مساعدات خليجية ورفع ؟!!!
طمأن الملك عبد الله الثاني خلال لقائه بالنواب يوم الاربعاء الماضي على الاوضاع الاقتصادية، مبديا ارتياحه لانفراج قريب بخصوص وصول المساعدات الخارجية من دول مجلس التعاون الخليجي، مشددا على ان الاوضاع الاقتصادية في طريقها للانفراج والتحسن.
إن كانت المساعدات الخليجية سوف تتدفق على الاردن، ترى لماذا اقدمت الحكومة على رفع الاسعار رغم ادراكها للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها ابناء البلد . علما بأن رفع الاسعار لن يحل مشكلة العجز والمديونية ، ووفقا للبيانات المالية فان الرفع سيوفر للخزينة 200 مليون دينار فقط، وهو مبلغ لن يعالج أزمة المديونية الاردنية!
الارتفاعات لا مبرر لها وخاصة اذا ما علمنا ان المواطن لن يحتمل اي رفع ، وربما سيدرك في نهاية الشهر حجم الاثر الذي خلفه قرار الرفع ، وعندها فقط نقول ان الاردنيين راضون او غير راضين عن القرار . المواطن لن يحتمل المزيد من الرفع الذي سينهك الطبقة الوسطى وسيتسبب بتحول غالبيتهم الى فقراء ومهما وصل للأردن من مساعدات مالية ضخمة وكبيرة فلن تحل مشكلة الاقتصاد الاردني هل تعرفون لماذا ؟ اظنكم تعرفون ..
العارفون ببواطن الامور يدركون أن رفع الاسعار جاء بأوامر من صندوق النقد الدولي، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن صندوق النقد الدولي الذي نصح أو بمعنى أدق أمر الاردن برفع الدعم عن الاسعار اشترط أن يصل الدعم للمواطن مباشرة إلا أن الحكومة رفعت الدعم عن الاسعار ولم تضع أية آلية لايصال الدعم لمستحقيه! .
الأصل في الحكومات الاردنية أن تغير نهجها الاقتصادي وبطريقة جذرية، وأن يكون الاعتماد على تنمية الاردن اقتصاديا وجعله دولة صناعية منتجة، بدل أن تبقى دولة تعتمد على المساعدات والمنح والصدقات.
ونعود الى موضوع المفارقة ، كيف يؤكد الملك ان المساعدات الخليجية قادمة قريبا ومع ذلك ترفع الحكومة الاسعار ولا تعبئ بالاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات المنددة بالقرار ؟!
