jo24_banner
jo24_banner

هآرتس: سوريا ستبعد الاهتمام الإيراني عن إسرائيل

هآرتس: سوريا ستبعد الاهتمام الإيراني عن إسرائيل
جو 24 :


كتب عاموس هرئيل * 

هذا لم يكن اسبوع ناجح لمحور ايران في الشرق الاوسط. بعد بضعة ايام على اضطرار ايران وحزب الله على الموافقة على اتفاق وقف اطلاق النار بشروط غير مريحة لهم في لبنان، وربما ايضا بالهام منه فقد تغير الوضع كليا في سوريا في غير صالح نظام الاسد.

للمرة الاولى منذ ساعد التدخل العسكري الكثيف لروسيا النظام في سوريا على تحقيق نوع من الانتصار، واعادة ثلثي اراضي الدولة الى سيطرته في 2018، حصل المسلحون السنة على انجاز مهم.رجال "تحرير الشام"، النسخة الحالية لفرع القاعدة في سوريا، قادوا هجوم مفاجيء لمنظمات المتمردين بدعم من تركيا، من منطقة ادلب الى مدينة حلب في شمال غرب الدولة. الهجوم امسك المحور في نقطة ضعفه: ايران غارقة في معالجة الاضرار التي لحقت بحزب الله، الذي سيجد صعوبة الآن في ارسال مقاتلين لمساعدة الرئيس بشار الاسد. النظام نفسه يسيطر بصعوبة وبدفع رواتب ضئيلة للجنود وهو ينشغل في نشر المخدرات، حبوب الكبتاغون، في المنطقة وفي العالم.

جنود الاسد انسحبوا من مناطق كثيرة في حلب، تقريبا بدون قتال. ويبدو أنهم سيحتاجون الى مساعدة جوية روسية، الغارقة في الحرب في اوكرانيا، من اجل اعادة سيطرتهم على المدينة.

في هذه الاثناء المتمردون يعلنون عن نية التقدم جنوبا، نحو مدينة حماة. أمس نشر أن قوات الجيش السوري هربوا جنوبا، من محافظة حماة نحو حمص. وتيرة تقدم المتمردين تفوق كل التوقعات. نظام الاسد مرة اخرى يتعرض لخطر كبير يهدد وجوده. الرئيس نفسه يوجد في موسكو، ومن غير الواضح متى سيعود – حيث في دمشق تنتشر الشائعات عن محاولة انقلاب نفذته جهات في النظام.

بالنسبة لاسرائيل فان هذه انباء جيدة، لأنها ستركز اهتمام ايران وجهودها على ساحة بعيدة نسبيا عن المواجهة معها. قبل ذلك، في القدس تحدثوا عن الحاجة الى استخدام ضغط غير مباشر على الاسد بهدف اضعاف تحالفه مع ايران بعد انهاء القتال في لبنان. الآن اعتماد الرئيس السوري على ايران وروسيا يزداد، لكن يوجد لطهران سبب آخر للقلق.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجرى أول امس مشاورات هاتفية في الليل حول ما يحدث في سوريا، لكن القلق الاستراتيجي الرئيسي الذي يشغله هو ايران. في اسرائيل يقدرون أن النظام في طهران يقلق جدا من عودة الرئيس دونالد ترامب الى الصورة، وهو سيحاول البحث عن طريقة للتوصل الى اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، وكبح المشروع النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. ولكن جهاز الامن لا يستبعد امكانية اتخاذ ايران في نهاية المطاف مقاربة معاكسة، والاعلان عن التوصل الى القدرة النووية اذا تولد لديها الانطباع بأن المفاوضات غير مثمرة.

نتنياهو يستمر في الحديث عن الفرصة التاريخية لمعالجة المشروع النووي الايراني، لا سيما بعد الاضرار الكبير بمنظومة الدفاع الجوية الايرانية في الهجوم الجوي في 26 تشرين الاول الماضي. الامور ستتضح فقط بعد عودة ترامب الى البيت الابيض.

