الاردن بلا حبيب.. مرة اخرى
كل سنة في مثل هذا الوقت، يتحول الاردن "عمان خاصة"، الى اللون الأحمر، احتفالا بعيد الحب، يوم ينتظره التاجر، كما ينتظر الصائم وقت الافطار، وينتظره العشاق كما انتظار المسجون حكم الافراج.
في هذا الوقت من السنه، تكثر كلمة الحب، وتزيد معها لا تلقائيا، اشعار نزار القباني، ومقولات احلام مستغانمي، ولكننا ننسى الحب الأول الاردن ويظل الاردن حبيبنا الاول بلا حبيب.
نحن الشعب الاردني، مدنيين كنا او مسؤولين، نفتقد الرومانسية مع الوطن للاسف، نحبه فقط من الخارج، اي بالمظاهر، فحب الاردن بالنسبة للمواطن هي اغان يسميها وطنية وهي للاسف "طاق طاق طاقيه"، وتكثر الاعلام التي تزين سياراته وانا اكاد اجزم انه لا يعرف لماذا نجمة علم الاردن سباعية! هذا اذا علم انها سباعية بالاصل.
تخيلوا لو عاش المواطن حالة عشق مع الوطن، هل سيكون هنالك مال سياسي؟ ازبال على الطرقات؟ هل سنقطع الاشجار؟
ماذا سيكون حال الاردن لو ان المسؤولين عاشوا حالة هيام مع الوطن؟ هل كان انتشر بيننا سرطان الفساد؟ هل كنا لنرى سماسرة اوطان؟ موطنين؟
للاسف سوف تكثر "الهلهلات" وتطول..
هنالك خرافة او قصة لا يهم، ان شخصا يدعى كيوبد يحمل سهما، رأسه على شكل قلب حب، يطلق اسهمه على الناس فيجعلهم يعشقون بعضهم!
اه يا كيوبد كم نحن بحاجة لسهمك هذا، تارة يصيب المواطن وتارة اخرى يصيب المسؤول.
كم نحن بحاجة لسهمك في رأس من يشوه سمعة الوطن ويعمل ضده، كفانا ان نتكلم عنه.
شيء جميل ان نحتفل بالحب لكن الاجمل ان تكون كل ايامنا حبا، دون ان ننسى بلدنا الذي علمنا الحب ومعنى الحياة.
كم أنا حزين على حالك يا بلدي، عيد حب اخر ولم تجدي بعد ذلك الذي يهتم، مع انك قدمت له الكثير ليحبك وهو لم ينتبه، ولكن لا تقلق فالحب هو بالنهايه بصيص امل تعلق به وتحمل ليس فقط لاجلك بل لاجلنا جميعا.