ألين لحود تريد العالمية لغنائها قبل النجاح المحلي!
جو 24 : وبعدما خرجت المغنية اللبنانية ألين لحود من برنامج «ذا فويس» في نسخته الفرنسية خالية الوفاض، بات واجباً الحديث عن «هجرة» النجوم إلى التلفزيون، والمشاركة في برامجه الغنائية، وما هي أسباب تلك الهجرة القسريَّة؟
يُدرك المتابعون أن السنوات الخمس الماضية، كانت كارثية بالنسبة إلى الأغنية العربية، إذ لم تُحقق نجاحات تذكر، ولم تَبرز أعمال سجّلت نسب مبيعات قياسية، على عكس السنوات الأولى من الألفية الثالثة مع مغنين كإليسا وعمرو دياب. ويعود ذلك إلى أسباب عدّة أهمها، الثورات التي اجتاحت بلداناً عربية، ما أثّر في المطربين أنفسهم، إذ منهم من ساند النظام، ومنهم من وقف بجانب المعارضة، ما ساهم في هبوط أسهمهم أو ارتفاعها لدى الجمهور.
ويبدو لافتاً أن الثورات العربية أنتجت مجموعات فنية جديدة، تختلف في أفكارها وألحانها وكلماتها عما سبقها، فبدت أكثر تحرراً وانتقاداً للأوضاع، وجرأة في طرح مواضيع الدين والعرق والسياسة والهوية.
ومع ثورة الفضائيات العربية، وتبنيها برامج غنائية غربية وتعريبها، احتدمت المنافسة وبات كل من يملك صوتاً وإن عادياً يطلب الشهرة. ولأن هذه البرامج تمنح شهرة ولو موسمية للمشاركين، تقدّمت ملايين المواهب لتجارب الأداء، إلى أن باتت هذه البرامج تقدّم أصواتاً رائعة ورخيمة، وتمنح ألقاباً للفائزين وتتبناهم فنياً. والأمثلة كثيرة على ذلك، وأهمها ما حصل مع نجم «آراب آيدول» الفلسطيني محمد عساف، وكيف تحوّل من شخص عادي إلى نجم عربي بمقاييس النجومية الحالية.
وبما أن سوق الكاسيت في سبات عميق، لجأ بعض المغنين إلى تقديم البرامج، حفاظاً على لياقتهم الفنية، ولعدم الابتعاد عن الجمهور، خصوصاً أن الطلة الأسبوعية من خلال الشاشة الصغيرة، تغني عن عشرات الأغاني أحياناً.
وحقق بعض المغنين كعلي الديك وأصالة وأروى ومايا دياب نجاحات ملحوظة في تقديم البرامج ونالوا نسب مشاهدة عالية، ما ساعد على استمرارهم لأكثر من موسم على الشاشة.
ويلاحظ أيضاً أن الاهتمام بالفيديو كليب، لم يعد كما كان نهاية تسعينات القرن الماضي، وتقلصت الموازنات، باستثناء بعض الأسماء، لأسباب كثيرة منها افتقار المخرج العربي إلى الابتكار والتجديد في الصورة، واعتماد بعضهم على «استعارة» كليبات أجنبية، والإكثار من العري أحياناً بطريقة لا تخدم العمل المصوّر.
إذاً، بات مفهوماً أن التلفزيون هو الطريق الأسرع إلى قلب المشاهد، وأن الإطلالة الأسبوعية في برنامج غنائي ما، والتحدّث إلى الجمهور عن الانفعالات والمشاعر والعواطف، يقرّب المشارك أكثر من الناس، ويمنحه صورة مختلفة عما يظهر بها عن المسرح أو في الفيديو كليب.
