ابو نوار: التلويح بإغلاق قاعدة العديد أكبر صفعة يمكن أن توجهها قطر لترامب وسياسة الإكراه
جو 24 :
مالك عبيدات – قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن الأسابيع الأربعة الماضية شهدت تهميشًا واضحًا لدور مصر وقطر كوسيطين رئيسين في النزاعات مع إسرائيل، رغم أنهما كانتا الأساس في التوصل لاتفاقات وقف إطلاق النار في الحروب السابقة.
وأضاف أبو نوار لـ الاردن24 أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب عملت على الالتفاف على الدور المصري والقطري، من خلال استخدام "الإكراه بالقوة والدبلوماسية"، ما جعل الوساطة بلا قيمة من وجهة النظر الأمريكية.
وأشار إلى أن العملية الأخيرة كانت مقصودة ضد قطر، لافتًا إلى أن مسار الطائرات التي شاركت فيها يطرح تساؤلات حول دور بعض الدول في السماح لها بالمرور، رغم امتلاك "درع الخليج" أحدث الطائرات والرادارات المربوطة بالقيادة المركزية الأمريكية الموجودة في قطر.
وأكد أبو نوار أن العملية تكشف عن شراكة أمريكية إسرائيلية واضحة، مبينًا أن الولايات المتحدة كان من المفترض أن تنذر قطر بقدوم هذه الطائرات باعتبارها حليفًا لها.
وأكد أبو نوار أن المطلوب اليوم تفعيل "درع الخليج" والدفاع العربي المشترك، وتشكيل قوة ردع عربية تحمي الأمن القومي العربي، مشددًا على أن أي دولة تسمح لإسرائيل باستخدام أجوائها للوصول إلى قطر تعتبر مشاركة في العدوان.
وتابع أبو نوار: "وباعتبار أنّ قطر تُعدّ حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وتستضيف على أراضيها واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة "قاعدة العديد"، فإنّ التساؤل يطرح نفسه حول سبب عدم إنذار قطر مسبقًا بالهجوم الأخير، خصوصًا أنّ الطائرات المهاجمة يفترض أن تكون قد صُنّفت عبر أنظمة الرادار الأمريكية الموجودة في قطر، والتي تمتلك قدرة على رصدها على مسافة كافية تزيد عن عشر دقائق قبل وصولها إلى الهدف".
ورأى أبو نوار أن ذلك الأمر "يشير إلى احتمال وجود تأخير مقصود في تمرير المعلومات لقطر، بما حال دون تمكّن دفاعاتها الجوية من اعتراض الطائرات، رغم أنّها قادرة على ذلك كما حدث سابقًا عندما نجحت في التعامل مع صواريخ باليستية إيرانية".
ولفت أبو نوار إلى أن قطر تملك أوراق قوة يمكن استخدامها، وأبرزها التلويح بإغلاق قاعدة العديد والقيادة المركزية الأمريكية، معتبرًا أن هذه الخطوة ستغيّر موازين القوى وقواعد اللعبة في المنطقة، وتمثل "أكبر صفعة" لترامب وسياسة الإكراه بالقوة.
وختم أبو نوار بالقول إن الولايات المتحدة لا تستطيع خوض أي حرب في المنطقة من دون حلفائها العرب، وأن السيطرة على نفط الخليج وممراته المائية الاستراتيجية هي الهدف الحقيقي لإسرائيل وأمريكا، غير أن المعادلة العالمية تتغير، وأمريكا مقبلة على خسائر استراتيجية كبرى.








