تثبيت التوقيت لا يصلح للأردن
خالد حسنين
جو 24 :
يصيبني الألم والحسرة يوميا وأنا أشاهد حافلات المدارس تشق عتمة الليل لتلتقط طفلا من هنا، وطفلا من هناك، يتكورون مع أمهاتهم خلف أبواب مداخل العمارات، بانتظار وصول الحافلة...
فكرة توحيد التوقيت فيها بعض الفوائد ولا شك، ولكنها مأساة يومية بالنسبة للأهالي، ومخاطرة جديرة بالانتباه عند حركة آلاف الطلاب يوميا، فضلا عن حركة الموظفين قبل شروق الشمس بساعتين أحيانا.
عشرات الأصدقاء أخبروني بأنهم يصلون الفجر في أقرب مسجد لمكان العمل، وذلك كي يتمكنوا من الوصول إلى (بصمة الدوام) في الموعد المناسب..
صحيح أن النشاط شيء جميل، واستثمار النهار من أوله مسألة إيجابية، ولكن في مدن مزدحمة، وأوضاع اقتصادية صعبة، يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة، وربما يكون التوقيت الحالي واحدا من الأدوات التي يمكن استثمارها من قبل بعض المجرمين (وبالتأكيد لدى الأمن العام احصائيات تتعلق بهذا الشأن)..
أعتقد أن العودة للتوقيت الصيفي/الشتوي هو الحل الأنسب لبلادنا، بسبب موقعها الجغرافي، وقد أصبح هذا الأمر سهلا وشائعا في عشرات التطبيقات التي تتعلق بالوقت، ويمكن بسهولة تحديد الوقت في أي بلد بكبسة زر، ودون أي عناء، وبالتالي يصبح القرار إداريا داخليا، ويمكن التعامل مع نتائجه بكل سهولة ويسر.
هناك حلول أخرى تتعلق بتأخير دوام المدارس والجامعات إلى التاسعة صباحا بدلا من الثامنة، وخصوصا مدارس الفترة الواحدة، مثل المدارس الخاصة، ومعظم المدارس الحكومية، وبذلك يمكن التخفيف من وطأة هذه الظاهرة.
أعلم أن الكثيرين قد كتبوا في هذا الأمر، ولكن لا بأس، فالتكرار يمكن أن يؤدي إلى إقناع الشطار بتغيير القرار.
والله من وراء القصد.








