«وطنية» الصهاينة، ذلك الأمل المهين!
حلمي الأسمر
جو 24 : «التسريبات» المقصودة حول تفاصيل خطة كيري لا تنتهي، وهي بمثابة بالونات اختبار لردود فعل كلا الطرفين، ومن الواضح أنه يتم رصدها بعناية، ودراستها، للاستعداد لمواجهتها، قبل الإعلان «الرسمي» للخطة، وإن بدا انه لم يبق شيء لإعلانه رسميا، بعد أن تكاملت صورتها على نحو أو آخر، وربما يتم «تعديل» بعض التفاصيل بناء على ردود الفعل.
آخر التسريبات التي تولت الإعلان عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول أنها تضمن الإبقاء على جميع المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية، كما تنص على ضم المستوطنات الموجودة في التجمعات الاستيطانية الكبرى لإسرائيل، وتشمل: أرئيل، غوش عتصيون، جبل الخليل، وهي تضم حوالي 80% من المستوطنين. كما تنص على الإبقاء على جميع المستوطنات النائية التي تقع خارج التجمعات الكبرى ضمن «الشيء» الذي سيسمى «الدولة الفلسطينية» وإحدى الأفكار التي تدرس حالياً، تتعلق بتدشين قواعد عسكرية لتبقى في قلب الدولة الفلسطينية، لحراسة هذه البؤر، وفي ضوء هذا، ولأن خطة كيري تطالب الفلسطينيين بالتنازل عن غور الأردن والمستوطنات والقدس التي تقتطع 55% من مساحة الضفة الغربية، فإن ما سيتبقى من أراضٍ لإعلان الدولة الفلسطينية عليها لا يتجاوز 45% من الضفة الغربية، مع العلم أن الخطة تتضمن «صياغات فضفاضة وعمومية» للتسهيل على قيادة السلطة الفلسطينية تمرير «التنازلات المؤلمة» وبالنسبة للعاصمة الفلسطينية، لن تكون القدس بل
في «القدس الكبرى» أي في إحدى البلدات الفلسطينية المحيطة بالقدس، مثل أبو ديس، أما بالنسبة لبقية «التفاصيل» فسيكون على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية «إسرائيل» بما يعني ضمناً التنازل عن حق العودة للاجئين، الذين سيتم استيعابهم حيث هم!
الغريب، وليس بغريب، أن ثمة في الجانب الإسرائيلي من يرفض هذه الخطة ويقاومها بشراسة، وهو موقف ليس غريبا، فإسرائيل في قمة عنفوانها وغلبتها، ولا شيء يدعوها لـ «التنازل» عما أخذته بالقوة، إلا أن «تفرض» شروطها للحل، وهي فرصة سانحة كما يراها «حكماء الصهاينة» قد لا تتوفر مرة أخرى، في المحصلة، نحن نراهن على معسكر الرفض الصهيوني المتشدد، و «وطنيته» في إفشال خطة كيري، وإن بدا أنها ماضية ولا شيء يقف في طريقها إلا هذه «الوطنية» الصهيونية!
وفي ذات السياق، تؤكد وسائل الإعلام «الإسرائيلية» أن كيري طلب من نتنياهو تمكينه من توجيه خطاب لـ «الشعب الإسرائيلي!» في محاولة لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بالعوائد الإيجابية لخطته على أمن «إسرائيل» ومنعتها العسكرية والاقتصادية.، حيث سيحذر الرأي العام «الإسرائيلي» من إمكانية تعرض إسرائيل لمقاطعة كبيرة في حال تم تحميلها المسؤولية عن فشل المفاوضات.، ومن الغرائب، وما هي بغرائب(!) ما أسمته الصحافة الصهيونية بـ « تعاطي كيري العنصري»، حيث أنه لم يطلب توجيه خطاب مماثل للرأي العام الفلسطيني، على اعتبار أن الرأي العام الفلسطيني «ليس مهماً» وعدم أهميته ناشئة من حالة الخذلان العربي والتشظي الذي تعيشه الأمة، لدرجة تدفعنا للتشبث بأمل مهين، هو وطنية إسرائيل، فعلى الرغم من التنازلات الكبيرة التي يطلب كيري من قيادة السلطة تقديمها، إلا أن معظم وزراء نتنياهو يرفضون خطته، فلننتظر وطنية الصهاينة، لعلها «تنفذنا» من رصاصة الرحمة، بل النقمة، التي ستطلق على الجسد الفلسطيني المريض!