في جنوب لبنان يواصل الجيش الاسرائيلي تنفيذ بالنيران قواعد اللعب الجديدة. في الايام الاخيرة تمت مهاجمة عدة خلايا لحزب الله حاولت اجتياز المنطقة جنوب الليطاني، أو قامت بنشاطات مشبوهة قرب قواعد لاطلاق الصواريخ. اسرائيل تحاول التلميح في هذه المرة الى سياسة فتح نار مشددة، وعند الحاجة ايضا ستصعد الردود. على الارض بقيت فقط طواقم حربية لوائية، ترتكز الى وحدات الجيش النظامي. معظم وحدات الاحتياط تم تسريحها. واذا استقر الوضع الامني فان الجيش الاسرائيلي سيفحص في القريب اذا كان سيوصي سكان المستوطنات التي تم اخلاءها في الصف الثاني من الحدود بأنه لا يوجد أي تهديد من اطلاق صواريخ مضادة للدروع امام العودة الى بيوتهم.

الجنرال الامريكي الذي سيترأس طاقم الرقابة ومساعدة الجيش اللبناني وصل أمس الى بيروت. في محادثات مع الضباط الامريكيين فان ممثلي الجيش الاسرائيلي يحاولون التأكيد على الحاجة الى عدم تكرار الاخطاء في القرار 1701 من العام 2006. في حينه قوة اليونفيل والجيش اللبناني امتنعوا عن تمشيط ما وصف بالاملاك الخاصة، بيوت خبأ فيها حزب الله السلاح، والحكومة اللبنانية غضت النظر عن ادخال السلاح الى الجنوب طالما أن رجال حزب الله لا يقومون بحمله بشكل ظاهر.

مفارقة الضغط

السناتور الجمهوري ليندزي غراهام، المقرب من ترامب، قال اول امس للمراسل براك ربيد بأن الرئيس المنتخب معني بأن يتم استكمال صفقة تبادل المخطوفين الاسرائيليين ووقف اطلاق النار في القطاع قبل أن يحل محل الرئيس جو بايدن في 20 كانون الثاني. هذه بشرى مهمة من ناحيتين. الاولى، يتبين بشكل واضح أن هدف ترامب هو انهاء الحرب وليس استمرارها، خلافا لما قاله بعض رجال اليمين المتطرف في اسرائيل. الثانية،ترامب غير معني بتأجيل آخر للمفاوضات، الذي يمكن أن يكلف حياة عدد آخر من المخطوفين.

في الخلفية يوجد يقظة معينة في نشاطات المخابرات المصرية في محاولة للتوسط في عقد الصفقة. وللمرة الاولى تركيا تهتم ايضا بالوساطة. في جهاز الامن في اسرائيل هناك تأييد ساحق لتسريع المفاوضات من اجل اطلاق سراح المخطوفين.

رؤساء جهاز الامن لا يصدقون وعد نتنياهو بالنصر المطلق، ولا يحصلون من المستوى السياسي على أي خريطة طريق للوصول الى هناك، ويرفضون محاولة بيع الاوهام للجمهور الاسرائيلي.

اضافة الى اقوال غراهام فان الامل – المحدود في هذه الاثناء – بالتقدم مرة اخرى بعد بضعة اشهر على الجمود، يستند ايضا على انهاء الحرب في لبنان وادراك حماس أنها بدرجة كبيرة بقيت لوحدها في المعركة. نشاطات كتائب القسام في ارجاء القطاع تستند الى قوات صغيرة تعمل باسلوب حرب العصابات. الجيش الاسرائيلي يمكنه العمل في أي مكان في القطاع، وحسب قادته الكبار فانه يمكنه ايضا سحب القوات من هناك عند الحاجة، رغم الاعمال الهندسية الكثيفة التي تجري في ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا وفي مناطق اخرى.

حماس نشرت امس فيلم للجندي عيدان الكسندر، احد المخطوفين الذي يحمل الجنسية الامريكية. وقد دعا ترامب الى العمل على عقد الصفقة. في وسائل الاعلام الاسرائيلية ردوا على الفور بالطريقة المعتادة: تم الادعاء بأن الامر يتعلق بحرب نفسية، وأن المخطوف فقط يقرأ ما قيل له أن يقوله. هذه الحقائق واضحة من تلقاء نفسها، لكن ليس هذا هو المهم هنا. المهم هو أنه تم الحصول على اشارة على حياة المخطوف، وأنه لا يوجد تأكيد على أن الكسندر واصدقاءه في الاسر سيبقون على قيد الحياة بعد شهر أو شهرين اذا لم تعمل الحكومة بسرعة.


* هآرتس
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير