jo24_banner
jo24_banner

ثورة أوكرانيا: نقاط على الحروف!

حلمي الأسمر
جو 24 : ما الذي حدث في أوكرانيا؟ قرأت الكثير وتابعت الكثير، ورأت كيف ذهب المحللون مذاهب شتى في تفسير ما حدث، وبين ذلك الكم الهائل من الرؤى تبرز بضع حقائق، يجدر بنا في بلاد الربيع العربي، (الذي أصر على تسميته هكذا) أن يقرأوها جيدا ويعوها أكثر..
أولا/ هزني كثيرا مشهد تضمنه فيديو وضعه الثوار الأوكرانيون على يووتيوب يظهر عرضهم لفيلم مصري وثائقي عن ثورة يناير يدعى «الميدان» وهو يسجل وقفات المصريين في ميدان التحرير حينما ثاروا على مبارك، ويسجل لحظات مؤثرة جدا على وجوه الأوكرانيين الذين سالت دموعهم وهم يرون وقائع الثورة المصرية، التي ألهمتهم، حيث عرض الفيلم على شاشات ضخمة في ميدان أوكرانيا يوم 28 يناير 2014.
ثانيا/ جلب الرئيس «المخلوع» يانوكوفيتش الثورة لاوكرانيا مرتين: الأولى عام 2004 حيث أدى تزوير الانتخابات التي فاز بها للثورة البرتقالية. وبعد 10 أعوام واجه الثورة الثانية، وانتصرت عليه، وذلك حينما أعادته الدولة العميقة، كما أعادت كل رموزها، وكأن الثورة لم تقم، بعد أن بدا أن الثورة المضادة انتصرت عليها، ولم تكد تهدأ أوكرانيا طيلة هذا العقد، إلى أن انفجرت الأوضاع وانتصر الشعب الأوكراني على الثورة المضادة التي قادتها الدولة العميقة، هذا يعني أن الأمل بالنصر يجب أن لا يقاس بالأشهر أو حتى بالسنوات، ولكن المهم أن لا خبو جذوته، وأن لا يستسلم القوم لدعاة اليأس والتيئيس، ولو استغرق الأمر بعض الوقت، يقول تشرشل: النصر سيكون لمن يفرغ حمام السباحة بفنجان !
ثالثا/ يقال، إن ساحة أوكرانيا كانت مرتعا للحرب الباردة بين روسيا وامريكا، كما هو شأن كثير من الساحات، وهذا صحيح، لكن أيا من القوتين لم يكن ليستطيع أن يحسم ما يجري في ميدان الاستقلال في كييف بدون الأوكرانيين أنفسهم، صحيح ان الاتحاد الأوروبي مثلا حذر الجيش من التدخل في السياسة، وصحيح أن روسيا لوحت بالمليارات لمساعدة نظام المخلوع يانوكوفيتش، ولكن الصحيح أيضا أن بوتين وأوباما كانا على تواصل دائم ولا نقول تفاهم، بشأن أوكرانيا، ولو لم يحسم الأوكرانيون أنفسهم المعركة لما تمكن أحد من فعل شيء، فالدول الخارجية شأنها شأن مشجعي كرة القدم، تبعث الهمة في نفوس اللاعبين، لكن تسجيل الأهداف لا بد أن يتم بأقدام من يتحرك في الميدان!
رابعا/ لم تزل ثورات الربيع العربي قادرة على إلهام الشعوب بالتحرر، وأي تشويه لهذه الثورات لا يخرج عن أحد احتمالين، الأول سوء فهم ناتج عن سوء تصوير لهذه الثورات وتشويه مقصود، والثاني تدمير أي أمل في نفوس الثوار، وإقناعهم أنها تجلب الدم والدمار والفوضى، وهذا هو لسان حال الدكتاتور حيثما كان: أنا أو الفوضى، لإرعاب وإرهاب كل من يفكر بالتغيير!
أخيرا..
ثورة أوكرانيا، شاء من شاء وأبى من أبى، هي واحدة من الثورات التي استمدت إلهامها من الثورات العربية، وخاصة ثورة مصر...
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news