قوات أمريكية في الغور!
حلمي الأسمر
جو 24 : كيري في المنطقة غدا، وفي عمان أيضا، ويبدو أن جولته هذه حاسمة، خاصة وانه قال قبل أيام إن وقت القرارات «المهمة» قد حان، كثيرون كانوا يعتقدون أن جولة «المفاوضات» الحالية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل هي كغيرها من المفاوضات، ولكن يبدو ان الأمر مختلف هذه المرة، البعض يحذر من «اوسلو 2» وقد كنا من أوائل من استشعروا «اختلاف» هذه الجولة من التفاوض وفي هذا المكان بالذات!
في هذا السياق، تفيد تقارير قيل إنها «غير مؤكدة!» ومصدرها إسرائيل أن الولايات المتحدة تقدمت بعرض تقوم فيه قوات أمريكية ب «حماية!» حدود الدولة الفلسطينية. صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» التي نشرت هذه «الأقاويل» تقول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عرض تقديم قوات أمريكية من هذا النوع، متسائلة عن عملية هذا الطرح، وهل هو جيد لتحقيق السلام؟ وتنقل عن محللين عسكريين تساؤلات من قبيل: «هل البيت الأبيض مجنون إلى هذه الدرجة كي يناقش فكرة كهذه؟». وكان موقع خدمات أمني إسرائيلي يسمى «ديبكافيلي» قد سرب المعلومة. وأشار إلى أن القوات الأمريكية ستكون مهمتها منع «قوات معادية لإسرائيل من الدخول إليها عبر الأردن». وتقول الصحيفة إن المسؤولين الفلسطينيين يطالبون بخروج القوات الإسرائيلية من وادي الأردن، حيث ستحل محلها القوات الأمريكية. و»يمكن أن تكون هذه النقطة محورية في قرار الولايات المتحدة بعرض نشر قوات كهذه». وتضيف أن «سامانثا باور، المحاضرة السابقة في جامعة هارفارد وسفيرة الولايات المتحدة الحالية في الأمم المتحدة، ألمحت في عام 2008 في معرض مقابلة لها مع هاري كريسلر، من معهد الدراسات الدولية بجامعة كاليفورنيا- بيركلي إلى إمكانية تخفيف الأزمة في الشرق الأوسط من خلال إرسال قوات أمريكية للمنطقة، وتلبية الحاجات الأمنية.
وفي الوقت الذي لم تعلق فيه الخارجية الأمريكية على هذه التقارير، فقد رأى معظم المحللين العسكريين أنها فكرة «سيئة». وذهب ديفيد ماكسويل مدير مركز دراسات الأمن بجامعة جورج تاون حد القول إنه نظر إليها «من منظور عسكري»، فلم يجد «شيئا جيدا يخرج منها».
يستذكر المحللون هنا استهداف معسكرات المارينز في لبنان عام 1983 كمثال واضح على الكيفية التي يمكن أن تخرج فيها الأمور عن السيطرة، فقد قتل التفجير 300 من جنود المارينز والفرنسيين في لبنان. ويقول ماكسويل «أنظر إلى هذه الفكرة وأقول، أووه، ليس لدينا سجل جيد في الشرق الأوسط، وأرى إنها تحوِّل القوات الأمريكية إلى هدف واضح للهجمات».
الأمريكيون يناقشون مخاطر هذه العملية على رجالهم، والإسرائيليون يرفضون الفكرة، حيث يقول الجنرال آفي مزراحي، القائد السابق للقوات الجوية الإسرائيلية لصحيفة «تايمز» الإسرائيلية «لن أعتمد على قوات أجنبية». وفي المقابل فإن الفلسطينيين قبلوا هذه الخطة «فهم قد ينظرون إليها كما لو كان الأمريكيون يقيدون حركة القوات الإسرائيلية» حسب ماكسويل. أما المشكلة الأخرى فتتعلق بمدة وجود هذه القوات ومتى ستخرج! حسب وجهة نظر الصحيفة الامريكية .
المهم هنا، أن ثمة شيئا حقيقيا يجري وراء الغرف المغلقة، وما حجم المعلومات المتسربة إلا ما يبدو من جبل الجليد، وكل المؤشرات والمعلومات المتسربة تقول إن «الجماعة» قطعوا شوطا كبيرا في إنجاز المشروع الجديد الذي سيجهز على ما بقي من قضية فلسطين، خاصة فيما يتعلق بحق العودة واللاجئين والمياه والقدس، والظاهر أن المفاوض الفلسطيني وفي ظل الغياب الكامل للعرب، سيلقي بنفسه في الحضن «الآخر» بالكامل، حيث لن يجد من يقول له «إلى أين انت ذاهب»!
