"شاس" ينسحب من الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على تأخر قانون إعفاء "الحريديم"
أعلن حزب "شاس" الإسرائيلي، اليوم الخميس، انسحابه من مناصبه الحكومية في "الكنيست" الإسرائيلي (البرلمان)، احتجاجًا على تأخر إقرار قانون إعفاء المتدينين اليهود (الحريديم) من الخدمة العسكرية الإلزامية.
ويعدّ هذا الانسحاب تصعيدًا سياسيًا جديدًا ضد حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه أزمة متفاقمة بشأن قضية تجنيد "الحريديم"، أحد الملفات الأكثر حساسية داخل الائتلاف الحاكم.
وأوضح الحزب، في بيان رسمي اليوم الخميس، أنه قرر الانسحاب من مناصبه الائتلافية في الكنيست، تنفيذًا لتوجيه "مجلس علماء التوراة" الصادر في تموز/يوليو الماضي، والذي ألزم الحكومة بالتصويت على قانون ينظّم وضع طلاب المعاهد الدينية قبل بدء الدورة الشتوية لـ"الكنيست"، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وأضاف البيان أن رئيس لجنة التعليم البرلمانية النائب يوسي طيب، ورئيس لجنة الصحة البرلمانية النائب يوني مشريكي، قدّما استقالتيهما رسميًا من رئاسة اللجنتين إلى رئيس الكنيست أمير أوحانا.
وكان الحزب قد انسحب في يوليو الماضي من الحكومة مع احتفاظه بمناصبه داخل الائتلاف، لكنه قرر الآن الانسحاب الكامل بعد فشل نتنياهو في تمرير القانون الذي يمنح الحريديم إعفاءً من الخدمة.
وبهذا الانسحاب، يتكوّن الائتلاف الحاكم حاليًا من أحزاب "الليكود"، و"القوة اليهودية"، و"الصهيونية الدينية"، بعد خروج "شاس" و"يهدوت هتوراه" منه.
وأشار "شاس" في بيانه إلى أنه سيعود إلى مناصبه في الحكومة و"الكنيست" فور تسوية وضع طلاب المدارس الدينية، مؤكّدًا أنه سيواصل التنسيق الكامل مع الفصائل "الحريدية" والتشاور مع "مجلس حكماء التوراة" لتحديد مواقفه في الجلسات العامة للكنيست.
وتأتي هذه التطورات في ظل احتجاجات متواصلة لـ"الحريديم" ضد قرار المحكمة العليا الصادر في حزيران/يونيو 2024، والذي ألزم المتدينين بأداء الخدمة العسكرية، ومنع تقديم الدعم المالي للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها التجنيد.
ويشكّل "الحريديم" نحو 13% من سكان "إسرائيل" البالغ عددهم حوالي عشرة ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بحجة تكريس حياتهم لدراسة التوراة، معتبرين الاندماج في المجتمع العلماني تهديدًا لهويتهم الدينية.
وعلى مدى عقود، تمكّن "الحريديم" من تفادي الخدمة العسكرية عبر الحصول على تأجيلات متكررة بذريعة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء البالغة 26 عامًا.
وتتهم المعارضة نتنياهو بالسعي لإقرار قانون جديد يمنح "الحريديم" إعفاءً دائمًا من الخدمة العسكرية، استرضاءً لأحزاب "شاس" و"يهدوت هتوراه"، التي تربط عودتها إلى الحكومة بإقرار هذا القانون.
وارتكبت "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.








