«أمانة الرياض»: أين التصريف؟
علي القاسمي
جو 24 : أخذت السؤال من الميدان ومن خلال شوارع العاصمة وعبر أفواه القريبين والبعيدين والمشاهدين لبركات «المطر»، تعبنا من ترديد وتكرار كلمة «فساد»، فهذه الكلمة مفروغ منها، ولانتزاع جذورها نحتاج للزمن نفسه الذي استغرقته حتى تمكنت منا، ومدت قدميها من دون حرج أو خجل من العابرين والماثلين أمامها.
الخطوة المقبلة إقالة كلمة «الفساد» لمصلحة العمل، واستبدالها بـ«لاعب آخر»، لنغيّر ملل التعامل مع الكلمة المراد إقالتها، لأن الحلول لا تزال متورطة في الإفصاح عن «كائن من كان» حتى تاريخه!
الزائر الرقابي والقادم من السماء «المطر» أكد لنا أن مشهد وضع الأيدي على القلوب ساعة هطوله أصبح تقليداً محلياً وعادة طبيعية تدربنا عليها منذ بضعة أعوام بفضل ما نقلته الكاميرا ووسائل الإعلام وزوال الفكرة التي كنا نؤمن بها، «وأن العالم في الزمن الماضي الجميل ينتهي بحدود القرى والجبال المتاخمة لها».
مع الزائر تحسس آخرون جيوبهم، ليحسبوا كم عدد الأوراق الزرقاء التي ذهبت إليها قبل أن تكشف «رشة مطر» أن هذه الجيوب نهبت أكثر مما عملت، ونفذت استناداً إلى خريطة لشارع في دولة مجاورة وبتصور لمستقبل لا يعنينا في شيء، مجرد نسخ هزيل لمشروع ورقي، تنفذ المسودة منه على اعتبار أن المسودات تصاغ في مقهى عابر أو عبر تقنية القص واللزق في حضرة الشهير «غوغل».
أعود لسؤال العامة عن سر رداءة التصريف في العاصمة، فهل الأمانة تعمل على ذلك ولكنها لم تبدأ إلا متأخرة فتورطت في الكمية المفاجئة؟ أم أن التصريف مسؤولية مشتركة «وبين حانا ومانا ضاعت لحانا»؟ ولماذا لم تتشجع الأمانة فتقدم بياناً توضيحياً ومسكتاً؟ الصمت واعتبار غرق المشاريع مجرد حدث منسي ضياع إضافي لن يعطل ما ستجود به السماء، وليت أن أمانة الرياض تجيب عن هذا السؤال ليس لي فقط، بل لإفهام السائلين فلم يعد يخشى أي سائل من اليوم لأنه مضى بل هو خائف حد الخوف من غد وبعد غد، الجهاز الحكومي تجده يزعج المحيطين حين يفتتح مشروعاً أو ينوي العلاج أو يبادر لفكرة وطرح جديد، وعندما ينفذ المشروع بعشر ما هو مدون في المخططات والورق وتنكشف رداءة العلاج لا تجد أحداً.
أين التصريف؟ سيظل سؤالاً مشروعاً وتُشِجع عليه الملايين التي قيل إنها ستصب في مصلحة تصريف مياه الأمطار، الجواب هو الأمنية المحلية المقبلة ليتعرى الخلل، أريد بجد أن أتراجع عن القرار الداخلي الذي أعلنته وسأروج له في ألا يزور أحدكم الرياض ولا جدة إذا كانت هناك أنباء مرتقبة لزيارة مطر، فالمشاهد المتوقعة تدفع للإحباط ونحن في ذمة للتفاؤل، وأتمنى أن يفهم التصريف في السؤال بالمفهوم العلمي والعملي لا المفهوم الشعبي الذي يعني أن تقوم الأمانة بتبرير ما حدث بمدينتها في حضرة المطر.
(الحياة)
الخطوة المقبلة إقالة كلمة «الفساد» لمصلحة العمل، واستبدالها بـ«لاعب آخر»، لنغيّر ملل التعامل مع الكلمة المراد إقالتها، لأن الحلول لا تزال متورطة في الإفصاح عن «كائن من كان» حتى تاريخه!
الزائر الرقابي والقادم من السماء «المطر» أكد لنا أن مشهد وضع الأيدي على القلوب ساعة هطوله أصبح تقليداً محلياً وعادة طبيعية تدربنا عليها منذ بضعة أعوام بفضل ما نقلته الكاميرا ووسائل الإعلام وزوال الفكرة التي كنا نؤمن بها، «وأن العالم في الزمن الماضي الجميل ينتهي بحدود القرى والجبال المتاخمة لها».
مع الزائر تحسس آخرون جيوبهم، ليحسبوا كم عدد الأوراق الزرقاء التي ذهبت إليها قبل أن تكشف «رشة مطر» أن هذه الجيوب نهبت أكثر مما عملت، ونفذت استناداً إلى خريطة لشارع في دولة مجاورة وبتصور لمستقبل لا يعنينا في شيء، مجرد نسخ هزيل لمشروع ورقي، تنفذ المسودة منه على اعتبار أن المسودات تصاغ في مقهى عابر أو عبر تقنية القص واللزق في حضرة الشهير «غوغل».
أعود لسؤال العامة عن سر رداءة التصريف في العاصمة، فهل الأمانة تعمل على ذلك ولكنها لم تبدأ إلا متأخرة فتورطت في الكمية المفاجئة؟ أم أن التصريف مسؤولية مشتركة «وبين حانا ومانا ضاعت لحانا»؟ ولماذا لم تتشجع الأمانة فتقدم بياناً توضيحياً ومسكتاً؟ الصمت واعتبار غرق المشاريع مجرد حدث منسي ضياع إضافي لن يعطل ما ستجود به السماء، وليت أن أمانة الرياض تجيب عن هذا السؤال ليس لي فقط، بل لإفهام السائلين فلم يعد يخشى أي سائل من اليوم لأنه مضى بل هو خائف حد الخوف من غد وبعد غد، الجهاز الحكومي تجده يزعج المحيطين حين يفتتح مشروعاً أو ينوي العلاج أو يبادر لفكرة وطرح جديد، وعندما ينفذ المشروع بعشر ما هو مدون في المخططات والورق وتنكشف رداءة العلاج لا تجد أحداً.
أين التصريف؟ سيظل سؤالاً مشروعاً وتُشِجع عليه الملايين التي قيل إنها ستصب في مصلحة تصريف مياه الأمطار، الجواب هو الأمنية المحلية المقبلة ليتعرى الخلل، أريد بجد أن أتراجع عن القرار الداخلي الذي أعلنته وسأروج له في ألا يزور أحدكم الرياض ولا جدة إذا كانت هناك أنباء مرتقبة لزيارة مطر، فالمشاهد المتوقعة تدفع للإحباط ونحن في ذمة للتفاؤل، وأتمنى أن يفهم التصريف في السؤال بالمفهوم العلمي والعملي لا المفهوم الشعبي الذي يعني أن تقوم الأمانة بتبرير ما حدث بمدينتها في حضرة المطر.
(الحياة)