مطر
عباس مرتضى نوايسه
جو 24 : الحروف أدناه لا تحدد بسن معين, تُحدد بنمط معيشة.. يرجى من أصحاب الدخل المرتفع ((أكثر من ألفد دينار شهرياً)) عدم الاقتراب منها..
المشهد الأول..
انها أول زخات المطر التي تبل ريق هذه الأرض العطشى في كل شيء, كالعناق بين حبيبين سافر أحدهم منذ فصول ثلاثة وعاد يهرول الى صدر حبيبة مدت يديها مستقبلة الغائب بعد أن انهكها مد اليدين الى الله بانتظار عودة الحبيب,, وها هو الآن امامها..
إنه عناق طويل وعميق بحجم خيبة الوطن منا, ما نزل رحمة الا للبهائم وكم فينا من قطعان جرتها سذاجتها وراء راع معنوي سموه ما شئتم..
المشهد الثاني ..
أمٌ تحمد الرب وتشكره على المطر, ترى الربيع من خلال قطرات المطر وفي بالها بضع شياه لها تنتظر المطر أكثر.. كانت كما الأرض التي عانقت المطر. كأنها هي الأرض وهي ترسم ابتسامة الخلود..
تسرع لتغلق نوافذ البيت الغربية وهي تحمد وتهلهل وتشكر..
المشهد الثالث..
لم يكن معنيا برائحة الطين, عينه على المطر لكن عقله هناك يرسم في المطر تخيلات مراهق متعب من التفكير والحلم..
كعصفورين تبادلا التغريد تحت جذع شجرة, تحت سماء مزدحمة بغيوم رمادية.. لحيظات وتبدأ الغيوم بتفريغ حمولتها تدريجيا وهو يفرد جناحه ليمنع ريش رأسها من البلل.. يسيران تحت السماء مبتلين متلاصقين يظنانه مسيرا أبديا..
سكر الشباك … صوت أمه التي تحمد وتشكر اصاب أذنه فجأة أغلق الشباك وعاد يحلم بمشهد آخر..
المشهد الرابع..
الطفل الاصغر في العائلة .. كما يسمونه في البيت “ميسي” لم يعجبه المطر كثيرا فقد كان يستعد لمباراة الحارة “التحتانية” وجاء المطر ليخرب الفكرة والملعب الترابي الذي كانت سيقام عليه صياح الأطفال وقليلا من “الفطبول “
المشهد الخامس..
الشبابيك المزدحمة بكل افراد العائلة عدا الأب, كل منهم يحمل مشهدا ويحلم فيه. كل منهم يرى المطر من زاويته الخاصة.. احدهم يراه زرعا.. أخر حبا.. منهم من رأى فيه هادما للمتعة الفطبول..
وحده الأب المتعب من جولة السوق الصباحية – متعب ماديا- . كان ملتفا بشماغه الأحمر . يختفي في فروة يتدثر بها هربا من البرد أو من طلبات الزوجة والعائلة ..يعلو شخيره او يتظاهر بأنه نائم حتى لا يزعجه – الأحرى يحرجه – أحدهم بطلب..
تحت الفروة كان يشغله المطر… يحمد الله عليه وعلى مصيبته..
الكاز – ترى كم سنحتاج "جركناً" من الكاز… صوبة الحطب كلفتنا 800 دينار لدهان البيت بالأكمل.. لن اكررها..
سنحتاج الى مدفأة جديدة بحجة خلوة طالب التوجيهي. ولا بد لها ان تكون "على الغاز" حتى لا يؤثر "سنا" صوبة "الفوجيكا" على عيون طالبنا النجيب –رغم ان هاتفه الخلوي أهلك عيونه لقرون-
اذا سيزيد استهلاك الغاز ايضا.. كم جرة سنحتاج.. كم سيصير سعره؟؟.. الغيزر لن يهدأ. كم سترتفع الكهرباء؟؟. كم "جاكيت" سيشترون؟!!
اسئلة كثيرة ارهقته, واصابت جيبه بألم.. وهو يدعو الله رحمة بالبهائم مطرا ورحمة بالجموع رغدا…
لم يكن شخيرا حين يتعالي الصوت من تحت فروته كان انتحابا…
وكلما انتحب كان يقول في صدره "تلقاها في عيالك يا اللي ببالي"
المشهد الأول..
