "فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة. ويحمل الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية للعملية "طوفان الأقصى" دلالة الرد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس ... يومها قال رئيس " دولة المشروع الصهيوني البريطاني " إسحاق هرتسوغ في بيان إن "دولة الكيان تمر بوقت عصيب"، في حين قال بنيامين نتنياهو في بيان مصور "نحن في حرب وسوف ننتصر". ، ومع مرور عام على طوفان الاقصى وجدت دولة الكيان الصهيوني انها تقارع المجهول ، وهى دوما التي تمني سكان الكيان بانهم سوف ينتصرون ، ولهذا وجدوا انفسهم في مأزف استراتيجي امام بسالة المقاومة في غزة ، الامر الذي حدى بوزير دفاع نيتنياهو حزم اوراق حربه الى الجنوب اللبناني باحثا عن انتصارات يهديها لشعب دولتة الذين اصبحوا كلهم يمينين متطرفين في بلد أمني وعلى مدار 75 سنة منذ احتلالهم لارض فلسطين بمباركة ام الكبائر بريطانيا الاستعمارية ، اي ان غزو لبنان هو محط اجماع لدى دولة الكيان حتى ان المعارضة باركت خطوة الجيش الصهيوني في حربه على لبنان ذلك لانه ثأر عمره 16 عاما منذ العام 2006 بعد انسحابهم المذل من جنوب لبنان...

في سياق هذه الحرب المجنونة .. ظهر في الافق حل فرنسي اخترق نار لبنان وحلق فوق اجواء طائرات تجسس " دولة المشروع الصهيوني البريطاني " لم تفارق بيروت واقامت مستوطنات على علو منخفض وبجدول اعمال يطرق ابواب اللبنانين من النهار وحتى طلوع الفجر واندفعت فرنسا الى تقديم اوراقها الدبلوماسية على جمر الايام العسكرية ورمت بالمقترح من بين جثث عائلات لم يتسنى لها التحاف التراب في البقاع وانين اطفال استغاثوا في مارون الراس فانقطع الخبر مع النفس وفي البحث عن المقترح الفرنسي يتبين بان وزير الخارجية الفرنسي كان قد اقترح حلولا سابقة والتي كان قد رفضها المجرم نتينياهو ولكن مع بعض الصياغات المنقحة لتكون مقبولة من الطرفين (" دولة المشروع الصهيوني البريطاني " وحزب الله) وفي ذات السياق فان الرئيس الفرنسي ماكرون يضع كل ثقلة السياسي لانجاح مقترح وزير خارجيته لكن المشكلة تكمن بان علاقة رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني مع ماكرون في اسوا حالاتها ، وتستمر باريس بممارسة ضغوطها استباقا لما روجته دولة الكيان عن خططها توسيع الدخول البري الى لبنان ما سيعيد لبنان الى ما قبل مرحلة العام 2000 وقد مهد لذلك الارهابي وزير حرب الكيان الصهيوني يوآف جلنت بمناورة في الشمال معلنا للجنود المنتشرين على الحدود ان القضاء على نصر الله خطوة مهمه لكنها ليست الاخيرة سنستخدم كل قدراتنا لاعادة كل السكان الى شمال الكيان..

وكما ذكرت باعلاه وعلى وقع اجتياح جيش الكيان الصهيوني الى غزة منذ اكتوبر 2023 وعندما كان الكيان يعدّ قوته العسكرية ويضع استراتيجيته للدخول إلى لبنان، معلنة على لسان رئيس وزارئها بنيامين نتانياهو نيتها في تغيير خريطة الشرق الأوسط، افترضت الادارة الامريكية بانه كان يتعين على حزب الله والحكومة اللبنانية الإعلان عن التزامهما فعلياً بتطبيق القرار 1701، لتكون ورقة دبلوماسية مهمة يمكنهما استخدامها أمام المجتمع الدولي، لقطع الطريق أمام دولة الكيان لتنفيذ عملياتها البرية، لكن هذا لم يحدث". .. الامريكي الحكم والخصم ، انه خط ام الكبائر بريطانيا الذي اصبح وديعة لدى بلاد العم سام ... وتلك الايام نداولها بين الناس ...

وعليه وفي سياق اتون المعارك في قاطعي غزة ولبنان ، وفي ضوء ما قدمت اليه بأعلاه يتبادر الينا فهما لمجريات امور الحرب على جبهة لبنان وبالطبع الى اين اتجاه " رياح تسونامي غزة " ونقرأ بصوت عالي الرمايات (الاعلامية والصاروخية والمسيرات الجوية) والمبادرات الدبلوماسية عبر اثير الفضائيات والمؤتمرات الصحفية والمحللين (العرس مشرق والطخ مغرّبْ) .. اذن السؤال المطروع : الى اين تسير درب الحرب في لبنان؟ .. " ازعم انها الى المجهول " لبنان الرسمي قدما حلولا قابلة للتطبيق وبخاصة الرئيس نبية بري والرئيس نجيب ميقاتي وحزب الله على لسان نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله الذي توافق مع اطراف الحكومة الفاعلة في هذا السياق.

خصم الكلام..

- دولة الكيان عالقة بين امرين وكل منهما له خصوصياته وتأثيرة على خلخلة دولة الكيان وارهاق جيشه المنهك في غزة وداخل الارض المحتله ، هذين الامرين هما :

أ‌. الرد على الهجوم الايراني وكيف ان نتينياهو يميل دوما الى رفع سقف التحدي ، الامر الذي يجعل شعب دولة الكيان في حالة قلقة وغالبا ما يكونوا قريبين من الملاجيئ

ب‌. جنوح تفكير نتينياهو الى الصعود الى اعلا الشجرة باغتياله لقادة حزب الله وقد خانته خبرته السياسية وضحالة البعد الاستخباري بان حزب الله هو حزب ايديولوجي تراتبي بمعنى ان لديه هيكليه تدعمها حكومات في الاقليم وله خطوط امدادات لا تكاد تنقطع كحالة الامداد الامريكي والناتو لدولة الكيان اي ان قادته يتوارثون نوخذة دفة المعركة...

