المسجد الاقصى امام خطر متصاعد.. نائب رئيس الوزراء الصهيوني يتعهد بتوسيع أوقات الاقتحامات
جو 24 :
كتب زياد ابحيص -
في عام 2012 و2013 حاول أعضاء كنيست من الحزب القومي الديني "المفدال" تقديم مشروع قانون للتقاسم التام للمسجد الأقصى المبارك زمانياً، بحيث يفتح 9 ساعات يومياً لليهود و9 ساعات يومياً للمسلمين، ويغلق لست ساعات ليلاً، وعلى أن تقسم أيام الإجازة الأسبوعية بتخصيص الجمعة للمسلمين والسبت لليهود وحدهم، وكذلك توزيع أيام الأعياد الدينية بحيث يمنع المسلمون من دخول الأقصى في أعياد اليهود، وهو ما حاولت الحكومة الصهيونية فرضه بالفعل في 2015 وكان السبب المباشر في انطلاق هبة السكاكين.
يوم أمس، وخلال مشاركته في إنارة الشمعة الثامنة والأخيرة لـ "عيد الأنوار العبري (الحانوكاه)" أمام باب المغاربة وسط حشد من منظمات الهيكل، استعرض وزير العدل ونائب رئيس الوزراء في الحكومة الصهيونية ياريف لافين ما فُرض من تغيير كبير في الوقائع في المسجد الأقصى خلال السنوات الماضية، مؤكداً التزامه الشخصي باستكمال المسعى لتمديد ساعات اقتحام وصلاة المستوطنين اليهود لتشمل ساعات المساء، حتى يوسع قاعدة الاقتحام بفتحه بعد أوقات العمل الرسمية.
يؤكد هذا التعهد أن مشروع 2012 للتقاسم التام قد بات أرضية العمل التي تعمل على أساسها الحكومة الصهيونية مع منظمات الهيكل، وأنهم يتطلعون لفرض تساوٍ تام في أوقات الدخول للأقصى بين المسلمين واليهود باعتباره أحد الأهداف المرحلية، والتي تمهد لاحقاً للإحلال التام ونفي الهوية الإسلامية عن الأقصى بالكامل.
بينما كان النظام الرسمي العربي يشتري تطمينات نتنياهو، ويقنع بتعهداته بأنه يسعى للحفاظ على "الوضع القائم"، ويعقد قمم واجتماعات "التهدئة في القدس" على مدى سنوات 2021 و2022 وصولاً إلى اجتماع العقبة وشرم الشيخ الأمنيين في 2023؛ كان الصهاينة يفرضون اقتحامات "عيد الفصح التوراتي" خلال رمضان، ويفرضون أطواق حصار متتالية على المسجد الأقصى، ويوسعون ساعات الاقتحامات تدريجياً من ثلاث ساعات يومياً فرضت لأول مرة في 2008، إلى ست ساعات وربع يومياً في 2024.
هذه الحكومة الصهيونية على لسان نائب رئيس وزرائها من حزب الليكود -وليس على لسان "متطرفي" الصهيونية الدينية كما يحلو للنظام الرسمي العربي أن يتوهم- تؤكد التزامها بمسيرة تقسيم المسجد الأقصى، واستكمال تهويده وتوسيع قاعدة اقتحاماته...
المسجد الأقصى أمام خطر يتصاعد منذ عدوان الجندي الصهيوني ألان غودمان على المصلين الآمنين في قبة الصخرة عام 1982 الذي استشهد فيه اثنان وجرح سبعة من المصلين، وقد بات تهويده وتصفية هويته الإسلامية عنوان المرحلة الحالية، مرحلة الحسم والتصفية التي تهدد وجودنا وهويتنا، فمتى ندرك أن المعركة في الأقصى معركة وجود؟








