رؤية إسرائيلية لمستقبل المنطقة!
حلمي الأسمر
جو 24 : رغم كل «النجاحات» التي يبدو أن انقلاب مصر حققها، فلم تهدأ إسرائيل بعد، ولم تطمئن إلى مستقبل مصر كديكتاتورية عسكرية، مُبهّرة بإكسسوارات الديمقراطية، فهم في إسرائيل لا تأخذهم الحماسة المبهرجة، بل يذهبون بعيدا في تحليل المشهد، لأن القصة بالنسبة لهم مع مصر تحديدا، قصة حياة أو موت، ولو رصدنا ردود الفعل التي تصدر بين حين وآخر من قادة رأي عام ومفكرين إسرائيليين، لعلمنا أن «الجماعة» يجتهدون جيدا في إخفاء فرحهم بما تحقق حتى الآن خوفا من تأويلات «المتربصين»، ولكنك تشهد ما بين السطور خوفا عميقا من «الضربات» الارتدادية، التي قد تقلب نتيجة «المباراة»!
الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان، يرأس اليوم أهم مركز تفكير استراتيجي في إسرائيل، وهو «مركز أبحاث الأمن القومي»، وهو يعكس وجهة نظر عميقة، تستشرف المستقبل، ولا تؤخذ بالحدث اليومي، وتحاول أن تتوقع الأخطار قبل حصولها، كاستراتيجية وقائية، يادلين توقع في تحليل استشرافي للبيئة الإستراتيجية الإسرائيلية خلال عام 2014، أن تفشل «الديكتاتورية العسكرية» في مصر كما يسميها، بسبب «تعاظم وعي الجماهير بحقوقها، وتحررها من حالة الخوف والرعب» وهي حالة «لا تسمح بعودة الأمور إلى نقطة الصفر، وتقبل المصريين مجدداً العيش تحت كنف العسكر» كما يقول، وينوه يادلين في التحليل، الذي نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة «جيروزاليم بوست» الثلاثاء إلى أن الرفض الجماهيري لحكم العسكر في مصر سيفضي إلى مخاطر إستراتيجية على إسرائيل خلال عام 2014، لأنه سيشجع حالة عدم الاستقرار ويقلص قدرة الدولة على فرض سيطرتها على سيناء، مما يعني زيادة فرص استهداف «إسرائيل» من قبل «تنظيمات الجهاد العالمي».
وفيما يشكل يأساً من إمكانية نجاح الانقلاب، يستبعد الجنرال عاموس يادلين، نجاح ما أسماه «الديكتاتورية العسكرية»، التي يحاول وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بناءها في مصر في الصمود والبقاء، وإن رأى إن الانقلاب الذي قاده السيسي، ونجاح نظام الأسد في البقاء، جعل عام 2013 نقطة تحول فارقة نحو تراجع التهديدات الإستراتيجية التي تراكمت أمام إسرائيل مع اندلاع ثورات الربيع العربي.
وفي هذا السياق يقول أن الجيش المصري الذي أزاح الأخوان المسلمين عن الحكم، هو المؤسسة الأكثر إيجابية بالنسبة لإسرائيل من بين المؤسسات التنفيذية في مصر، بل يرى في عودة الجيش المصري للعب الدور الرئيس في مصر مصلحة كبيرة لإسرائيل، لأنه سيقلص إلى حد كبير من فرص المس باتفاقية « كامب ديفيد «، التي تمثل أحد أهم أعمدة الأمن القومي «الإسرائيلي»، وهنا يشيد يادلين بشن الجيش المصري حرباً «لا هوادة فيها» ضد ما أسماها بـ»التنظيمات الإرهابية»، وتضييقه الخناق على حركة حماس، معتبراً أن هذه الخطوة قلصت المخاطر الإستراتيجية عن كاهل إسرائيل خلال عام 2013، ويستنتج يادين، بناء على ما سبق، أن موازين القوى مالت خلال 2013 لصالح إسرائيل بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي، إثر انشغال الجيش السوري في حربه ضد شعبه، منوهاً إلى أن هذه الحرب أضعفت بشكل كبير هذا الجيش، وأفقدته الكثير من عتاده، علاوة على أنه يمر في مرحلة تفكك واضحة، وفق كلامه. كما يلاحظ أن خسارة حركة حماس التحالف مع المحور السوري الإيراني عام 2012 وخسارتها العلاقة مع مصر في أعقاب الانقلاب على مرسي، أضعف الحركة، وهو ما مثل نقطة تحول فارقة لصالح إسرائيل، ما أسهم في تمكين السلطة من استئناف المفاوضات مع إسرائيل بهدف التوصل لتسوية للصراع، وهو ما أدى في المقابل إلى تقلص الضغط الدبلوماسي والدولي عن كاهل إسرائيل، وأبطأ - وإن كان بشكل مؤقت – من وتيرة حملة نزع الشرعية عن «الدولة العبرية» التي تعاظمت خلال الأعوام الأخيرة، كما يقول
تحليل يادلين الموسع سيكون مادة للنقاش في مؤتمر كبير سينظمه «مركز أبحاث الأمن القومي» في آذار/ مارس القادم، وحتى ذلك الحين، سنكون في انتظار مفاجآت، ربما تزيد من تشاؤم رؤية يادلين حيال مستقبل مصر، والمنطقة، ذلك أن الصمود الأسطوري للرافضين للانقلاب في مواجهة حملة قمع غير مسبوقة، لا بد وأن يؤثر على مجريات «خريطة الطريق» المهلهلة، التي تحاول لبوس رداء ديمقراطي لم يعد ينطلي حتى على من لا يرى!