انها أول زخات المطر التي تبل ريق هذه الأرض العطشى في كل شيء, كالعناق بين حبيبين سافر أحدهم منذ فصول ثلاثة وعاد يهرول الى صدر حبيبة مدت يديها مستقبلة الغائب بعد أن انهكها مد اليدين الى الله بانتظار عودة الحبيب,, وها هو الآن امامها..
إنه عناق طويل وعميق بحجم خيبة الوطن منا, ما نزل رحمة الا للبهائم وكم فينا من قطعان جرتها سذاجتها وراء راع معنوي سموه ما شئتم..
المشهد الثاني ..
أمٌ تحمد الرب وتشكره على المطر, ترى الربيع من خلال قطرات المطر وفي بالها بضع شياه لها تنتظر المطر أكثر.. كانت كما الأرض التي عانقت المطر. كأنها هي الأرض وهي ترسم ابتسامة الخلود..
تسرع لتغلق نوافذ البيت الغربية وهي تحمد وتهلهل وتشكر..
المشهد الثالث..
لم يكن معنيا برائحة الطين, عينه على المطر لكن عقله هناك يرسم في المطر تخيلات مراهق متعب من التفكير والحلم..
كعصفورين تبادلا التغريد تحت جذع شجرة, تحت سماء مزدحمة بغيوم رمادية.. لحيظات وتبدأ الغيوم بتفريغ حمولتها تدريجيا وهو يفرد جناحه ليمنع ريش رأسها من البلل.. يسيران تحت السماء مبتلين متلاصقين يظنانه مسيرا أبديا..
سكر الشباك … صوت أمه التي تحمد وتشكر اصاب أذنه فجأة أغلق الشباك وعاد يحلم بمشهد آخر..
المشهد الرابع..
الطفل الاصغر في العائلة .. كما يسمونه في البيت “ميسي” لم يعجبه المطر كثيرا فقد كان يستعد لمباراة الحارة “التحتانية” وجاء المطر ليخرب الفكرة والملعب الترابي الذي كانت سيقام عليه صياح الأطفال وقليلا من “الفطبول “
المشهد الخامس..
الشبابيك المزدحمة بكل افراد العائلة عدا الأب, كل منهم يحمل مشهدا ويحلم فيه. كل منهم يرى المطر من زاويته الخاصة.. احدهم يراه زرعا.. أخر حبا.. منهم من رأى فيه هادما للمتعة الفطبول..
وحده الأب المتعب من جولة السوق الصباحية – متعب ماديا- . كان ملتفا بشماغه الأحمر . يختفي في فروة يتدثر بها هربا من البرد أو من طلبات الزوجة والعائلة ..يعلو شخيره او يتظاهر بأنه نائم حتى لا يزعجه – الأحرى يحرجه – أحدهم بطلب..
تحت الفروة كان يشغله المطر… يحمد الله عليه وعلى مصيبته..
الكاز – ترى كم سنحتاج "جركناً" من الكاز… صوبة الحطب كلفتنا 800 دينار لدهان البيت بالأكمل.. لن اكررها..
سنحتاج الى مدفأة جديدة بحجة خلوة طالب التوجيهي. ولا بد لها ان تكون "على الغاز" حتى لا يؤثر "سنا" صوبة "الفوجيكا" على عيون طالبنا النجيب –رغم ان هاتفه الخلوي أهلك عيونه لقرون-
اذا سيزيد استهلاك الغاز ايضا.. كم جرة سنحتاج.. كم سيصير سعره؟؟.. الغيزر لن يهدأ. كم سترتفع الكهرباء؟؟. كم "جاكيت" سيشترون؟!!
اسئلة كثيرة ارهقته, واصابت جيبه بألم.. وهو يدعو الله رحمة بالبهائم مطرا ورحمة بالجموع رغدا…
لم يكن شخيرا حين يتعالي الصوت من تحت فروته كان انتحابا…
وكلما انتحب كان يقول في صدره "تلقاها في عيالك يا اللي ببالي"