(الدستور)
آخر التسريبات التي تولت الإعلان عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول أنها تضمن الإبقاء على جميع المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية، كما تنص على ضم المستوطنات الموجودة في التجمعات الاستيطانية الكبرى لإسرائيل، وتشمل: أرئيل، غوش عتصيون، جبل الخليل، وهي تضم حوالي 80% من المستوطنين. كما تنص على الإبقاء على جميع المستوطنات النائية التي تقع خارج التجمعات الكبرى ضمن «الشيء» الذي سيسمى «الدولة الفلسطينية» وإحدى الأفكار التي تدرس حالياً، تتعلق بتدشين قواعد عسكرية لتبقى في قلب الدولة الفلسطينية، لحراسة هذه البؤر، وفي ضوء هذا، ولأن خطة كيري تطالب الفلسطينيين بالتنازل عن غور الأردن والمستوطنات والقدس التي تقتطع 55% من مساحة الضفة الغربية، فإن ما سيتبقى من أراضٍ لإعلان الدولة الفلسطينية عليها لا يتجاوز 45% من الضفة الغربية، مع العلم أن الخطة تتضمن «صياغات فضفاضة وعمومية» للتسهيل على قيادة السلطة الفلسطينية تمرير «التنازلات المؤلمة» وبالنسبة للعاصمة الفلسطينية، لن تكون القدس بل
في «القدس الكبرى» أي في إحدى البلدات الفلسطينية المحيطة بالقدس، مثل أبو ديس، أما بالنسبة لبقية «التفاصيل» فسيكون على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية «إسرائيل» بما يعني ضمناً التنازل عن حق العودة للاجئين، الذين سيتم استيعابهم حيث هم!
الغريب، وليس بغريب، أن ثمة في الجانب الإسرائيلي من يرفض هذه الخطة ويقاومها بشراسة، وهو موقف ليس غريبا، فإسرائيل في قمة عنفوانها وغلبتها، ولا شيء يدعوها لـ «التنازل» عما أخذته بالقوة، إلا أن «تفرض» شروطها للحل، وهي فرصة سانحة كما يراها «حكماء الصهاينة» قد لا تتوفر مرة أخرى، في المحصلة، نحن نراهن على معسكر الرفض الصهيوني المتشدد، و «وطنيته» في إفشال خطة كيري، وإن بدا أنها ماضية ولا شيء يقف في طريقها إلا هذه «الوطنية» الصهيونية!
وفي ذات السياق، تؤكد وسائل الإعلام «الإسرائيلية» أن كيري طلب من نتنياهو تمكينه من توجيه خطاب لـ «الشعب الإسرائيلي!» في محاولة لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بالعوائد الإيجابية لخطته على أمن «إسرائيل» ومنعتها العسكرية والاقتصادية.، حيث سيحذر الرأي العام «الإسرائيلي» من إمكانية تعرض إسرائيل لمقاطعة كبيرة في حال تم تحميلها المسؤولية عن فشل المفاوضات.، ومن الغرائب، وما هي بغرائب(!) ما أسمته الصحافة الصهيونية بـ « تعاطي كيري العنصري»، حيث أنه لم يطلب توجيه خطاب مماثل للرأي العام الفلسطيني، على اعتبار أن الرأي العام الفلسطيني «ليس مهماً» وعدم أهميته ناشئة من حالة الخذلان العربي والتشظي الذي تعيشه الأمة، لدرجة تدفعنا للتشبث بأمل مهين، هو وطنية إسرائيل، فعلى الرغم من التنازلات الكبيرة التي يطلب كيري من قيادة السلطة تقديمها، إلا أن معظم وزراء نتنياهو يرفضون خطته، فلننتظر وطنية الصهاينة، لعلها «تنفذنا» من رصاصة الرحمة، بل النقمة، التي ستطلق على الجسد الفلسطيني المريض!
(الدستور)