من هي قوى الشد العكسي يا جودة؟
القى وزير الخارجية ناصر جوده امس الاربعاء، في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بواشنطن محاضرة تناول خلالها العديد من القضايا التي تشهدها وتمر بها منطقة الشرق الاوسط لا سيما الربيع العربي وعمليه السلام والوضع في سوريا، اضافة الى الاصلاحات التي ينفذها الاردن.
وعرض جوده خلال اللقاء الذي حضرته رئيسة المؤسسة جسيكا ماثيوز واعضاء المؤسسة وعدد من الدبلوماسيين والاكاديميين والاعلاميين والمهتمين والمدعوين، الانجازات التي حققها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية، مشيرا الى حزمة القوانين التي تم انجازها اخيرا والتي لم يتبق منها الا الانتهاء من قانون الانتخاب ليصار الى اجراء انتخابات نيابية قبل نهاية العام الحالي.
واكد جوده أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية بدأت في الاردن قبل فترة طويلة من بداية الربيع العربي.
لافتا الى ان البعض قاوم هذه الاصلاحات لاسباب عديدة الا ان الربيع العربي اعطى الفرصة لجلالة الملك الى تعجيل الاصلاحات التي كان يتوق اليها.
كعادته دائما يستعرض جودة عضلاته الدبلوماسية في كل المحافل والمناسبات، وينسب لنفسه بطولات " دونكوشوتية" ليس لها واقع.
فعن أي اصلاح تتحدث يا جودة خصوصا الاصلاحات الاقتصادية التي تزعم أن الاردن قام بها! ونحن نشهد ارتفاعا في الاسعار وتناميا في الفقر بعد أن حولتم الاردن إلى بلد يعيش على المنح والمساعدات تماما كدور الايتام على موائد اللئام!
الجميل في تصريحاتك هو حديثك عن قوى خفية كانت ضد اصلاحات الملك عبد الله الثاني، وأخيرا تم الاعتراف أن هناك من يعطل الاصلاح في الاردن.
ولكن لم تخبرنا من هي تلك القوى ومن يساندها، وما هو حجمها الفعلي ، وكيف تتحدى الملك وقرارته وهو رأس الهرم السياسي !
نظن أنه واجب عليك أن تتحلى بالشجاعة وتفضحها إن كانت موجودة بالفعل، كما فعل مستشار وزير الزراعة حين فضح قضايا الفساد وتحدث عن رئيس الديوان الملكي.
بقي أن نهمس في اذنك أن بعض السياسيين حين يكتشف امرهم ويظهر أنهم لم ينجزوا شيءً يبدأون باستخدام اسلوب قديم – جديد وذلك بتعليق فشلهم على قوى خفية تعطل مسيرة عملهم لتبرير اخفاقهم، وتكون تلك القوى من صنع خيالهم.
ثم اين هو الاصلاح الذي تحقق يا معالي الوزير ؟ هل تعتبر الصيغة المقترحة لقانون الانتخاب له علاقة بالاصلاح ؟ هل سجن الصحفيين اصلاح ؟ هل مراقبة مكاتبهم اصلاح؟ هل رفع الاسعار على الفقراء اصلاح ؟ هل الاعتداء على المتظاهرين السلميين اصلاح ؟