حلم العالمية
لكل هذه الأسباب التي تقدّمت، حاولت ألين لحود تجربة حظها في برنامج «ذا فويس» في نسخته الفرنسية، آملة الوصول إلى العالمية، والعمل مع منتجين أجانب. وما أن أطلت في مشاركتها الأولى وغنت أغنية والدتها سلوى القطريب «خدني معك»، حتى جن جنون لجنة الحكم، وأُغرِقت الفنانة الجملية بجمل الإطراء والإعجاب بصوتها وطلتها. واحتلت المغنية الشابة فجأة نشرات الأخبار والتقارير الفنية في لبنان، ومن لم يسمع بها سابقاً، سمعَ بها حتى ملّ من اسمها. وما إن خرجت من البرنامج من مرحلته الثانية، حتى راح بعضهم يتحدث عن مؤامرة ضدها وعن عدم وقوف الفنان البريطاني من أصل لبناني ميكا بجانبها ودعمها. ولكن ماذا حصل فعلاً؟
ولدت ألين لحود عام 1981، وهي مغنية وممثلة لبنانية وابنة المطربة سلوى القطريب والمنتج ناهي لحود. استعادت العديد من أغاني أمها، في حين أن أعمالها الخاصة قليلة جداً، عرفها الجمهور اللبناني عبر مشاركتها في بعض المسلسلات والمسرحيات الغنائية. تحلم بالوصول إلى العالمية منذ صغرها، وتعمل على ذلك، إنما بطريقة خاطئة!
لا تتمتع لحود بشعبية حـقيـقيـة في لبـنان، كما أن صوتها لا يـعتـبر من الأصوات المهمة مقارنة ببعض الأصوات الأنـثـوية القوية والكثيرة في بلد يعج بالمواهب، لكنها تملك صوتاً جميلاً وليـس استـثنـائـياً ولا يـخـولـها أن تكون في المقدم لا لـبنانياً ولا عربـياً، كما أن أعمالها الخاصة لم تـحـقق نجـاحـات تــذكر، ولم تـقدر على منـافــسـة زميـلاتـها فـي المهــنة.
وإذا استعرضنا سريعاً تجربة أي نجم عالمي، نلاحظ مروره في مراحل عدّة للوصول إلى القمة، منها الشهرة في محيطه أولاً بين أهله وجمهوره، ومن ثم الانتقال إلى الخارج القريب، وفي فترة لاحقة إلى الخارج البعيد والقارات الأبعد عن قارته، مع ضرورة تطوير موسيقاه والعمل على توسيع خياراته الفنية.
يقول أحد المعلقين على مشاركة لحود في فرنسا، إنها أرادت القفز إلى العالمية من دون المرور بالمحلية، ومن دون أن يعرفها جمهور بلدها أولاً. ويبدو هذا التعليق في مكانه، خصوصاً أن الفنانة مقلة في مشاركاتها المحلية، ولم تبنِ علاقة وطيدة مع جمهور بلدها، أو مع الجمهور العربي عموماً، والسؤال: لماذا لم تُشارك في النسخة العربية من البرنامج، وفضلت المشاركة بالنسخة الأجنبية وتقديم أغنية عربية؟
قد تبدو مشاركتها في البرنامج العربي غير مقنعة وربما ليست هدفاً لها، هي التي تعتبر نفسها نجمة، ومن غير الممكن أن يحكم على موهبتها أو يضمها إلى فريقه فنان عربي أو من أبناء بلدها، لذا فضلت المشاركة الفرنسية بحثاً عن شهرة في غير محيطها، ولأن فكرة انضمامها إلى أي من نجوم لجنة التحكيم لن يُرتّب عليها مأزقاً نفسياً أو ذاتياً هي في غنى عنه.
أسماء لامعة في الغناء العربي بدأت مسيرتها الفنية من برامج غنائية، لكنها أسست وراكمت تجارب وخبرات، ويتكرر الأمر ذاته اليوم مع مغنين واعدين لكنهم لم ينالوا الشهرة التي يصبون إليها، فيشاركون في برامج تلفزيونية لتدعيم موهبتهم والاستفادة من سحر الشاشة.