(الدستور)
في هذا السياق، تفيد تقارير قيل إنها «غير مؤكدة!» ومصدرها إسرائيل أن الولايات المتحدة تقدمت بعرض تقوم فيه قوات أمريكية ب «حماية!» حدود الدولة الفلسطينية. صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» التي نشرت هذه «الأقاويل» تقول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عرض تقديم قوات أمريكية من هذا النوع، متسائلة عن عملية هذا الطرح، وهل هو جيد لتحقيق السلام؟ وتنقل عن محللين عسكريين تساؤلات من قبيل: «هل البيت الأبيض مجنون إلى هذه الدرجة كي يناقش فكرة كهذه؟». وكان موقع خدمات أمني إسرائيلي يسمى «ديبكافيلي» قد سرب المعلومة. وأشار إلى أن القوات الأمريكية ستكون مهمتها منع «قوات معادية لإسرائيل من الدخول إليها عبر الأردن». وتقول الصحيفة إن المسؤولين الفلسطينيين يطالبون بخروج القوات الإسرائيلية من وادي الأردن، حيث ستحل محلها القوات الأمريكية. و»يمكن أن تكون هذه النقطة محورية في قرار الولايات المتحدة بعرض نشر قوات كهذه». وتضيف أن «سامانثا باور، المحاضرة السابقة في جامعة هارفارد وسفيرة الولايات المتحدة الحالية في الأمم المتحدة، ألمحت في عام 2008 في معرض مقابلة لها مع هاري كريسلر، من معهد الدراسات الدولية بجامعة كاليفورنيا- بيركلي إلى إمكانية تخفيف الأزمة في الشرق الأوسط من خلال إرسال قوات أمريكية للمنطقة، وتلبية الحاجات الأمنية.
وفي الوقت الذي لم تعلق فيه الخارجية الأمريكية على هذه التقارير، فقد رأى معظم المحللين العسكريين أنها فكرة «سيئة». وذهب ديفيد ماكسويل مدير مركز دراسات الأمن بجامعة جورج تاون حد القول إنه نظر إليها «من منظور عسكري»، فلم يجد «شيئا جيدا يخرج منها».
يستذكر المحللون هنا استهداف معسكرات المارينز في لبنان عام 1983 كمثال واضح على الكيفية التي يمكن أن تخرج فيها الأمور عن السيطرة، فقد قتل التفجير 300 من جنود المارينز والفرنسيين في لبنان. ويقول ماكسويل «أنظر إلى هذه الفكرة وأقول، أووه، ليس لدينا سجل جيد في الشرق الأوسط، وأرى إنها تحوِّل القوات الأمريكية إلى هدف واضح للهجمات».
الأمريكيون يناقشون مخاطر هذه العملية على رجالهم، والإسرائيليون يرفضون الفكرة، حيث يقول الجنرال آفي مزراحي، القائد السابق للقوات الجوية الإسرائيلية لصحيفة «تايمز» الإسرائيلية «لن أعتمد على قوات أجنبية». وفي المقابل فإن الفلسطينيين قبلوا هذه الخطة «فهم قد ينظرون إليها كما لو كان الأمريكيون يقيدون حركة القوات الإسرائيلية» حسب ماكسويل. أما المشكلة الأخرى فتتعلق بمدة وجود هذه القوات ومتى ستخرج! حسب وجهة نظر الصحيفة الامريكية .
المهم هنا، أن ثمة شيئا حقيقيا يجري وراء الغرف المغلقة، وما حجم المعلومات المتسربة إلا ما يبدو من جبل الجليد، وكل المؤشرات والمعلومات المتسربة تقول إن «الجماعة» قطعوا شوطا كبيرا في إنجاز المشروع الجديد الذي سيجهز على ما بقي من قضية فلسطين، خاصة فيما يتعلق بحق العودة واللاجئين والمياه والقدس، والظاهر أن المفاوض الفلسطيني وفي ظل الغياب الكامل للعرب، سيلقي بنفسه في الحضن «الآخر» بالكامل، حيث لن يجد من يقول له «إلى أين انت ذاهب»!
(الدستور)