كالاس: لا يمكن تبرير قتل "إسرائيل" لطالبي المساعدات في غزة
قالت الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الثلاثاء، إنه لا يمكن تبرير قتل إسرائيل للفلسطينيين الذين يسعون للحصول على مساعدات في قطاع غزة.
وذكرت كالاس، في بيان عبر حسابها على منصة (إكس)، أنها التقت وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وذكّرته بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي و"تل أبيب" في 10 تموز/يوليو الجاري، لتحسين الوضع في غزة.
وأشارت إلى أنها أبلغت ساعر بضرورة توقف الجيش الإسرائيلي عن قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات بقطاع غزة.
ولفتت إلى أنه إذا لم تفِ "إسرائيل" بالتزاماتها، فإن أي إجراءات قد يتخذها الاتحاد الأوروبي ضدها ستبقى مطروحة على الطاولة.
وانتقدت استهداف "إسرائيل" لطالبي المساعدات الإنسانية في غزة بقولها: "إن قتل المدنيين الذين يسعون للحصول على المساعدات في غزة أمر لا يمكن تبريره".
وفي 10 يوليو الجاري، أعلنت كالاس الاتفاق مع "تل أبيب" على تدابير مثل زيادة التدفق اليومي للغذاء والشاحنات الأخرى إلى غزة، وإعادة فتح طرق المساعدات من الأردن ومصر، وضمان توزيع الإمدادات الغذائية عبر المخابز والمطابخ، واستئناف توصيل الوقود للاستخدام في المرافق الإنسانية، وحماية عمال الإغاثة، وإعادة الكهرباء إلى محطة معالجة المياه، إلا أن أيا من هذه الالتزامات لم يُنفّذ على أرض الواقع.
ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل "إسرائيل" إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 آذار/مارس الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وحذر مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سلمية، من أرقام "مخيفة" قد تُسجَّل خلال الأيام المقبلة نتيجة تفشي المجاعة، مؤكدًا أن نحو 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، فيما دخل 70 ألفًا منهم مرحلة سوء التغذية الحاد.
وقال أبو سلمية، في تصريحات صحفية اليوم، إن حصيلة ضحايا المجاعة في قطاع غزة ارتفعت إلى 21 شهيدًا خلال الأخيرة، محذرًا من "أرقام مخيفة" من الوفيات في الأيام المقبلة بسبب التجويع المتعمد الذي يتعرض له سكان القطاع.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، وفاة 15 فلسطينيًا بينهم 4 أطفال خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية المتفاقمين بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وبذلك، يرتفع إجمالي عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 101 حالة، بينهم 80 طفلًا.
وذكرت الوزارة، في وقت سابق، أن أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من شتى الأعمار تصل إلى أقسام الطوارىء في حالة إجهاد وإعياء شديدين.
وحذرت الوزارة بأن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم؛ نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود.
وأكدت الوزارة أن مراكز توزيع "المساعدات" تتعرض لهجمات إسرائيلية متكررة، كان آخرها خلال الساعات الماضية، حيث استُشهد 5 مدنيين وأُصيب 52 آخرون، ليرتفع بذلك عدد ضحايا استهداف ما بات يُعرف بـ"مصائد الموت" الأمريكية إلى 1,026 شهيدًا و6,563 جريحًا، في واحدة من أبشع صور الاستغلال الإنساني وتحويل الإغاثة إلى فخ قاتل للمدنيين.
وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
كلمات دلالية :