وخير مثال على ذلك محمد عساف الشاب الذي جال كثيراً في مسارح فلسطين المحتلة، إلى أن حصد لقب «آراب آيدول»، وبات صوتاً ينافس بضراوة نجوماً مخضرمين. على ألين لحود أن تُثبِّت خطواتها الفنية وتدرسها جيداً وتعمل جاهدة وتنجح في محيطها أولاً، قبل التفكير في العالمية."الحياة"
يُدرك المتابعون أن السنوات الخمس الماضية، كانت كارثية بالنسبة إلى الأغنية العربية، إذ لم تُحقق نجاحات تذكر، ولم تَبرز أعمال سجّلت نسب مبيعات قياسية، على عكس السنوات الأولى من الألفية الثالثة مع مغنين كإليسا وعمرو دياب. ويعود ذلك إلى أسباب عدّة أهمها، الثورات التي اجتاحت بلداناً عربية، ما أثّر في المطربين أنفسهم، إذ منهم من ساند النظام، ومنهم من وقف بجانب المعارضة، ما ساهم في هبوط أسهمهم أو ارتفاعها لدى الجمهور.
ويبدو لافتاً أن الثورات العربية أنتجت مجموعات فنية جديدة، تختلف في أفكارها وألحانها وكلماتها عما سبقها، فبدت أكثر تحرراً وانتقاداً للأوضاع، وجرأة في طرح مواضيع الدين والعرق والسياسة والهوية.
ومع ثورة الفضائيات العربية، وتبنيها برامج غنائية غربية وتعريبها، احتدمت المنافسة وبات كل من يملك صوتاً وإن عادياً يطلب الشهرة. ولأن هذه البرامج تمنح شهرة ولو موسمية للمشاركين، تقدّمت ملايين المواهب لتجارب الأداء، إلى أن باتت هذه البرامج تقدّم أصواتاً رائعة ورخيمة، وتمنح ألقاباً للفائزين وتتبناهم فنياً. والأمثلة كثيرة على ذلك، وأهمها ما حصل مع نجم «آراب آيدول» الفلسطيني محمد عساف، وكيف تحوّل من شخص عادي إلى نجم عربي بمقاييس النجومية الحالية.
وبما أن سوق الكاسيت في سبات عميق، لجأ بعض المغنين إلى تقديم البرامج، حفاظاً على لياقتهم الفنية، ولعدم الابتعاد عن الجمهور، خصوصاً أن الطلة الأسبوعية من خلال الشاشة الصغيرة، تغني عن عشرات الأغاني أحياناً.
وحقق بعض المغنين كعلي الديك وأصالة وأروى ومايا دياب نجاحات ملحوظة في تقديم البرامج ونالوا نسب مشاهدة عالية، ما ساعد على استمرارهم لأكثر من موسم على الشاشة.
ويلاحظ أيضاً أن الاهتمام بالفيديو كليب، لم يعد كما كان نهاية تسعينات القرن الماضي، وتقلصت الموازنات، باستثناء بعض الأسماء، لأسباب كثيرة منها افتقار المخرج العربي إلى الابتكار والتجديد في الصورة، واعتماد بعضهم على «استعارة» كليبات أجنبية، والإكثار من العري أحياناً بطريقة لا تخدم العمل المصوّر.
إذاً، بات مفهوماً أن التلفزيون هو الطريق الأسرع إلى قلب المشاهد، وأن الإطلالة الأسبوعية في برنامج غنائي ما، والتحدّث إلى الجمهور عن الانفعالات والمشاعر والعواطف، يقرّب المشارك أكثر من الناس، ويمنحه صورة مختلفة عما يظهر بها عن المسرح أو في الفيديو كليب.
