الغور.. «مش صافي»
خالد أبو الخير
جو 24 : يعيش سكان الاغوار الجنوبية ظروفاً غير إنسانية، فهم ضحايا التلوث والحشرات والفقر والامراض التي تفتك بهم، لا تفرق بين كبير وصغير.
ولأن الغالبية العظمى من سكان الاغوار يعملون في الزراعة، هم ايضاً ضحايا تقلبات سوق لا يرحم، وجهات إقراض لا يعنيها تغير المواسم، ما اضطرهم في مناسبات عدة الى التهديد بهجر مزارعهم أو اغلاق الطرق بمنتجاتهم.
التقرير الذي بثه التلفزون الاردني أول امس، رسم صورة في غاية القتامة عن حاضر سكان المنطقة التي لا تعد الأقل حظاً فحسب، وانما الاقل توفراً لشروط الحياة. المشاهد المروعة أظهرت أطفالا وشيوخاً ونساءً تعلو أسراب الذباب شفاههم وتكاد تغطي عيونهم، في نهاراتهم التي لا مآل لها، ولا تحلو إلا بهبوط الليل.
مشهد آخر أظهر «تنك نضح» يفرغ حمولته على قارعة الطريق، مقدما إسهاما بليغاً في تلويث البيئة، وبائع خضار بالمفرق يرش حمولته بعدة علب من المبيدات، لإبعاد الذباب.. دون طائل، ومواطنون يهاجم الذباب أنية طعامهم وشرابهم، فضلا عن الماء الملوث.
مختصون بينوا أن السبب في تكاثر الذباب بهذه الطريقة استخدام الزبل غير المعالج وخصوصا زبل الدجاج، الذي تسعى السلطات الى الحد منه، ويبدو أنها تحقق حتى الآن نجاحاً محدوداً.
مسؤول في مركز صحي في المنطقة بين أن غالبية الحالات التي تتردد للعلاج تعاني من الإسهال وامراض العيون وغيرها من الامراض التي تتسبب بها البيئة غير الودودة.
المشاهد برمتها قدمت صورة في غاية السوء والبشاعة عما يجري في هذه المنظقة غير النائية، ينبغي ان تحث الحكومة على بذل أقصى جهد ممكن لانقاذ الناس ومنع تلويث المنطقة ومكافحة الذباب، وهو أمر ممكن، خصوصا وإن منطقة الفنادق في البحر الميت لا تبعد كثيرا عن مناطق سكنى الناس في الاغوار الجنوبية ومعدل الذباب فيها منخفض، ويكاد التلوث يكون فيها منعدماً.
يبقى انها خطوة تسجل للتلفزيون الاردني، ففي الماضي كانت البرامج تركز فقط على كون الغور سلة الاردن الغذائية، والسواعد السمر، والمحاصيل، وأن كل شيء على ما يرام. يبقى أن أهمس في أذن رئيس الوزراء عبدالله النسور: الاردن ليس عمان فقط.
(السبيل)
ولأن الغالبية العظمى من سكان الاغوار يعملون في الزراعة، هم ايضاً ضحايا تقلبات سوق لا يرحم، وجهات إقراض لا يعنيها تغير المواسم، ما اضطرهم في مناسبات عدة الى التهديد بهجر مزارعهم أو اغلاق الطرق بمنتجاتهم.
التقرير الذي بثه التلفزون الاردني أول امس، رسم صورة في غاية القتامة عن حاضر سكان المنطقة التي لا تعد الأقل حظاً فحسب، وانما الاقل توفراً لشروط الحياة. المشاهد المروعة أظهرت أطفالا وشيوخاً ونساءً تعلو أسراب الذباب شفاههم وتكاد تغطي عيونهم، في نهاراتهم التي لا مآل لها، ولا تحلو إلا بهبوط الليل.
مشهد آخر أظهر «تنك نضح» يفرغ حمولته على قارعة الطريق، مقدما إسهاما بليغاً في تلويث البيئة، وبائع خضار بالمفرق يرش حمولته بعدة علب من المبيدات، لإبعاد الذباب.. دون طائل، ومواطنون يهاجم الذباب أنية طعامهم وشرابهم، فضلا عن الماء الملوث.
مختصون بينوا أن السبب في تكاثر الذباب بهذه الطريقة استخدام الزبل غير المعالج وخصوصا زبل الدجاج، الذي تسعى السلطات الى الحد منه، ويبدو أنها تحقق حتى الآن نجاحاً محدوداً.
مسؤول في مركز صحي في المنطقة بين أن غالبية الحالات التي تتردد للعلاج تعاني من الإسهال وامراض العيون وغيرها من الامراض التي تتسبب بها البيئة غير الودودة.
المشاهد برمتها قدمت صورة في غاية السوء والبشاعة عما يجري في هذه المنظقة غير النائية، ينبغي ان تحث الحكومة على بذل أقصى جهد ممكن لانقاذ الناس ومنع تلويث المنطقة ومكافحة الذباب، وهو أمر ممكن، خصوصا وإن منطقة الفنادق في البحر الميت لا تبعد كثيرا عن مناطق سكنى الناس في الاغوار الجنوبية ومعدل الذباب فيها منخفض، ويكاد التلوث يكون فيها منعدماً.
يبقى انها خطوة تسجل للتلفزيون الاردني، ففي الماضي كانت البرامج تركز فقط على كون الغور سلة الاردن الغذائية، والسواعد السمر، والمحاصيل، وأن كل شيء على ما يرام. يبقى أن أهمس في أذن رئيس الوزراء عبدالله النسور: الاردن ليس عمان فقط.
(السبيل)