jo24_banner
jo24_banner

الحياة الافتراضية.. ذلك الملاذ المُخدر!

حلمي الأسمر
جو 24 : قامت منظمة «IPSOS»، وهي منظمة متخصصة بإجراء الإحصائيات والأبحاث في مجلات متعددة، بإجراء إحصائية شملت مستخدمي الانترنت في بضع دول عربية منها: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية.
وقد شملت الإحصائية التي أجريت العام المضي الذي غادرنا منذ أيام، عدة مجالات مرتبطة بسلوك مستخدمي الإنترنت في هذه الدول، منها: نوعية المواقع المفضلة، والمواقع الأكثر زيارةً بالإضافة إلى فترة التصفح اليومي حسب نوعية الموقع وذلك بالنسبة لكلا الجنسين.
أظهرت الدراسة أن هناك 1.9 مليون مستخدم للإنترنت في الأردن، حوالي 60% منهم من الذكور. تتراوح أعمار 41% منهم بين 20 إلى 30 عاماً، في حين أن 29% منهم تتراوح أعمارهم من 15 إلى 19 عاماً. وقد تبين حسب الإحصائيات استخدام الإناث لمواقع الموسيقى بشكل أعلى من الذكور، في حين يستخدم الذكور مواقع المواعدة بشكل أعلى مما عند الإناث!
تبين الدراسة أن 87% من الذكور في المملكة الأردنية الهاشمية يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي مقابل 90% من الإناث.
تكشف الدراسة – وهنا بيت القصيد- أن استخدام الذكور في المملكة لشبكات التواصل الاجتماعي لحوالي ساعة و 37 دقيقة يومياً مقابل 48 دقيقة بالنسبة للإناث، أما المواقع الأكثر زيارة، فقد تصدر موقع «Facebook» قائمة المواقع الأكثر زيارة في الأردن، حيث يستخدم 81% من الذكور هذا الموقع مقابل 89% من الإناث، تلاه موقع «Google» بنسبة 74% من الذكور مقابل 70% من الإناث، أما موقع «Youtube» فقد حلّ ثالثاً بمعدل زيارات بلغ 61% عند الذكور مقابل 62% عند الإناث، في حين حظي موقع «Yahoo» بمعدل زيارة بلغ 53% عند الذكور مقابل 52% عند الإناث.
ما يلفت النظر في هذه الأرقام تلك المكانة «الأثيرة» التي يحتلها فيسبوك في حياة الأردنيين، والعرب عموما، ذلك أن هذا الموقع يوفر مجالا لحياة «افتراضية» كاملة بموازاة حياتنا الطبيعية، وغالبا ما يكون ملاذا للكثيرين ممن يجدون «استعصاء» لعيش طبيعي، فيكون الملاذ تلك الحياة الافتراضية الكاذبة، التي قد تتحول مع شيء من الإدمان وطول مدة المكوث فيها، إلى بديل كامل عن الحياة الطبيعية، وهنا الخطورة الكبيرة، فما يجري في حياتنا الطبيعية مليء بالتطورات الخطرة، على غير صعيد، واستغراقنا في الحياة الافتراضية يذهلنا ويصرفنا عن حياتنا الطبيعية، مما يسهل انسحابنا منها، وتركها للمتحكمين فيها، ليفعلوا بها وبنا ما يشاءون!
وثمة جانب آخر للمسألة، فبعض «أصدقاء» فيبسوك يظهرون في حياتك فجأة، ويختفون فجأة، ولا تتذكرهم إلا حينما تلمح فجأة بعض «آثارهم» ويبدو أنه من الأفضل تسمية «أصدقاء» الفيسبوك بأنهم «معارف» لأن الصداقة أكبر بكثير من هذه العلاقة التي تربط بين الناس على شبكات التواصل الاجتماعي، وتتميز بأنها «افتراضية» وربما زائفة في كل معانيها!
ربما يكون ما أقوله هو الجانب الأسوأ في حياة فيسبوك الافتراضية، ولكن هذا لا ينفي وجود جوانب إيجابية كبيرة لهذا الموقع، وما يشابهه من مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن وجب التنبيه لهذا الجانب تحديدا حتى لا يتحول إلى ملاذ مخدر يلهينا عن عظائم الأمور التي تجري في حياتنا الحقيقية!
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news