قراءة أولية في نتائج انتخابات نقابة المعلمين!
حلمي الأسمر
جو 24 : حتى قبل يوم واحد من انتخابات نقابة المعلمين في الأردن، كان ثمة غموض وتوجس من النتائج في كلا طرفي المعادلة، المتنافسين على الاستئثار بأصوات أكثر من مائة ألف من معلمي الأردن، يمثلون على نحو أو آخر مؤشرا قويا على إيقاع الشارع، واتجاهاته المختلفة.
حبس كلا الطرفين أنفاسهم، ولم يدخروا جهدا في إظهار «قوتهم» وإن بدا أن الإنتخابات في ظاهرها «مهنية» إلى حد كبير، وتتعلق بأبعاد مطلبية وخدمية، لكنها كانت في باطنها نوعا من «اختبار القوة» لمدى تأثر شعبية الإخوان المسلمين تحديدا، بعد أن تعرضت الجماعة لسلسلة من الهجمات والنكسات، في غير بلد عربي، ففي مصر نواجه الجماعة نوعا من الإبادة والاستئصال، عبر سلسلة إجراءات ترمي إلى اقتلاع الظاهرة الإخوانية من الوجدان المصري، ضمن رؤية تستخدم كل الأساليب المتاحة للشيطنة، والتشويه، والقمع، والتغييب، وترددت أصداء هذه الإجراءات في بلاد اخرى، تناغمت مع رؤية الشيطنة، والإخراج من دائرة الشرعية، والقوننة، وحتى في الأردن، ثمة نوع من إدارة الظهر الرسمية، والتجاهل المتعمد للإسلاميين، تصل إلى حد التهميش، ورفض اي حوار مباشر معهم، رغم الدعوات المبطنة التي يطلقها قادتهم ورموزهم، تلميحا أو تصريحا استعدادا لأي حوار، دون أن تجد هذه الدعوات أي اهتمام في الطرف الآخر!
إلى ذلك، ثمة ما يقال أيضا عن الوهن، وانسداد الأفق، ومشاعر الإحباط التي سادت مؤخرا أوساط الإسلاميين في الأردن، خاصة في مستويات القاعدة الشعبية، نتيجة ما لحق الجماعة من هجمات مباشرة وغير مباشرة، هنا وهناك.
وسط هذه الأجواء، جرت انتخابات نقابة المعلمين، وشكلت نتائجها النهائية ما يشبه الصدمة لدى من راهنوا على انتكاسة الإخوان، أو قل أملوا أن تحصل، وكان ثمة ترقب على مستويات مختلفة، في أن تسجل النتائج «مفاجأة» ما، كي يجرد «المراقبون» أقلامهم وتصريحاتهم، لـ «نعي» الظاهرة الإسلامية، غير أن النتائج جاءت على غير ما يحبون ويتوقعون، مع ملاحظة غاية في الأهمية هنا، وهي الحرص على ترك مسار الانتخابات ليجري في أجواء ديمقراطية وشفافة، قدر الإمكان، ليس حبا في الديمقراطية، ولا عشقا بالشفافية، بل لمعرفة الحجم «الحقيقي» للإسلاميين في الشارع الأردني، وهو على نحو أو آخر نموذج للشارع العربي، ومؤشراته تنفع في قراءة واستبطان هوى العرب، في طول بلادهم وعرضها، لاستخلاص ما يلزم من نتائج لمواجهة المرحلة القادمة، ولقياس مدى التأثير التي أحدثته حملة شيطنة الإخوان، في العقل الجمعي العربي!
قال لي ناشط سياسي، مهتم جدا بمراقبة المشهد، من نواحيه كافة: لا فائدة، فالإخوان وحدهم في الساحة، ولا منافس لهم، ولو جرت انتخابات حرة في أي بلد عربي، فسينالون حصتهم المعتبرة، كونهم «التنظيم» الحقيقي الوحيد!
