يتحدثون عن الكرامة
أي كرامة في هذه البلاد , أي كرامة يتبجحون بالحديث عنها , وترابنا مسلوب , أي كرامة يتغنون بها وسماؤنا ليست كباقي السماء , ففيها تنقلت وطارت غربان هذا الزمان , تنتقل من أرض إلى أرض , ومن شركة إلى مؤسسة إلى أرجاء الأردن , تبيع مؤسسة هنا , وتؤجر شركة هناك , مارة على تراب ذرته رياح الفساد , عن أي كرامة يتحدثون , والأردني لا يجد ما يكفيه لطعامه وشرابة وتعليمه وعلاجه وخلاف ذلك الكثير , أي كرامة يصدحون باسمها , والأردن أصبح قصة ما قبل النوم , فبلادنا غزاها الجراد الذي لم يبقي ولم يذر من غصن أخضر أو عرق يابس , الكرامة , أي كرامة , ونحن من نُعت شيوخنا وآباؤنا بأبشع الألفاظ , ونحن من نحمي الدخيل , ونطعم الجائع , ونسقي الضمآن , نُعتنا بأسوأ الألفاظ ونحن من أجلسنا ضيوفنا في بيوتنا وقمنا على خدمتهم دون مقابل أو منّه , لا بل وألبسناهم عباءة العز والكرامة حتى تمكنوا وأخذوا ينهشون بلحمنا .
الكرامة . . . وما أدراك مالكرامة
الكرامة هي أن تعيش سيداً وتموت سيداً أينما ذهبت في هذه الأرض , فعزك محفوظ وجاهك مصان , لا أن تعيش كالعبد في أرضك وتحت سمائك ,الكرامة هي أن تفتخر وتعتزّ بوطنك وبلدك , لا أن تلعن التراب بسبب طيور مهاجرة أتت لهذه الأرض في أحد فصول الصيف , فاستوطنت وأخذت تقلب البيت على ساكنية ,الكرامة هي تتنعم بخيرات أرضك, لا أن تذهب هذه الخيرات وتسخّر لتنعم بها غربان هذا الزمان.
الكرامه ...
أي كرامة ينعقون بها ودمنا يهدر ويضيع بين ذرات التراب وأدراج الحكومة وأروقة النواب , أي كرامة يتغنون بها ومن دافع عن دينه ووطنه يقبع في غيابة السجون ,أي كرامه هذه التي يطلقون لها قذائف المدافع وشلال الدماء ينزف منذ عشرات السنين في فلسطيـن والعراق ثم مصر وسوريا.
نعم انتصر جيشنا في مواجهة الكرامة ولكن اسمه "الجيش العربي",فكيف نحتفل وما زال الأقصى يئنّ تحت وطأة الاحتلال وهواجس التهويد,نحتفل بالكرامه ولكن إحتفالنا ينقصه الثأر لدم الشهيد رائد زعيتر ,ينقصه رؤية البطل أحمد الدقامسه في سهول إربد,ينقصه مسؤولٌ يسمعنا صوت قلبه وليس صوتاً من لسانه يطمئننا إلى أين نحن سائرين بالمركب .
الكرامة هي الكرامة رحم الله شهداء معركة الكرامة