(الدستور)
الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان، يرأس اليوم أهم مركز تفكير استراتيجي في إسرائيل، وهو «مركز أبحاث الأمن القومي»، وهو يعكس وجهة نظر عميقة، تستشرف المستقبل، ولا تؤخذ بالحدث اليومي، وتحاول أن تتوقع الأخطار قبل حصولها، كاستراتيجية وقائية، يادلين توقع في تحليل استشرافي للبيئة الإستراتيجية الإسرائيلية خلال عام 2014، أن تفشل «الديكتاتورية العسكرية» في مصر كما يسميها، بسبب «تعاظم وعي الجماهير بحقوقها، وتحررها من حالة الخوف والرعب» وهي حالة «لا تسمح بعودة الأمور إلى نقطة الصفر، وتقبل المصريين مجدداً العيش تحت كنف العسكر» كما يقول، وينوه يادلين في التحليل، الذي نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة «جيروزاليم بوست» الثلاثاء إلى أن الرفض الجماهيري لحكم العسكر في مصر سيفضي إلى مخاطر إستراتيجية على إسرائيل خلال عام 2014، لأنه سيشجع حالة عدم الاستقرار ويقلص قدرة الدولة على فرض سيطرتها على سيناء، مما يعني زيادة فرص استهداف «إسرائيل» من قبل «تنظيمات الجهاد العالمي».
وفيما يشكل يأساً من إمكانية نجاح الانقلاب، يستبعد الجنرال عاموس يادلين، نجاح ما أسماه «الديكتاتورية العسكرية»، التي يحاول وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بناءها في مصر في الصمود والبقاء، وإن رأى إن الانقلاب الذي قاده السيسي، ونجاح نظام الأسد في البقاء، جعل عام 2013 نقطة تحول فارقة نحو تراجع التهديدات الإستراتيجية التي تراكمت أمام إسرائيل مع اندلاع ثورات الربيع العربي.
وفي هذا السياق يقول أن الجيش المصري الذي أزاح الأخوان المسلمين عن الحكم، هو المؤسسة الأكثر إيجابية بالنسبة لإسرائيل من بين المؤسسات التنفيذية في مصر، بل يرى في عودة الجيش المصري للعب الدور الرئيس في مصر مصلحة كبيرة لإسرائيل، لأنه سيقلص إلى حد كبير من فرص المس باتفاقية « كامب ديفيد «، التي تمثل أحد أهم أعمدة الأمن القومي «الإسرائيلي»، وهنا يشيد يادلين بشن الجيش المصري حرباً «لا هوادة فيها» ضد ما أسماها بـ»التنظيمات الإرهابية»، وتضييقه الخناق على حركة حماس، معتبراً أن هذه الخطوة قلصت المخاطر الإستراتيجية عن كاهل إسرائيل خلال عام 2013، ويستنتج يادين، بناء على ما سبق، أن موازين القوى مالت خلال 2013 لصالح إسرائيل بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي، إثر انشغال الجيش السوري في حربه ضد شعبه، منوهاً إلى أن هذه الحرب أضعفت بشكل كبير هذا الجيش، وأفقدته الكثير من عتاده، علاوة على أنه يمر في مرحلة تفكك واضحة، وفق كلامه. كما يلاحظ أن خسارة حركة حماس التحالف مع المحور السوري الإيراني عام 2012 وخسارتها العلاقة مع مصر في أعقاب الانقلاب على مرسي، أضعف الحركة، وهو ما مثل نقطة تحول فارقة لصالح إسرائيل، ما أسهم في تمكين السلطة من استئناف المفاوضات مع إسرائيل بهدف التوصل لتسوية للصراع، وهو ما أدى في المقابل إلى تقلص الضغط الدبلوماسي والدولي عن كاهل إسرائيل، وأبطأ - وإن كان بشكل مؤقت – من وتيرة حملة نزع الشرعية عن «الدولة العبرية» التي تعاظمت خلال الأعوام الأخيرة، كما يقول
تحليل يادلين الموسع سيكون مادة للنقاش في مؤتمر كبير سينظمه «مركز أبحاث الأمن القومي» في آذار/ مارس القادم، وحتى ذلك الحين، سنكون في انتظار مفاجآت، ربما تزيد من تشاؤم رؤية يادلين حيال مستقبل مصر، والمنطقة، ذلك أن الصمود الأسطوري للرافضين للانقلاب في مواجهة حملة قمع غير مسبوقة، لا بد وأن يؤثر على مجريات «خريطة الطريق» المهلهلة، التي تحاول لبوس رداء ديمقراطي لم يعد ينطلي حتى على من لا يرى!
(الدستور)