2025-12-17 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

غزة.. المدينة التي تأبى أن تموت #عاجل

غزة.. المدينة التي تأبى أن تموت #عاجل
جو 24 :


كتب حلمي الأسمر - 

غزة دُمّرت أو مُسحت أو خُرّبت تدميرًا شبه كامل ما بين 18 إلى 22 مرة عبر التاريخ، من العصر الفرعوني حتى طوفان الأقصى..
«كلما ظنّوا أن غزة احترقت إلى الأبد،
اكتشفوا متأخرين
أنهم أشعلوا ولادتها من جديد.»
بحث معمق في التاريخ القديم والجديد
ليست غزة مدينةً عادية في سجلّ التاريخ، بل ظاهرة حضارية نادرة.
قليل من المدن حوصرت، وقُصفت، وسُوِّيت بالأرض، وأُعيد بناؤها، ثم عادت لتُدمَّر مرة أخرى… لكن لا مدينة في التاريخ المدوَّن فعلت ذلك بهذا العدد وبهذا الإصرار على البقاء مثل غزة.
سجلّ الدمار الكامل من فجر التاريخ إلى القرن الحادي والعشرين
ليست غزة مدينةً عادية في سجلّ التاريخ، بل ظاهرة حضارية نادرة.
قليل من المدن حوصرت، وقُصفت، وسُوِّيت بالأرض، وأُعيد بناؤها، ثم عادت لتُدمَّر مرة أخرى… لكن لا مدينة في التاريخ المدوَّن فعلت ذلك بهذا العدد وبهذا الإصرار على البقاء مثل غزة.
المؤرخون لا يختلفون على حقيقة واحدة:
غزة من أكثر مدن العالم تعرضًا للتدمير الشامل، ومع ذلك لم تختفِ، ولم تُمحَ، ولم تنقطع سلالتها البشرية ولا اسمها ولا موقعها.
أولًا: سجلّ التدمير في التاريخ القديم (حوالي 10 مرات)
منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة عام، كانت غزة بوابة الإمبراطوريات، وكل من أراد السيطرة على الشرق مرّ من نارها.
1. تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)
تدمير غزة ضمن الحملات الفرعونية لتأمين حدود مصر الشرقية.
2. الآشوريون – سنحاريب (القرن 8 ق.م)
تدمير المدينة عقابًا على التمرد.
3. البابليون – نبوخذ نصّر (القرن 6 ق.م)
اجتياح ساحلي شامل دمّر غزة مع مدن فلسطين.
4. الفرس الأخمينيون (القرن 5 ق.م)
قمع انتفاضات المدن الكنعانية وتدمير مراكزها.
5. الإسكندر المقدوني (332 ق.م)
أعنف تدمير في التاريخ القديم لغزة:
حصار دام شهرين.
قتل جماعي.
تسوية المدينة تقريبًا بالأرض.
6. الحروب السلوقية–البطلمية
تدمير متكرر بسبب موقعها الحدودي.
7. الرومان (القرن 1 ق.م – 1 م)
تدمير جزئي واسع أثناء قمع الاضطرابات.
8. زلزال 363 م
دمار عمراني شامل في فلسطين الساحلية.
9. الصراعات البيزنطية المتأخرة
تراجع عمراني وتدمير دفاعي.
10. الفتح الفارسي الساساني (614 م)
تدمير كبير خلال الحرب مع بيزنطة.
ثانيًا: العصور الوسطى… غزة ساحة الصراع العقائدي (5–6 مرات)
11. الحروب الصليبية (القرن 12)
دُمّرت غزة وأُعيد بناؤها أكثر من مرة:
على يد الصليبيين.
ثم على يد صلاح الدين.
ثم أعيد تدميرها في الصراع مع ريتشارد قلب الأسد.
12. الغزو المغولي (القرن 13)
تدمير واسع للمدن الساحلية.
13. المماليك (القرن 13–14)
هدم تحصينات غزة عمدًا لمنع عودة الصليبيين.
14. زلزال 1293 م
دمار عمراني كبير.
ثالثًا: العصر الحديث… التدمير المنهجي (6 مرات)
15. حملة نابليون (1799)
قصف وتخريب واسع.
16. الحرب العالمية الأولى (1917)
قصف بريطاني–عثماني دمّر أجزاء واسعة من المدينة.
17. نكبة 1948
تدمير القرى المحيطة.
تحويل غزة إلى أكبر مخيم لجوء مفتوح في التاريخ الحديث.
18. العدوان الثلاثي 1956
دمار للبنية التحتية والمخيمات.
19. الحروب الإسرائيلية المتكررة (2008–2021)
أربع حروب كبرى دمّرت أحياء كاملة:
الرصاص المصبوب
عمود السحاب
الجرف الصامد
سيف القدس
20. حرب 2023–2025
أكبر عملية تدمير عمراني في تاريخ غزة كله:
تسوية أحياء كاملة.
تدمير يتجاوز كل الحروب السابقة مجتمعة.
نسبة دمار لا مثيل لها عالميًا قياسًا بالمساحة وعدد السكان.
لماذا بقيت غزة واختفت غيرها؟
مدن عظيمة دُمّرت مرة واحدة… ثم اختفت:
قرطاج: دُمّرت ولم تعد.
نينوى: أُحرقت وانتهت.
تدمر: تحولت إلى أطلال.
صور القديمة: فقدت مركزها التاريخي.
أما غزة؟
تُدمَّر… فتنهض
تُمحى… فتُعاد كتابتها
تُقصف… فتتجذّر أكثر
الفرق ليس في الحجر، بل في الإنسان.
الخلاصة: المدينة التي تأبى أن تموت
غزة ليست مدينة منكوبة،
بل مدينة عصيّة على الإبادة.
ليست استثناءً في الدمار،
بل استثناءً في البقاء.
كل إمبراطورية مرّت من هنا ظنّت أنها أنهت غزة،
لكن الإمبراطوريات اختفت…
وغزة بقيت.
وما حدث في طوفان الأقصى ليس استثناء..
غزة ليست مدينةً تُدمَّر، بل مدينة تختبر التاريخ:
من يمرّ بها يرحل، ومن يسكنها يبقى.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير