التوتر طريقك الى السمنة
السمنة إحدى سلبيات نمط الحياة التي يعيشها الإنسان المعاصر والتي تزيد فيها الضغوط النفسية نتيجة الركض المتواصل وراء تحسين مستوي المعيشة وهو عادة ما يكون علي حساب الصحة، وما يهدم الصحة أحيانا.
وتشير العديد من الدراسات الحديثة إلي أن التوتر النفسي يشجع علي تراكم الدهون وبشكل خاص في منطقة البطن والمعدة سواء كان الإنسان بدينا أو نحيفا. وأن الضغط والتوتر والحياة الخالية من الحركة تؤدي إلي الإصابة بالسمنة، حيث إن جسم الإنسان غير مجهز للتوتر المستمر والمزمن الناجم عن المشاحنات اليومية في البيت والعمل، وكذلك الضغوط الخانقة وتلوث الطعام وتناول الوجبات السريعة المليئة بالشحوم المشبعة.
وتأتي خطورة التوتر المزمن، بحسب ما أوردت مجلة "سيدتي"، من استهلاك الغدة الموجودة فوق الكلية لمادة الكورتيزون لتوليد الكورتيزول، والذي يؤدي إلي زيادة سكر الدم وضمور الكتلة العضلية في الجسم، وهو أحد الهرمونات الهامة لحرق السعرات الحرارية الغذائية, كما يأتي توليد الكورتيزول بدوره يؤدي لهبوط مادة البروجسترون لدي السيدات، وما يتبعها من أرق وتوتر وخوف وآلام ونزف شديد مترافق مع الدورة الشهرية، وشراهة للحلويات والشوكولاتة وما يترتب عليه من قلة النوم.
والتوتر المزمن ينقسم إلي نوعين:
- الأول توتر مزمن داخلي سببه تلوث البيئة بالسجائر والرصاص والزئبق، وتلوث المأكولات بالمبيدات الحشرية وخلوها من الكثير من المكونات الغذائية كالمغنسيوم والسيلينيوم, وهي مواد أساسية لعمل الغدة الدرقية ولعمل الأنسولين لضبط سكر الدم, وسبب ذلك هو تأثر التربة الزراعية بتلك المبيدات الحشرية، كما يتلوث الحليب ومشتقاته كاللبن والجبن من هرمونات الاستروجين، جميع هذه السموم تضع عبئا ثقيلا علي الجسم والكبد وتزيد من التوتر الداخلي والالتهابات.
-الثاني فخارجي يؤدي إلي الإفراط في نوع معين من المأكولات كالخبز والأرز والعصائر، وفرط استعمال المضادات الحيوية الذي قد يؤدي إلي زيادة التخمرات والالتهابات في الأمعاء، والقضاء علي الجراثيم الصديقة الموجودة فيها والمسئولة عن تصنيع الكثير من الفيتامينات الأساسية, وتؤدي هذه الالتهابات إلي عبور السموم من الأمعاء إلي الدورة الدموية مما قد يتسبب في توليد مضادات مناعة ذاتية قد تدمر أو تضعف الغدة الدرقية وتبطئ عملية الحرق.
ومن هنا تؤكد الدراسات أن صحة الأمعاء أساسية في تفادي البدانة حيث ثبت أن95% من مادة السرتونين موجودة في جدار الأمعاء, وهي المادة المسئولة عن الحالة المزاجية, ومن هنا نفهم الارتباط المباشر بين الحالة المزاجية والأمعاء.
وتشير العديد من الدراسات التي أجريت إلي أن التوتر النفسي يشجع علي تراكم الدهون وبشكل خاص في منطقة البطن والمعدة سواء كان الإنسان بدينا أو نحيفا، كما توصلت دراسة أخري أجراها باحثون سويديون, تبين من خلالها أنه عندما يكون الإنسان متوترا فإن جسمه يفرز فائضا من هرمون ينشط انزيما يزيد من تركز دهون الجسم بنوع خاص في دائرة البطن، وقد تبين أن النساء البدينات عند البطن تفرز الغدة لديهم نسبة عالية من هرمون الكورتيزول.
وإذا كان الضغط النفسي والتوتر العصبي والقلق أمورا قد تلعب دورا كبيرا في زيادة الوزن, فإن تفهم مضاعفات التوتر علي الصحة وعلاقتها بالسمنة مهم جدا للسعي إلي الطرق الوقائية في التخلص من السمنة، وإذا كان يستحيل علي الإنسان إلغاء مشاكل الحياة، فبالمقابل بإمكانه أن يبدل نمط حياته وعاداته الغذائية. فعندما يكون الإنسان مكتئبا, فإنه قد يبحث عن التعويض من خلال الحب وتفهم الآخرين, وقد يعوض ذلك بالأكل بلا حساب وبشكل مبالغ فيه. والدليل علي ذلك بعض أنواع السمنة المبالغة والمفاجئة( مثل اكتساب عشرات الكيلوجرامات في أشهر قليلة) التي قد تأتي بعد صدمة نفسية كبيرة, فقد لوحظ في هذه الحالات وجود خلل في نظام الجسم, وبالتالي في حرق السعرات الحرارية، ومراكز مراقبة الإحساس بالجوع والشبع.
وللتغلب علي التوتر السلبي ينصح خبراء التغذية:
الإمساك بزمام الأمور فلا أحد يقدر أن يعيش حياتك مكانك ثم تحديد هدفك، وأحيانا يكون من المفيد رؤية الذات من الخارج بتجرد كما لو أنك تتأمل وضع إنسان آخر، واعرف مصادر قوتك وضعفك، فمن خلال ذلك تكتشف بسهولة المصادر التي تمتلكها لمواجهة تحديات الحياة اليومية ولا تكتم مشاكلك في قلبك، فهناك دوما حولك إنسان مستعد للإصغاء إليك ومساعدتك، فحاول أن تبقى إيجابيا وعاون نفسك للخروج من دائرة التوتر.