مطالب شعبية وحراكية بإسقاط مجلس النواب بعد إخفاقه بالانتصار لدم زعيتر
منار حافظ - طالب ناشطون وحراكيون بحجب الثقة عن مجلس النواب وطرح الثقة بهم بعد أن منحوا ثقتهم بالأغلبية لحكومة عبد الله النسور، الثلاثاء.
واحتج الشارع الأردني على استهتار الحكومة والنواب بكرامة الأردنيين وعدم رد اعتبارهم بعد قتل "إسرائيل" للشهيد القاضي رائد زعيتر على معبر الكرامة قبل عدة أيام.
وبعد طول انتظار وسباقات إعلامية في التصريح بين النواب وتهديدهم بطرح الثقة في الحكومة إذا لم تطرد السفير "الإسرائيلي" وتفرج عن الجندي المعتقل أحمد الدقامسة، أفضت الجلسة اليوم عن تهاون واضح من أغلبية نيابية لا تمثل صوت الشعب وقررت لأجل مصالحها منح الثقة بالنسور وحكومته.
وقال الإعلامي والناشط عمر العياصرة: أن منح الثقة لحكومة النسور من قبل النواب هو خدش لكرامة الأردنيين ومهزلة سياسية.
وأضاف في حديثه لـ Jo24: أن قرارات مجلس النواب السلبية متوقعة كونها صادرة عن مجلس يدار من السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية.
وبين بأن جلسة اليوم أثبتت أن العلاقة مع "إسرائيل" هي خط أحمر والإفراج عن الدقامسة يعتبر مساسا بالمصالح الحيوية، بالنسبة للحكومة، الأمر الذي يعني أننا نعيش أزمة حقيقية.
وطالب العياصرة النواب الذين حجبوا الثقة عن النسور بالإستقالة للضغط على المجلس والحكومة ، كما طالب بالتحرك لإسقاط هذا المجلس كما تم إسقاط برلمان الـ 111.
واعتبر الناشط في الحراك الإسلامي ثابت عساف أن قرار مجلس النواب كان متوقعا باعتبار أن قانون الصوت الواحد أفرز مجلسا لا يمثل إرادة الشعب وإنما الإرادة الرسمية.
وبين لـ Jo24 أن النظام تعاطى سلبيا مع قضية زعيتر بتبنيه للرواية الصهيونية، لافتا إلى مجلس النواب يمثل السلطة التنفيذية ولا يمثل نبض الشارع الذي انتفض في كل المحافظات وفي الجامعات للانتصار لدم زعيتر.
وأشار عساف إلى الفعاليات العفوية التي انتفض فيها الأردنيون للمطالبة بالإفراج عن الدقامسة.
وأكد أن مجلس النواب فاقد للشعبية وغير معترف به، وخطابات النواب الرنانة جاءت لامتصاص غضب الشارع وتنفيس الحالة.
من جهته قال الناشط والحراكي نعيم الخصاونة : أن الأردنيين تعلموا درسا جديدا في خداعهم من قبل النواب.
وأكد الخصاونة لـ Jo24 أن النواب يناقضون أنفسهم بين ما يقولون وردود أفعالهم العكسية، متسائلا: " لماذا تطالبون الحكومة إذا كنتم غير مقتنعين؟" .. وتابع: "لا ألوم الحكومة لأنها روضت النواب ولكن ألوم النواب الذين لا يمثلون حتى أنفسهم ،وحتما هم لا يمثلون الشعب".
وأشار إلى أن الحراكيين وتحديدا تنسيقية حراك إربد كانوا قد أعلنوا مقاطعة الإنتخابات وعدم قبولهم لمجلس النواب كممثل للشعب ، مطالبا بأن تعمل القوى الشعبية على تشكيل مجلس وطني بديل عن مجلس النواب الذي صار أضحوكة.وفقا لتصريحاته.
وأما الحراكي هشام الحيصة فقد أكد بأن موقف النواب رغم أنه مستهجن إلا أنه لم يكن مستغربا من مجلس أتى بالتزوير والمال السياسي ، معتبرا أن هؤلاء النواب يقفون في صف الفساد وما تمليه عليهم المنظومة الأمنية.
وبين لـ Jo24 أن موقف الحكومة والنواب دليل على الاستهتار بالشعب الأردني وكرامته.
وطالب الحيصة بإسقاط الحكومة ومجلس النواب وإيجاد قانون انتخاب توافقي يؤدي إلى إصلاحات شاملة.
وقال الناشط معين الحراسيس: "لم نكن نتوقع أن ينتج عن النواب غير ذلك وكل التصريحات لا تتعدى كونها فقاعات إعلامية .. تمخض الجمل فولد فأرا".
ورفض الحراسيس في تصريحه لـ Jo24 الإعتراف مجلس الأمة نوابا وأعيانا،مؤكدا أن مقاطعته والحراكيين للانتخابات جاء نتيجة لتحكم القبضة الأمنية بالمجلس.
وفي حين شكل تصويت النواب بمنح الثقة للحكومة صدمة لعدد من المواطنين ،إلا أنه أعطى دفعة قوية للآخرين للتمسك برأيهم في رفض مجلس نواب لم يمثل يوما رأي الشعب ولم يؤيده في أي قرار يتخذه.