حلم العالمية
لكل هذه الأسباب التي تقدّمت، حاولت ألين لحود تجربة حظها في برنامج «ذا فويس» في نسخته الفرنسية، آملة الوصول إلى العالمية، والعمل مع منتجين أجانب. وما أن أطلت في مشاركتها الأولى وغنت أغنية والدتها سلوى القطريب «خدني معك»، حتى جن جنون لجنة الحكم، وأُغرِقت الفنانة الجملية بجمل الإطراء والإعجاب بصوتها وطلتها. واحتلت المغنية الشابة فجأة نشرات الأخبار والتقارير الفنية في لبنان، ومن لم يسمع بها سابقاً، سمعَ بها حتى ملّ من اسمها. وما إن خرجت من البرنامج من مرحلته الثانية، حتى راح بعضهم يتحدث عن مؤامرة ضدها وعن عدم وقوف الفنان البريطاني من أصل لبناني ميكا بجانبها ودعمها. ولكن ماذا حصل فعلاً؟
ولدت ألين لحود عام 1981، وهي مغنية وممثلة لبنانية وابنة المطربة سلوى القطريب والمنتج ناهي لحود. استعادت العديد من أغاني أمها، في حين أن أعمالها الخاصة قليلة جداً، عرفها الجمهور اللبناني عبر مشاركتها في بعض المسلسلات والمسرحيات الغنائية. تحلم بالوصول إلى العالمية منذ صغرها، وتعمل على ذلك، إنما بطريقة خاطئة!
لا تتمتع لحود بشعبية حـقيـقيـة في لبـنان، كما أن صوتها لا يـعتـبر من الأصوات المهمة مقارنة ببعض الأصوات الأنـثـوية القوية والكثيرة في بلد يعج بالمواهب، لكنها تملك صوتاً جميلاً وليـس استـثنـائـياً ولا يـخـولـها أن تكون في المقدم لا لـبنانياً ولا عربـياً، كما أن أعمالها الخاصة لم تـحـقق نجـاحـات تــذكر، ولم تـقدر على منـافــسـة زميـلاتـها فـي المهــنة.
وإذا استعرضنا سريعاً تجربة أي نجم عالمي، نلاحظ مروره في مراحل عدّة للوصول إلى القمة، منها الشهرة في محيطه أولاً بين أهله وجمهوره، ومن ثم الانتقال إلى الخارج القريب، وفي فترة لاحقة إلى الخارج البعيد والقارات الأبعد عن قارته، مع ضرورة تطوير موسيقاه والعمل على توسيع خياراته الفنية.
يقول أحد المعلقين على مشاركة لحود في فرنسا، إنها أرادت القفز إلى العالمية من دون المرور بالمحلية، ومن دون أن يعرفها جمهور بلدها أولاً. ويبدو هذا التعليق في مكانه، خصوصاً أن الفنانة مقلة في مشاركاتها المحلية، ولم تبنِ علاقة وطيدة مع جمهور بلدها، أو مع الجمهور العربي عموماً، والسؤال: لماذا لم تُشارك في النسخة العربية من البرنامج، وفضلت المشاركة بالنسخة الأجنبية وتقديم أغنية عربية؟
قد تبدو مشاركتها في البرنامج العربي غير مقنعة وربما ليست هدفاً لها، هي التي تعتبر نفسها نجمة، ومن غير الممكن أن يحكم على موهبتها أو يضمها إلى فريقه فنان عربي أو من أبناء بلدها، لذا فضلت المشاركة الفرنسية بحثاً عن شهرة في غير محيطها، ولأن فكرة انضمامها إلى أي من نجوم لجنة التحكيم لن يُرتّب عليها مأزقاً نفسياً أو ذاتياً هي في غنى عنه.
أسماء لامعة في الغناء العربي بدأت مسيرتها الفنية من برامج غنائية، لكنها أسست وراكمت تجارب وخبرات، ويتكرر الأمر ذاته اليوم مع مغنين واعدين لكنهم لم ينالوا الشهرة التي يصبون إليها، فيشاركون في برامج تلفزيونية لتدعيم موهبتهم والاستفادة من سحر الشاشة.
وخير مثال على ذلك محمد عساف الشاب الذي جال كثيراً في مسارح فلسطين المحتلة، إلى أن حصد لقب «آراب آيدول»، وبات صوتاً ينافس بضراوة نجوماً مخضرمين. على ألين لحود أن تُثبِّت خطواتها الفنية وتدرسها جيداً وتعمل جاهدة وتنجح في محيطها أولاً، قبل التفكير في العالمية."الحياة"