jo24_banner
jo24_banner

رحلة إلى دير "مار إلياس"

رحلة إلى دير مار إلياس
جو 24 : تنتشر في عجلون بالأردن كنائس وأديرة، بعضها مأهول يخدم سكان المنطقة المسيحيين، إلا أن دير مار إلياس، الواقع أعلى قمة جبل غرب قلعة عجلون الشهيرة، يحتل مكانة خاصة منذ بدأت ترميم آثاره نهاية القرن الماضي.

بعد خروجك من عمّان إلى طريق جرش لا تلاحظ أي إشارة إلى دير مار إلياس، وإن كانت هناك علامات طريق على دير السيدة العذراء وغيره من مواقع المنطقة ما بين جرش وعجلون.

تظل تسأل إلى أن تعرف أن أقرب بلدة للدير هي "اشتفينا"، نحو 15 كيلومترا غرب مدينة عجلون، ومن اشتفينا تصعد وسط غابات تميز المنطقة حتى تصل إلى طريق نصف معبد، يصعد بك إلى حيث الدير.

يقع مكتب شرطة السياحة الأردنية عند مدخل واضح أنه حديث البناء كأنه في إطار خطة الترميم، لكنك تلحظ بسرعة أنه لا علاقة له بالدير القديم الذي ضم كنيستين.

ومن الواضح أن أعمال الترميم التي بدأت قبل نحو 15 عاما تنشط حينا، وتهدأ في حين آخر.

حين وصلنا موقع الدير، لم يكن به أحد سوى شرطي السياحة وموظف في الموقع، وإن انضمت بعد قليل عائلة مسيحية جاءت لتعلق بعض الأمنيات في شجرة سدر في الطرف الشمالي من الكنيسة العلوية.

بعد المدخل، وكأنما نحتت في سفح تلة الجبل، بقايا الكنيسة السفلية، وفي آخرها مكان عليه أثر إضاءة شموع معلق عليه صورة للنبي إيليا، وصورة مار إلياس وصلاة/دعاء للقديس الذي سمي الدير باسمه.

وفي الأعلى أكثر أعمال الترميم التي تحاول إعادة الأرضية الفسيفسائية وبعض الجدران من أحجار وقطع أعمدة بقايا الدير.

نبي أم قديس

تعود أهمية ذلك الأثر إلى ما أثير من قبل عن أنه ربما كان المقصود بمار إلياس هو نبي الله إلياس عليه السلام.

ومما عزز ذلك العثور على نص كتابي باللغة اليونانية فوق أرضية الفسيفساء، ذكر فيه النبي إلياس بالاسم.

كما يعتقد بأن قرية "لستب" التي تقع على بعد نصف كيلومتر إلى الغرب من موقع الكنيسة هي بالأصل منطقة تشبه التي ورد ذكرها في العهد القديم، وتمثل مسقط رأس النبي إلياس.

إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي دلائل أثرية على أن الموقع يرجع إلى فترة العصر الحديدي وهي الفترة التي عاش فيها النبي إلياس (ما بين 910 و068 ق.م).

ويحتاج إثبات ذلك إلى عمل مجّسات اختبار في المنطقة لمعرفة ما إذا كانت مشغولة في العصر الحديدي أم لا.
سكاي نيوز
تابعو الأردن 24 على google news