أبو زيد: تعيين غوفمان يكشف خروج الموساد من “مسرح الظل” ودخوله مرحلة المواجهة المباشرة #عاجل

 

خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن تعيين رومان غوفمان برتبة ألوف رئيسًا جديدًا لجهاز الموساد خلفًا لدافيد برنياع، الذي تنتهي ولايته في حزيران 2029، يمثل تحولًا لافتًا في بنية الجهاز وتوجهاته. وأوضح أبو زيد أن اختيار غوفمان، وهو ضابط مدرعات وقائد ميداني سابق في الفرقة المدرعة 36، يشير إلى انتقال الموساد من نموذج "العمل في الظل” القائم على الاستخبارات الكلاسيكية إلى نهج أكثر مواجهة وانخراطًا مباشرًا في ساحات الصراع.

وأضاف أبو زيد لـ"الأردن 24" أن أهمية التعيين لا تكمن في شخص غوفمان بحد ذاته، بل في خلفيته العسكرية البحتة التي تأتي من خارج ما وصفه بـ"مربع ضابط الظل" داخل الموساد، للمرة الأولى منذ تأسيس الجهاز. ويرى أن هذا التطور يمثل نهاية مرحلة استخبارية وبداية مرحلة جديدة قد تحمل تحولات جذرية في طبيعة إدارة الصراع بالنسبة لإسرائيل.

وأشار أبو زيد إلى أن مرحلة غوفمان وما بعد برنياع قد تُنتج كلفة سياسية عالية على إسرائيل، بالتوازي مع احتمال دخول المنطقة في مواجهات استخبارية مفتوحة. كما حذر من أن القرارات قد تصبح أقل دقة نتيجة تولي قيادة الجهاز شخصية لم تمرّ عبر المسار التقليدي داخل "الصندوق الأسود” للموساد، وهو ما قد يؤدي إلى ارتباك داخل الجهاز واستقالات محتملة بين ضباطه وجنرالاته.

ولفت أبو زيد إلى أن هذا التحوّل قد يربك الحلقة الأقرب إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خصوصًا أن الموساد قد ينتقل —وفق تقديره— من إدارة الملفات إلى محاولة حسمها بأسلوب أكثر خشونة ومباشرة. واختتم بالقول إن تعيين غوفمان يشكل مؤشرًا إضافيًا على اتجاه إسرائيل نحو مرحلة أكثر اضطرابًا وفقدانًا للاتزان الاستراتيجي في ظل تصاعد التحديات الخارجية والداخلية.