أحترم وجهة النظر هذه، ولكنها ليست الوحيدة، التي تفسر سر اكتساح الإسلاميين، لانتخابات نقابة المعلمين في الأردن، لسبب وجيه، وهو أن الساحة ليست خالية من «التنظيمات» الأخرى !!
(الدستور)
حبس كلا الطرفين أنفاسهم، ولم يدخروا جهدا في إظهار «قوتهم» وإن بدا أن الإنتخابات في ظاهرها «مهنية» إلى حد كبير، وتتعلق بأبعاد مطلبية وخدمية، لكنها كانت في باطنها نوعا من «اختبار القوة» لمدى تأثر شعبية الإخوان المسلمين تحديدا، بعد أن تعرضت الجماعة لسلسلة من الهجمات والنكسات، في غير بلد عربي، ففي مصر نواجه الجماعة نوعا من الإبادة والاستئصال، عبر سلسلة إجراءات ترمي إلى اقتلاع الظاهرة الإخوانية من الوجدان المصري، ضمن رؤية تستخدم كل الأساليب المتاحة للشيطنة، والتشويه، والقمع، والتغييب، وترددت أصداء هذه الإجراءات في بلاد اخرى، تناغمت مع رؤية الشيطنة، والإخراج من دائرة الشرعية، والقوننة، وحتى في الأردن، ثمة نوع من إدارة الظهر الرسمية، والتجاهل المتعمد للإسلاميين، تصل إلى حد التهميش، ورفض اي حوار مباشر معهم، رغم الدعوات المبطنة التي يطلقها قادتهم ورموزهم، تلميحا أو تصريحا استعدادا لأي حوار، دون أن تجد هذه الدعوات أي اهتمام في الطرف الآخر!
إلى ذلك، ثمة ما يقال أيضا عن الوهن، وانسداد الأفق، ومشاعر الإحباط التي سادت مؤخرا أوساط الإسلاميين في الأردن، خاصة في مستويات القاعدة الشعبية، نتيجة ما لحق الجماعة من هجمات مباشرة وغير مباشرة، هنا وهناك.
وسط هذه الأجواء، جرت انتخابات نقابة المعلمين، وشكلت نتائجها النهائية ما يشبه الصدمة لدى من راهنوا على انتكاسة الإخوان، أو قل أملوا أن تحصل، وكان ثمة ترقب على مستويات مختلفة، في أن تسجل النتائج «مفاجأة» ما، كي يجرد «المراقبون» أقلامهم وتصريحاتهم، لـ «نعي» الظاهرة الإسلامية، غير أن النتائج جاءت على غير ما يحبون ويتوقعون، مع ملاحظة غاية في الأهمية هنا، وهي الحرص على ترك مسار الانتخابات ليجري في أجواء ديمقراطية وشفافة، قدر الإمكان، ليس حبا في الديمقراطية، ولا عشقا بالشفافية، بل لمعرفة الحجم «الحقيقي» للإسلاميين في الشارع الأردني، وهو على نحو أو آخر نموذج للشارع العربي، ومؤشراته تنفع في قراءة واستبطان هوى العرب، في طول بلادهم وعرضها، لاستخلاص ما يلزم من نتائج لمواجهة المرحلة القادمة، ولقياس مدى التأثير التي أحدثته حملة شيطنة الإخوان، في العقل الجمعي العربي!
قال لي ناشط سياسي، مهتم جدا بمراقبة المشهد، من نواحيه كافة: لا فائدة، فالإخوان وحدهم في الساحة، ولا منافس لهم، ولو جرت انتخابات حرة في أي بلد عربي، فسينالون حصتهم المعتبرة، كونهم «التنظيم» الحقيقي الوحيد!
أحترم وجهة النظر هذه، ولكنها ليست الوحيدة، التي تفسر سر اكتساح الإسلاميين، لانتخابات نقابة المعلمين في الأردن، لسبب وجيه، وهو أن الساحة ليست خالية من «التنظيمات» الأخرى !!
(الدستور)