فلسطينيو الداخل ؛ لم يحملوا الجنسية الإسرائيلية بإرادتهم ، فلماذا يتعرضون لظلم ذوي القربى ؟
محمد ابو بكر
جو 24 :
بعد نكبة العام ١٩٤٨ ، بقي على أرض فلسطين مايقارب المائة وخمسين ألف فلسطيني ، وخلال سنوات أعقبت النكبة، عانى هؤلاء من ظلم الاحتلال وبطشه ، إلى أن فرضت دولة الاحتلال الجنسية الإسرائيلية عليهم ، لم تغيّر فيهم الجنسية الغريبة شيئا ، بل كظموا غيظهم ، دافعوا بشراسة عن فلسطينيتهم وعروبتهم ، وتشكّلت أحزاب عربية كان همّها الدفاع عنهم وعن مصالحهم ، في ظل كيان فرض نفسه بقوة ، ليس فقط على أرض فلسطين وشعبها ، بل امتد ذلك لما هو أبعد .
شخصيات وطنية عايشناها ، كانت لها المواقف التي نعتز بها ، من الشاعر الكبير سميح القاسم ، والشاعر توفيق زياد وإميل حبيبي وغيرهم في فترة الخمسينيات والستينيات وما بعد ذلك ، وصولا لرجال كانت لهم صولات وجولات ومواقف أربكت قادة الكيان ، كأحمد الطيبي ومحمد بركة والشيخ رائد صلاح ، وغيرهم الكثير ممن قاوموا كل المشاريع الصهيونية ضد الأهل من أبناء ٤٨ .
اليمين الصهيوني المتطرف زاد في الآونة الأخيرة من ممارساته العنصرية ضد فلسطينيي الداخل ، تضييقات لا حصر لها ، وجرائم مستمرة دون رادع أو تحقيقات فعلية ، عصابات إجرامية تنتشر في مختلف المناطق ، ومصادرة مستمرة للأراضي ، وخاصة في مناطق النقب وبئر السبع ، عدا عن مراقبة وسائل التواصل الإجتماعي بصورة لم يعهدوها من قبل ، وهناك من جرى فصله من عمله بسبب منشور هنا أو هناك .
فوق ذلك ؛ يتعرض المواطنون الفلسطينيون هناك لظلم من نوع آخر ، هو ظلم ذوي القربى ، من أبناء جلدتهم العرب ، نحن لا نعمم هنا ، غير أن التعاطي مع هؤلاء يثير فينا كل معاني الأسف والأسى ، ويجري التعامل معهم في أحيان كثيرة على قدم المساواة مع المحتلين الصهاينة ، وهم من قبض بيديه على الجمر ، فبقي على أرض وطنه لم يغادرها ، في لحظة كانت هي الأقسى في عمر القضية الفلسطينية ، علما بأن عددهم اليوم قد جاوز المليونين .
اليمين الصهيوني بزعامة نتنياهو والعصابة التي تتشكل منها حكومته ، يحاولون قدر الإمكان التأثير على هؤلاء ، من خلال رفع وتيرة الضغوطات عليهم ، واضعين نصب أعينهم ماجاء في الفكر الصهيوني ، والوصول إلى إنشاء دولة يهودية خالصة ، لا عرب فيها أبدا .
فلسطينيو الداخل هم أهلنا اولا وأخيرا ، والواجب احتضانهم ومؤازرتهم ، والوقوف إلى جانبهم ، في ظل الهجمة الشرسة التي تستهدف وجودهم ، فالجنسية الإسرائيلية لم يختاروها بمحض إرادتهم ، فتلك مرحلة كان فيها العرب غائبين تماما عمّا يجري في الداخل الفلسطيني ، وهاهو الشعب هناك في حالة مقاومة مستمرة ، وماعليكم سوى متابعة مسيرة الشيخ المناضل رائد صلاح ، وما يفعله احمد الطيبي في الكنيست منذ سنوات طويلة ، فهو بحد ذاته فرقة عسكرية تأبى أن تنكسر .








