حماس تحذر: اتفاق وقف إطلاق النار "يترنح"
جو 24 :
اتهم عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعضو وفدها المفاوض، غازي حمد، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "خروقات واسعة ومتعمدة" لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، مؤكداً أن هذه الانتهاكات "مخططة وبقرار حكومي"، وتشكل تهديدًا مباشرًا لاستمرار الاتفاق "وتجعله يترنح".
وقال حمد في إدلاء صحفي اليوم الثلاثاء إن الاتفاق وُقّع بحضور الوسطاء من "مصر وقطر وتركيا، إضافة إلى الوسيط الأمريكي وتحت إشراف الإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن 66 يومًا مضت على بدء تنفيذه.
نصوص واضحة… وخرق شامل
وأوضح حمد أن نصوص الاتفاق "واضحة ومفصلة ولا تحتمل الالتباس"، لكن الاحتلال "لم يترك بندًا إلا وخرقه"، سواء عبر عمليات القتل والإعدام الميداني، أو إطلاق النار على المدنيين، أو القصف والاغتيالات داخل قطاع غزة، إضافة إلى إغلاق معبر رفح ومنع دخول المعدات والمساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تجاوزت "الخط الأصفر" بمسافات كبيرة وصلت في بعض المناطق إلى 1300 متر، عبر فرض "مناطق سيطرة نارية" أدت إلى مقتل مدنيين كانوا يتحركون داخل مناطق يُفترض أنها آمنة.
813 خرقًا… بمعدل 25 خرقًا يوميًا
وكشف حمد أن مجموع الخروقات التي وثقتها الحركة بلغ 813 خرقًا منذ بدء الاتفاق، بمعدل 25 خرقًا يوميًا، مؤكدًا أن الحركة سلّمت الوسطاء والغرفة المشتركة "تقارير مفصلة" حول كل خرق.
وأضاف أن الاحتلال "ضرب بعرض الحائط كل الأدلة الدامغة" على هذه الانتهاكات، بل "صرّح علنًا" بنيته مواصلة الاغتيالات والاعتقالات والقتل داخل غزة دون رادع.
استهداف المدنيين… بالأرقام
وقال حمد إن نحو 400 شهيد ارتقوا منذ بدء وقف إطلاق النار، أكثر من 95 بالمئة منهم من المدنيين، بينهم 36 بالمئة أطفال و15 بالمئة نساء، و4 بالمئة مسنون، فيما بلغت نسبة الرجال المدنيين 37 بالمئة.
وأوضح أن الاحتلال "قتل عائلات بأكملها"، وأن الحركة قدّمت للوسطاء قوائم بأسماء الشهداء وأعمارهم لإثبات أن الاستهداف كان موجهاً للمدنيين.
أما عدد المصابين منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، فبلغ 991 مصابًا، بينهم 334 طفلًا (33 بالمئة) و210 نساء (22 بالمئة) و51 مسنًا (5 بالمئة)، بينما لا تتجاوز نسبة المصابين من رجال المقاومة 1 بالمئة، ما يؤكد – وفق حمد – أن "الغالبية الساحقة من الضحايا مدنيون".
اللجنة المشتركة… واتفاق لم يُنفّذ
وأشار حمد إلى أن الاتفاق نصّ على تشكيل لجنة لمعالجة الخروقات عبر إبلاغ الوسطاء بكل حادثة، "لكن الاحتلال لم يلتزم منذ اليوم الأول، وتصرف بشكل أحادي بالكامل، في محاولة لفرض معادلة جديدة داخل قطاع غزة".
تحذير من انهيار الاتفاق
وحذّر حمد من أن "الخروقات المتعمدة والواضحة والفاضحة تهدد الاتفاق وتجعله يترنح"، داعيًا الوسطاء وجميع الأطراف المعنية إلى "تحرك عاجل لردع الاحتلال ومنعه من تقويض الاتفاق"، لأن استمرار الانتهاكات "يضع الاتفاق في مهب الريح".








