لحظة إدراك
خلود العجارمه
جو 24 :
لو كان الموت سهلا لما ارعب قلوب الشجعان
كم مرة شعرت بأن الروح التي تمنيت ان ازهقها بنفسي من مرارة حياة انهكت عقولنا واثقلت تفكيرنا ليست بالامر الهين
فالقلوب التي حملت اوجاعها على عاتق روحها مشت على الارض مثقلة بالاسى مزقها الالم وسرق منها حلاوة البقاء
لكنها حين اقتربت من موتها بارادتها العفوية ولا مبالاتها المطلقة وجدت نفسها في مكان مجهول الهوية بعيد كل البعد عن ملامحها التي طالما تجسدت بانها قوية وبانها لا تخاف من الموت نعم ربما لم تخف الموت لكنها لم ترده ايضا لقد كانت تحلم دائما ان تكون نهايتها في قلب المعركة الاخيرة من حياتها تحمل بندقية الشرف والكرامة هكذا رأت ذاتها ولا زالت تعيش ذلك الحلم
غير ان صباح هذا اليوم جاء مختلفا بوجه اغبر يلفه وشاح من الوان قوس قزح القى على روحها سعادة زائفة تبعت ذلك الظل الذي اقترب منها حتى خيل اليها ان الحلم صار واقعا واقعا احتضنها ساعات من الفرح لكنه لم يتوان عن ان يرمي بها في قاع الظلمات الموحشة وهناك كانت النهاية اقرب الى مهرب يائس من وجع الحياة لا الى بطولة حلمت بها طويلا حتى الحلم الذي كان يمنحها القوة كل يوم تخلى عنها
ومع ذلك تبقى تلك الروح برغم انكسارها متشبثة بالله الذي لم ولن يخذلها فرب العزة وحده من يهيئ لها ثباتا في قلب العاصفة وصبرا يليق بجرحها العميق وموتا كريما يليق بانتظارها الطويل
خلود العفيشات
تابعو الأردن 24 على 
