الأمانة تُغلق "العبّارة" وتفتح باب الأسئلة: كيف يأمن المواطن غدر المناهل والعبّارات؟!

محرر الشؤون المحلية - مشهد صادم شهدته العاصمة عمان خلال المنخفض الجويّ الأخير، ظهرت فيه فتاة وقد سقطت في "حفرة" ملأتها مياه الأمطار وكادت تغرقها، قبل أن يعينها اثنان من المارّة على الخروج من تلك الحفرة، فيما قالت أمانة عمان في تصريح لاحق إنها "أغلقت عبّارة سقطت فيها فتاة بمنطقة الزهور، وإنها تتخذ إجراءت السلامة العامة المطلوبة"..

الفيديو الذي لا تتجاوز مدته (30) ثانية، أثار عشرات الأسئلة في أذهان من شاهدوه؛ ماذا لو سقط طفل في هذه "الحفرة"؟ ألن يكون مصيره كمصير الطفلة التي سقطت في إحدى مناهل الصرف الصحي بمنطقة خريبة السوق قبل (7) سنوات؟! ولماذا العبّارة مفتوحة أصلا؟! وما المطلوب من المواطن ليأمن "غدر" المناهل والحفر والعبّارات؟!

في المنخفض السابق، شهدت عمان واقعة غرق شوارع في العاصمة، وقد حمّلت أمانة عمان حينها المواطنين مسؤولية ما جرى، وقالت إنها تستعد لإقرار نظام جديد يتضمن فرض غرامات مالية على كل من يثبت قيامه بربط مزاريب الأبنية على مناهل الصرف الصحي ومجاري المياه، وذلك في إجراء عقابي للمواطنين المخالفين، لكنها في المقابل لم تُعلن عن أيّ إجراء إداري بحقّ المقصّرين عن ترك "العبّارة" مكشوفة، واكتفت بالإعلان عن "إغلاق العبّارة"، هذا فضلا عن عدم اعتذارها للعمانيين عن سوء خدماتها وبنيتها التحتية!

الأمر لا يتعلّق بمجرّد سقوط فتاة في "عبّارة" مكشوفة تقطع رصيفا للمشاة، فالحادثة تعكس حجم الترهّل الذي تعانيه الأمانة التي ينشغل رئيس لجنتها يوسف الشواربة منذ أسابيع وأشهر بإجراء هيكلة للموظفين يبدو أن انعكاسها على مستوى الخدمات "صفريّ"، وإلا فماذا يمكن أن نسمّي عدم التفات الإدارات المعنيّة في الأمانة إلى خطر مثل هذه العبّارة على المواطنين؟

تلك الحادثة -التي كانت ستزداد سوادا لو أن طفلا سقط في العبّارة- يُفترض أن تستنفر الحكومة ورئيسها الدكتور جعفر حسان الذي يطوف الأردن طولا وعرضا ليتفقّد مدرسة هنا وحديقة هناك، لكن يبدو أن الرئيس مستسلم وسعيد بهذا الدور الخدماتي، وكأن به "رئيس بلدية الأردن"، حتى أننا لم نسمع بقرار واحد للرئيس يعفي فيه مسؤولا من الخدمة بسبب تقصيره في تقديم الخدمة للمواطنين.. ولعلّ هذا متوقع من رئيس أعاد توزير من جرت إقالتهما من حكومة سابقة على خلفية فاجعة البحر الميت..