- بعد عام من تبادل إطلاق النار مع دولة الكيان الصهيوني تحت عنوان " إسناد جبهة غزة "، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب متلفز الثلاثاء 8/10/2024، دعمه لجهود رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار .. نرى بأن إعلان نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله موافقته على وقف إطلاق النار " للبيع الدبلوماسي "، مستشهداً بتهديداته التي قال فيها "إذا استمر الجيش الإسرائيلي في حربه ضد حزب الله، فالميدان هو الذي يحسم الأمور، ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلاً". .. محاولة ربط وقف إطلاق النار في لبنان من دون تعهد حزب الله بتطبيق القرار 1701 لن تحظى بمصداقية على الساحة الدولية " وعليه ستكون مبادرة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني تظل غير مكتملة في ظل غياب التزام واضح من حزب الله بتنفيذ هذا القرار.

- العجوز بايدن والذي اصبحت حضوته عند رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني لا قيمة لها ، يظن ان الحل هو وقف اطلاق النار ، الفرنسي يبدو انه يغرد خارج تغطية افق رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني ومجلس الامن غائب عن حلبة الصراع ، واللاعب هو رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني المفتون بزهوة الاغتيالات وفريقة الحربي الصغير المتمسكون بالحل العسكري " جوا وبرا وبحرا " ، كل المساعي الامريكية والفرنسية تأكلها نيران التغول النازي الصهيوني ، وهنا ارى بان دور وزير خارجية فرنسا حليف لبنان على مدار الزمن زي ما قال المثل " جاي يبكي ويسأل عن الحلول" ..

- من يقرأ بامعان تصريحات رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني وبنشوة المنتصر في المباراة النهائية وتفاخرة باغتيال الشهيد حسن نصر وقيادين اخرين وتسلمه كاس الفوز في المعركة قبل اطلاق حكم المباراة " بايدن " صافرة الختام وهو ما يشيئ بأن "الجيش الصهيوني سيستمر بمعركته ضد حزب الله سواء ربط جبهة جنوب لبنان بغزة أو فكّ هذا الارتباط، كونه يعتبره التهديد الأكبر له في لبنان". وفي هذا السياق " لا يزال حزب الله يربط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بوقف العمليات في غزة، إلا أن استراتيجية دولة الكيان ليست متوافقة مع هذا الطرح، في ظل الدعم الأميركي الكبير لها، الذي تَعَزز بزيارة جو بايدن في 18 أكتوبر من العام الماضي 2023، وتصريحه بأن إسرائيل لن تبقى تحت التهديد".

- وفي تطوّرٍ خطير يعكس نيات وتوجّه حكومة الاحتلال (الصهيوني) بتوسيع عدوانها على لبنان الى العاصمة بيروت، شنّت الطائرات الحربية الصهيونية مساء أمس، غارتين على العاصمة اللبنانية – بيروت، استهدفت في الغارة الأولى الطبقة الثالثة من مبنى مؤلف من ثماني طبقات في منطقة النويري، أما الغارة الثانية فاستهدفت مبنًى مؤلفاً من 4 طبقات في شارع فتح الله في البسطا الفوقا، وقد انهار بشكل كامل ، ولفتت مصادر في فريق المقاومة الى أن فشل الكيان الصهيوني في الدخول البري إلى جنوب لبنان وخسائره الفادحة، دفعته للتعويض بتنفيذ المزيد من محاولات الاغتيال لقيادات في حزب الله لتسجيل انتصارات وهمية يبيعها لشعبه لرفع معنوياته المنهارة وليقنعه بأنه يعمل على القضاء على حزب الله.

اخيرا .. نقول

- يبدو ان المعركة في الجنوب اللبناني لم يحسن جيش الكيام قراءتها من البعد الايدولوجي لحزب الله وتراكمات الاستعدادات لهذه المعركة معتقدا اي (الاسرائيلي) بان الاغتيالات هى بوابة النصر لجيشه المنهك اصلا في غزة وبالتالي فإ ن حزن الله قد اخذ الحرب بدافعين:

اولهما : الثار لدماء القادة الذين قام جيش الكيان على اغتيالهم مما يجعل مقاتليه يستبسلون للثار لدماء هؤلاء القادة..

وثانيهما انهم اصحاب الارض ويخبرون تضاريسها الوعرة والسهلة الامر الذي يعاني منه جندي جيش الكيان المأزوم منذ قيام دولة الاحتلال الى يومنا هذا ، وهو ما تححدثت عنه الـــــ CNN مؤخرا في مقابلة مع جنود الاحتلال وهو ما عكس حالتهم النفسية من صعوبة هذه المعركة..

- تصعيد عمليات المقاومة ضد «دولة الكيان»، نعتقد بأنها تؤثر بشكل مباشر لدفع المجتمع الدولي نحو الحل وبخاصة امام الموقف الرسمي اللبناني الذي يسعى مع الدول الفاعلة للوصول الى حلول توافقية ، اما ما يصدر عن الجانب الامريكي الذي اصبح خفر سواحل بحاملات طائراتة للكيان الصهيوني ... الأميركيون يتواصلون مع جميع الاطراف ويقولون إنهم مع الحل إلا أن (الكلام كثير والفعل قليل) ..

باحث ومخطط استراتيجي