الفرح البائس بوفاة شارون!
حلمي الأسمر
جو 24 : فرح البعض بموت شارون يجرحني على غير صعيد، من هذه الأصعدة أنه يكشف كارثة في العقل الجمعي العربي الذي ينتظر نصْرا قَدَريا من السماء، لا منا، نحن ننتظر يدا ما لتنتقم من أعدائنا لا يدنا، لو قتلناه نحن كان لنا أن نفرح، لكن موته كالبعير على فراش العذاب أمر لا يدعو لأي احتفال!
ومع هذا، لا يمنعنا هذا الحدث أن نتأمل فيه على نحو آخر، ثمة أطباء قالوا أن شارون توفي بعد 8 سنوات من الحالة الخضرية الدائمة والتي تتميز بدورات من النوم واليقظة والإحساس والسبات وفتح العينين وإغلاقهما و الكلام غير المفهوم والصراخ، وأدق توصيف لهذه الحالة هو توصيف البروفيسور جاكوب أبل من مستشفى جبل سيناء بولاية نيويورك ان هؤلاء المرضى سجناء داخل أجسامهم ويعانون من عذاب أليم، ما يؤكد أن شارون لم يكن في غيبوبة ولا فاقدا للوعي، بل كان في حالة مرعبة من الصحو، الذي يتيح أكبر كمية من العذاب، وتلك علامة على طريقة تعامل رب العباد مع عبد آبق من عبيده، ارتكب من الآثام ما استحق عليها أن «يكافأ» بالموت، حين يصبح الموت راحة بعيدة المنال!
حتى جنازة هذا المجرم لها إيقاع خاص، على غير ما اعتدنا من جنازات القادة والزعماء، فقد تبين أن أيا من مسؤولين أو شخصيات من قارة أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية لم يحضر حتى اللحظات الأخيرة من بدء مراسم دفن شارون، في الوقت الذي فضلت فيه غالبية دول أوروبا خفض مستوى تمثيلها فى الجنازة التي تقتصر على ما يبدو على 700 فرد من المقربين وأفراد العائلة، إضافة إلى بعض الضيوف الرسميين.
اسم آرائيل شارون في العقل الجمعي الفلسطيني والإنساني، يرتبط بسلسلة من المجازر التي ارتكبها ضد الفلسطينيين، لا سيما مجازر قبية 1953، قتل وتعذيب الأسرى المصريين 1967، اجتياح بيروت، مجزرة صبرا وشاتيلا، استفزاز مشاعر المسلمين باقتحامه للمسجد الأقصى المبارك سنة 2000، مذبحة جنين 2002، والقيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ رجال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ولهذا فقد استحق بجدارة سبعة أعوام طويلة من اللاموت واللاحياة!
في مشهد وفاة هذا المجرم، تستوقفني أيضا غير مسألة، فقد قرأت على فيسبوك أن الداعية فتح الله غولن زعيم حركة «الخدمة» التركية بعث برسالة «تعزية» لـ «الشعب الإسرائيلي» بوفاة شارون، هذه التعزية قيل انها نشرت على حساب غولن على تويتر، ولا ادري مدى صحتها، فقد تعقبت حسابات غولن على تويتر، ولم اجد لها أثرا، وربما وضعت ثم أزيلت، كما أفاد أحد المعلقين، وربما لم توضع أصلا، لا ادري، وستكشف لنا الأيام حقيقة هذا الأمر! للعلم، قبل سنوات طويلة، أصدرت كتيبين عن شارون وسيرته الإجرامية، ومع هذا، ليس لي ولا لغيري إلا أن ننظر إلى الجانب الآخر من حياة هذا القاتل، جانب «خدمته» لمشروع إسرائيل كدولة مجرمة بمعيارنا، و»رائدة» بمعيار أصحاب المشروع، والأسف الكبير الذي يخالج صدورنا حينما نقرأ سيرة هذا الكائن و»دولته» هو أننا بحاجة ماسة لزعامات حقيقية، ليس على منوال إجرامي، بل على منوال الإخلاص للفكرة والمشروع!
(الدستور)
ومع هذا، لا يمنعنا هذا الحدث أن نتأمل فيه على نحو آخر، ثمة أطباء قالوا أن شارون توفي بعد 8 سنوات من الحالة الخضرية الدائمة والتي تتميز بدورات من النوم واليقظة والإحساس والسبات وفتح العينين وإغلاقهما و الكلام غير المفهوم والصراخ، وأدق توصيف لهذه الحالة هو توصيف البروفيسور جاكوب أبل من مستشفى جبل سيناء بولاية نيويورك ان هؤلاء المرضى سجناء داخل أجسامهم ويعانون من عذاب أليم، ما يؤكد أن شارون لم يكن في غيبوبة ولا فاقدا للوعي، بل كان في حالة مرعبة من الصحو، الذي يتيح أكبر كمية من العذاب، وتلك علامة على طريقة تعامل رب العباد مع عبد آبق من عبيده، ارتكب من الآثام ما استحق عليها أن «يكافأ» بالموت، حين يصبح الموت راحة بعيدة المنال!
حتى جنازة هذا المجرم لها إيقاع خاص، على غير ما اعتدنا من جنازات القادة والزعماء، فقد تبين أن أيا من مسؤولين أو شخصيات من قارة أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية لم يحضر حتى اللحظات الأخيرة من بدء مراسم دفن شارون، في الوقت الذي فضلت فيه غالبية دول أوروبا خفض مستوى تمثيلها فى الجنازة التي تقتصر على ما يبدو على 700 فرد من المقربين وأفراد العائلة، إضافة إلى بعض الضيوف الرسميين.
اسم آرائيل شارون في العقل الجمعي الفلسطيني والإنساني، يرتبط بسلسلة من المجازر التي ارتكبها ضد الفلسطينيين، لا سيما مجازر قبية 1953، قتل وتعذيب الأسرى المصريين 1967، اجتياح بيروت، مجزرة صبرا وشاتيلا، استفزاز مشاعر المسلمين باقتحامه للمسجد الأقصى المبارك سنة 2000، مذبحة جنين 2002، والقيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ رجال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ولهذا فقد استحق بجدارة سبعة أعوام طويلة من اللاموت واللاحياة!
في مشهد وفاة هذا المجرم، تستوقفني أيضا غير مسألة، فقد قرأت على فيسبوك أن الداعية فتح الله غولن زعيم حركة «الخدمة» التركية بعث برسالة «تعزية» لـ «الشعب الإسرائيلي» بوفاة شارون، هذه التعزية قيل انها نشرت على حساب غولن على تويتر، ولا ادري مدى صحتها، فقد تعقبت حسابات غولن على تويتر، ولم اجد لها أثرا، وربما وضعت ثم أزيلت، كما أفاد أحد المعلقين، وربما لم توضع أصلا، لا ادري، وستكشف لنا الأيام حقيقة هذا الأمر! للعلم، قبل سنوات طويلة، أصدرت كتيبين عن شارون وسيرته الإجرامية، ومع هذا، ليس لي ولا لغيري إلا أن ننظر إلى الجانب الآخر من حياة هذا القاتل، جانب «خدمته» لمشروع إسرائيل كدولة مجرمة بمعيارنا، و»رائدة» بمعيار أصحاب المشروع، والأسف الكبير الذي يخالج صدورنا حينما نقرأ سيرة هذا الكائن و»دولته» هو أننا بحاجة ماسة لزعامات حقيقية، ليس على منوال إجرامي، بل على منوال الإخلاص للفكرة والمشروع!
(الدستور)