من أي زاوية تنظر الصحف العالمية للأردن؟
منار حافظ - تتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وتتزاحم لتشكل عقدا من الأزمات التي يتوجب حلها.
وتتصدر دول المنطقة عناوين الصحف العالمية، ليحتل الأردن جزءا يسيرا من هذه العناوين لا يعدو عن كونه مجرد ضرورة لملىء سطور عن أحد دول الشرق الأوسط في القسم المخصص لها.
ويجد المتابع للشأن الأردني أن المملكة لم تتصدر عناوين رئيسية هامة عبر صفحات هذه الصحف العالمية.
ورغم أن الحكومة الأردنية منحت نفسها طابعا ذا أهمية بعد شغرها المقعد غير الدائم في مجلس الأمن، إلا أن ذلك لم يغير على أرض الواقع شيئا.
وبينما كان الأردنيون يشتعلون غضبا على مقتل الشهيد القاضي رائد زعيتر برصاص "إسرائيلي" على معبر الكرامة، لم تحرك الحكومة ساكنا لتكون عناوين الصحف العالمية المتعلقة بالموضوع مجرد نقل للأسف "الإسرائيلي" على مقتل زعيتر.
حتى أن "الواشنطن بوست" نقلت عبر صفحاتها رأيا يستهجن استنكار مقتل الشهيد زعيتر، مطالبا بأن يكون الإستنكار أقوى لصالح "الإسرائيليين" الذين يتعرضون لصواريخ المقاومة الفلسطينية!.
وتحدثت الفايننشال تايمز عن الأسف الذي قدمته "إسرائيل" للأردن بعد مقتل القاضي زعيتر.
أما صحيفة الجارديان فإن آخر خبر نشرته عن الأردن كان حول حاجته للمياه وأهمية ربط البحر الميت بالبحر الأحمر لمزيد من الإستفادة خاصة بعد ازدياد أعداد اللاجئين السوريين في البلاد.
وخصصت صحيفة النيويورك تايمز تقريرا يتحدث عن اللاجئين السوريين في المناطق الحضرية بالأردن، ومايشكلونه من أعباء اقتصادية على هذه المملكة الصغيرة.
وفضلت صحيفة الإندبندنت أن تكتب شيئا عن مدينة "بترا الوردية" كأحد المعالم السياحية الجميلة في الأردن.
واهتمت الديلي تلغراف في عناوينها عن الأردن بشؤون اللاجئين السوريين ومحاكمة القيادي في التيار السلفي الجهادي "أبو قتادة"، والمراقب للصفحة الرئيسية المخصصة للشأن الأردني سيلاحظ عناوين لأخبار قد مضى عليها أسابيع وشهور.
ويبدو أن حكومتنا اختارت لنا المكان الأنسب استراتيجيا في هذا العالم؛ فنحن البلد الفقير الذي يحتاج دوما للمساعدات المالية والإقتصادية والمائية بينما يميزنا الأمن والأمان عن باقي الدول.. وهكذا فإننا مجرد عناوين فرعية تنشرها الصحف العالمية كل أسبوع مرة أو مرتين.