jo24_banner
jo24_banner

صح النوم ووائل عباس!

حلمي الأسمر
جو 24 : «صح النوم» مسلسل من أشهر المسلسلات الكوميدية العربية، أصبح على نحو أو آخر جزءا من الذاكرة الجمعية للجمهور العربي، شأنه في ذلك شأن «مدرسة المشاغبين» و»العيال كبرت» وعدد من كلاسكيات المسرح العربي، بل إن كثيرا من الجمل والكلمات التي تداولها أبطال هذه المسلسلات دخلت قاموس الحياة العربية، في بعدها المرْوي والتوظيف الجديد.
سنتحدث اليوم عن «صح النوم» ونحاول أن ننعش الذاكرة بهذا المسلسل الذي دأبت بعض محطات التلفزة العربية قبل الانفجار الفني والمعرفي، على بثه في رمضان خاصة، ولأن الجيل الشاب ربما لا يعرف ما قصة هذا المسلسل، نقول انه عمل فني سوري من تأليف نهاد قلعي وبطولة دريد لحام (بدور غوار الطوشة) ونهاد قلعي بدور حسني البورظان، ومشاركة شخصيات أخرى منها ناجي جبر بدور أبو عنتر ونجاح حفيظ بدور فطوم حيص بيص وعبد اللطيف فتحي بدور رئيس المخفر؛ المعروف باسم بدري أبو كلبشة، وياسين بقوش بدور ياسين وغيرهم من الفنانين السوريين الذين طبعت شخصياتهم الفلكلورية الدمشقية في الذاكرة. والقصة حول حارة «كل من ايده إله» وصح النوم هو اسم النزل أو الفندق الذي تدور فيه جزء كبير من الأحداث ويقع في حارة دمشقية شعبية وقصة حب غوار الطوشة وحسني البورظان لفطوم صاحبة نزل صح النوم وتدور المقالب بينهم للفوز بقلب فطوم، تم تصوير الجزء الأول في لبنان والجزء الثاني في التلفزيون الأردني وهو من إنتاج وإخراج المنتج والمخرج السوري خلدون المالح. أنتج العمل عام 1972.
في إحدى حلقات المسلسل يجد «ابو كلبشة» رئيس المخفر، ان إطلاق سراح «غوار» من السجن ولو عن طريق «التواطؤ» وربما الإشراف المباشر على تهريبه ليتابع نشاطه المعتاد في «الزعرنة» و»البلطجة»، سيعيد لأبو كلبشة أهميته في الحارة و يضمن استمراريته في مكانه، وفي مشهد آخر، على ما أذكر نرى ابو كلبشة وقد أصيب بالذعر بعد أن تناهى إلى سمعه أن غوار في طريقه لإعلان توبته، والكف عن صنع المشاكل، لأن «اعتزال» غوار وعودة الهدوء إلى حارة «كل مين ايده إله» معناه عدم وجود شغل لأبو كلبشة، وقطع الطريق عليه لوقف أي إجراءات «عرفية» قد يعلنها في الحارة!
الناشط المصري المعروف وائل عباس، نشر على صفحته على فيسبوك تفسيرا لانفجار سيارة مفخخة في مركز أمن المنصورة في مصر، لا يبتعد كثيرا عن «عقلية المؤامرة» التي كان يفكر فيها أبو كلبشة، يقول وائل: «مبدئيا مافيش عربيات بتركن جنب أي مديرية أمن حتى لو مديرية أمن «تفهنا العزب» سواء مفخخة ولا ما مفخخاش، نشغل عقولنا» ويقول أيضا: « احنا مثلا عندنا قسم التجمع الخامس - ولاد الـ... - واخدين فردة من شارع فردتين وقافلينها والعربيات والاوتوبيسات بتمشي اتجاهين في فردة واحدة ! يبقى مديرية أمن أم ترتر مين دي اللي بيسيبوا عربيات مفخخة تركن تحتها!» ما كتبه عباس اثار عاصفة من النقاشات صبت كلها في اتجاه صناعة زعزعة الأمن، لفرض مزيد من «الهيبة» ولجم أي صوت احتجاجي، باعتبار أن البلد على كف عفريت، والدليل هذه التفجيرات، ولا بد من فرض مزيد من الإجراءات الأمنية المشددة!
يروي لي مسؤول عربي كبير، أنه كان في سهرة مع مسؤولين في بلد عربي، وغادراها مع ساعات الصباح الأولى، فرأيا مجموعة شباب يلصقون منشورات على أحد الحيطان، فهب مرافقهم الأمني لملاحقة الشباب، إلا أن أحد المسؤولين قال له: دعهم، هؤلاء «يعملون» معنا!
أختم، بتغريدة اخرى لعباس نفسه، فهو مشهور بأن له لسانا لا يكف عن الشتائم، وهو بالطبع ليس إسلاميا ولا إخوانيا، يقول بتاريخ 8 تموز/ يوليو الماضي: شكرا للجيش على توحيد صفوف التيار الإسلامي وبداية سيناريو الجزائر ... في انتظار أول سيارة مفخخة! ولم يطل انتظار وائل عباس!
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news